الشرخ بين «التيار العوني» و«حزب الله» يتسع.. وإستياء مسيحي من «الهيمنة» على الاستحقاقات

باسيل حزب الله عون

يزداد الشرخ بين التيار الوطني الحر و”حزب الله” حول ملفات محلية وإقليمية، أبرزها ملف طرح مرشح لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع إصرار “الثنائي الشيعي” على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والكلام الذي سرب عن الاتصالات التي يقوم بها “حزب الله” مع قوى سياسية، وبعض النواب لانتخاب فرنجيه ب 65 صوتا، في مقابل إصرار التيار الحر ان فرنجية لا يفي “بالغرض المطلوب” لهذه المرحلة.

مصادر سياسية بارزة ل” جنوبية”: حزب الله بدأ بوضع كل الأوراق على الطاولة امام هيئتيه شورى القرار وشورى التنفيذ لدرسها بتمعن ودراية بعدما وصل الحال الى ما يشبه القطيعة على المستوى السياسي مع التيار الحر


ومع تصاعد الازمتين السياسية والاقتصادية في لبنان، وانعكاس ذلك على كل الشرائح اللبنانية، كشفت مصادر سياسية بارزة ل” جنوبية” أن “حزب الله” بدأ بوضع كل الأوراق على الطاولة، امام هيئتيه شورى القرار وشورى التنفيذ، لدرسها بتمعن ودراية، بعدما وصل الحال الى ما يشبه القطيعة على المستوى السياسي مع التيار الوطني الحر، وقام عدد من المعنيين بالحزب بالاتصالات مع قوى سياسية وأحزاب ونواب وشخصيات، بغية تأمين الأصوات المرجحة لانتخاب فرنجيه، الامر الذي أطاح بتفاهم مار مخايل، واعتباره في مرحلة الموت السريري بانتظار اعلان الوفاة عليه”.

و لفتت المصادر، ان “أداء الحزب لم يتمايز عن بقية القوى السياسية في الساحة اللبنانية، بل كان جزءا أساسيا منها، في ادائها واخطائها، على الرغم من المدة الزمنية التي تؤهله لاكتساب خبرة التفاعل مع الأطراف الأخرى، والنظر الى المصلحة الوطنية منها، خصوصا انه يمتلك القوة السياسية والعسكرية والشعبية، للعب دور أكثر تقدما، باتجاه ضبط القرار مع حلفائه المباشرين وغير المباشرين، وهو ما بان في الهوة الكبيرة، التي ظهرت مع التيار الوطني الحر، ومع بعض الأطراف المسيحية ومن خلفهما مع البطريركية المارونية”.

أداء الحزب لم يتمايز عن بقية القوى السياسية في الساحة اللبنانية بل كان جزءا أساسيا منها في ادائها واخطائها

وعزت المصادر أداء “حزب الله”، الى “التصاق الحزب العضوي كاملا بالمشروع الإيراني، وتنفيذ مسوغات معينة أكثر مما يريده الإيرانيون أحيانا، في مبالغة لعملية الانخراط الكلي، عبر المقاربة بكل الملفات على الساحتين المحلية والإقليمية، ويتجلى هذا الامر في نبرة المسؤولين الكبار لدى الحزب، عند كل استحقاق او حدث يحصل، بحيث يكون الموقف باتجاه التموضع ضمن المشروع الإقليمي عال، وبالتالي ضمن المصلحة الخاصة للمشروع الإقليمي أكثر مما هي عليه للمصلحة العامة”.

وأشارت الى ان “الحزب يعي جيدا ان مرشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، لا يحظى بالأغلبية المسيحية، ويصر على تسميته هو ذاته دوما وابدا، بانتظار الفرج الذي يريده فقط من المرشح نفسه، بالعزوف عن الترشح، وهو امر مستبعد، لأن المرشح يعتبرها فرصة لا تعوض، وقد تأتي الحسابات والمناخات في المراحل المقبلة مغايرة لما تشتهيه السفن”.

الحزب يعي جيدا ان مرشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، لا يحظى بالأغلبية المسيحية ويصر على تسميته هو ذاته دوما وابدا بانتظار الفرج

وتسأل المصادر، “كيف لمدافع شرس من خلال تحالف “الثنائي الشيعي” عن الميثاقية وقوة التمثيل، يقود معركة إيصال مرشح لا يحظى بقوة التمثيل المسيحي، ولم يسع الى طرح اسم بديل، او التماهي بالحد الأدنى حتى اليوم، مع ما يريده القرار المسيحي العام او الحراك المدني على اقل تقدير”.

وفي هذا السياق، واعربت مرجعية مارونية وازنة عبر “جنوبية” عن استيائها من “الطريقة التي يقارب فيها “حزب الله” موضوع الاستحقاقات المركزية، واولها رئاسة الجمهورية، اذ ان هذا الاستحقاق هو تفاعل محلي عربي ودولي، لكن الأرضية له هي مارونية بامتياز، وحتى المرشحين المتنافسين يملكون الحد الأدنى من العلاقات المحلية والعربية والدولية في الظروف العادية، فكيف اذا بالظرف الاستثنائي، تأتي عملية فرض رئيس ب65 صوتا، فانها مسألة لا تقبلها الشرائح المسيحية بكل طبقاتها الدينية والزمنية”.

وإذ لفتت الى “انه لو كان الامر معاكسا وحاول بعض المسيحيين ان يفرضوا رئيسا لاي منصب، غير ما ترضاه الشريحة الكبرى من طائفته، لكانت قامت الدنيا ولم تقعد”، خلصت إلى ان “ما يحصل لا يمكن وصفه الا بالهيمنة، والامر غير المنصف وبهذه الممارسات لا تبنى الأوطان التي فيها تعددية ثقافية وطائفية ودينية, والا سيكون لكل طائفة كلامها وتصرفها, بما تقتنع به في المحافظة على استقلالية قرارها وانتخاب ممثليها الحقيقيين”.

السابق
بعدسة جنوبية: وقفة تضامنية مع 5 محتجين استدعيوا للتحقيق على خلفية اقتحام قصر العدل
التالي
بالصور: إعتداء إسرائيلي صارخ على قرية لبنانية.. ماذا يجري جنوبا؟