عمرو موسى متسلماً جائزة «أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام»: شخصية قيادية عروبية والتمسك بمبادئه واجب

عمرو موسى جائزة هاني فحص
ترك العلامة الراحل السيد هاني فحص إرثاً ينهل منه كل الطامحين الى الإفادة من موسوعة تزخر بـ"كلمة الحق"، وبات ملجأ "الأحرار" التواقين الى الإنضمام الى "حزب الحقيقة" والولاء للوطن وللقضية الفلسطينة تحت راية العروبة، وأضحى مرجعاً للفكر الديني المتنور في "تمرّده" و"مقاومته" للأضاليل، عبر رفع "راية الحوار" وتمسكه بالعيش المشترك وبالتعددية كمصدر "غنى" لا تخويف، فبقي "حيّاً" بمبادئه وذكره الذي ينبض برائحة السلام والمعرفة، ليس من خلال تعاليمه فقط، بل أيضاً عبر "جائزة هاني فحص للحوار والتعددية"، كما عبر مؤلفاته وخطاباته الحاضرة في أذهان كل المؤمنين بنهجه العابر للهويات والعقائد.

بات الموعد سنوياً مع الجائزة التي تأسست عام 2016 وهي تُقدم في ثلاثة مجالات: صناع السلام، والدفاع عن التعددية، والبحث العلمي، تمنحها “أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام” في سبيل متابعة تراث الراحل هاني فحص في مجالات الفكر الديني والتعددية والحوار، مع شركائها: جامعة القديس يوسف في بيروت وكرسي اليونسكو في الجامعة وكرسي اليونيسكو في جامعة الكوفة -العراق وأكاديمية البلاغي في النجف الأشرف في العراق.

في دورتها السادسة للعام 2023، تم منح الجائزة للأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى عن” صنّاع السلام”، و”جمعية مركز برج اللقلق المجتمعي في القدس” و”المجلس الثقافي للبنان الجنوبي” عن “الدفاع عن التعددية”.

أقيم الاحتفال بتوزيع الجائزة في مدرج فرانسوا باسيل مبنى الابتكار والرياضة Berytech جامعة القديس يوسف طريق الشام، في حضور: الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، النواب: ابراهيم منيمنة، فراس حمدان، وضاح الصادق، الياس جرادة، ميشال دويهي، الوزراء السابقون: ابراهيم شمس الدين، نهاد المشنوق، طارق متري، السفير السابق سيمون كرم، سفير مصر ياسر علوى، نقيب الصحافة عوني الكعكي، رئيس تحرير الموقع علي الأمين، رئيس الجائزة مصطفى فحص، رئيس جامعة القديس يوسف الدكتور سليم دكاش، ممثل السلطة الفلسطينة عزام الأحمد، وزير الثقافة العراقي السابق حسن ناظم، الشاعر شوقي بزيع، الإعلامية ديما صادق وشخصيات سياسية واعلامية واجتماعية وعائلة السيد فحص وأصدقائه.

علّامة “عابر للطوائف”

استهل الإحتفال بدقيقة صمت عن أرواح الضحايا في زلزال تركيا وسوريا، فترحيب من الشاعرة والإعلامية ماجدة داغر التي أوضحت “أن مصافحة رجل السلام عبر جائزة تعكس صفات العلامة الذي ناضل من أجل الإنسان، ونبذ التفرقة وكان سلاحه السلام والحوار ونادى بالعيش المشترك ودافع عن التعددية”، مشيرة الى “أن العلامة كان رجل عابر للطوائف والمذاهب وصاحب الفكر الديني المتنور النابذ للتفرقة”.

من جهته، اعتبر الدكتور سليم  دكاش “أن اللقاء هو في دوحة رجل مضيئ يقيم في الذاكرة”، مستذكراً ” دور السيد هاني  في تعزيز الحوار ودعوته للذين يحاولون الحلول مكان الدولة بأن يعوا مسؤوليتهم لأن نار الدولة لن ترحمهم”.

سليم دكاش: الراحل حمل ثقافة وحضارة العيش المشترك

ولفت الى أن “الراحل حمل ثقافة وحضارة العيش المشترك، ورفع الصوت من أجل أن يتحمل السياسيون مسؤولياتهم وانتشال الدولة والشعب الذي يئن”، مشدداً على “أن التحدي هو في أن تكون الدولة أو بديلها شريعة الغاب، وما أحوجنا الى ثقافة الدولة التي سعى من أجلها السيد فحص”.

تكريم مسرّة

في بادرة لدعم الطلاب والباحثين على جهودهم العلمية، كانت جائزة “هاني فحص للبحث العلمي” تكريماً لأولئك الذين يسعون الى  نشر العلم والعرفة، وتم منحها في هذه الدورة الى الطالب فايز سليم عن كتابه “مدى الإسهام الشيعي اللبناني في التقريب بين اللبنانيين”، وتسلمها نيابة عنه شقيقه حسان من عضو لجنة الجائزة الدكتور أنطوان مسرة، الذي تم تكريمه أيضاً من قبل رئيس الجائزة مصطفى فحص تقديراً لجهوده في تأسيس الجائزة وحفظ تراث هاني فحص.

ماجدة داغر: نبذ التفرقة وكان سلاحه السلام

أكد مسرّة في كلمة ألقاها أن “للجائزة معنى خاص وهي تكتسب رمزيتها من خلال المكرمين فيها من الشخصيات”، وقال:”هنيئاً لمن عرف هاني فحص الذي كان هاجسه بناء رؤية للمستقبل والمشروع ، وهو تابع التراث العريق من السيد محمد مهدي شمس الدين والإمام موسى الصدر والغائب الكبير حسين الحسيني، كما عمل على بناء فكر تربوي عربي”.

المقاوم الثائر.. والمفكر المستنير

وقال الاديب والشاعر الاستاذ شوقي بزيع في كلمته : على المرء أن يمتلكً رشاقةَ الحواة ومهارةَ البلاغيينَ وكتابِ التوقيعات لكي يختزلَ حياةَ السيد هاني فحص وهوياتِهِ وأدوارَهُ بدقائقَ معدودة , ومع أن الإشتغالَ على اللغةِ كان واحداً من المهن التي أوليتُهاعنايتي القصوى , إلا أنني تساءلتُ وأنا أحضّرُ لهذه اللحظات المربكة عن أي هاني فحص أكتب , أعن رجل الدينِ أم رجل الدنيا , أعن المناضل السياديّ المأخوذِ بنهائيةِ الكيان اللبناني , أم عن المقاوم المفتونِ بفلسطين , أعن الكاتب السياسيّ أم كاتبِ المقالة والسيرة , أعن المفكرِ المستنير أم عن الناثر المطعّمِ بروح الشعر ؟ ثم تساءلت , كيف أمكن للسيدِ أن ينجز كلَّ ذلك في حياةٍ واحدة , ودون أن يفرط في الوقت ذاته بحبّ أم حسن , عشقِه الأبديّ الذي أثمر ابنتينِ اثنتينِ وثلاثةَ أبناء , يتقاسمون الرقةَ والصلابةَ كلٌّ على قدْر حاجتِه .
ثم ماذا تركتَ لي يا سيدُ لكي أتممَ به معناك أو أملأَ به مكانَك الشاغر ؟

وحيث كنتُ أظن أن الثقَلَ الرمزيَّ لعمامتك لا بد أن يجعلك بمنأىً عما يتقاسمُه الدنيويونَ من غنائم , إلا أنك نافستَ الأبيقوريينَ على مباهج الحياة , والصاغةَ على تلميع الأمل , والعشاقَ على صوت فيروز , أما الشعراء فلم يذهبوا الى مكانٍ إلا ووجدوك قد سبقتَهم إليه .


على أنك في كل مافعلتَه لم تكن تركنُ الى يقين , لأن أكثرَ ما كان يؤنسك هو انشقاقُ الحقيقةِ على نفسها والبلبلةُ التي تحثّ العقول على العمل . وهو ما تشاركتَ فيه مع رفيق دربكَ السيد محمد حسن الأمين , ونفرٍ آخرَ من الكوكبة التي قوضتْ هدوءَ المؤسسةِ الدينية النجفية ومنحتْها نكهةً حداثيةً غيرَ مسبوقة. وكان عقلكَ الشبيهُ بمصيدةٍ للأعاصير يتصدى بكل ما يملِك لإيمانِ القطعان والثغاءِ الجمْعي . وفي وقوفك الجريء على خطّ التماس الفاصلِ بين اليقين والشك , بدوتَ وكأنك تؤثرُ جحيمَ الإعتراض على جنة التسليم , وتنتصرُ لجمر المشاكسةِ المؤرّق على رمادِ الطاعة الساذجة .


ولأنك لم تُرِد للقبِ صاحبِ السماحة الذي يسبِقُ اسم رجلِ الدين , أن يكون مجردَ تبجيلٍ فولكلوري , فقد اتخذتَ من صورة زينِ العابدينَ في قصيدة الفرزدق قدوتَك الحسنةَ ومثالَك الأسمى فكنتَ سمحاً بشوشاً وسهلَ الخليقة , خلافاً لبعض أصحاب الغلظة والفظاظة من المعممين الذين يرجموننا كلّ يوم بآلهةٍ من التهديد والوعيد طاردةٍ للرحمة , بما يستوجبُ منعَهم من الظهورعلى الشاشات قبل العاشرةِ مساءً , لما يشكّله هذا الظهورُ من خطرٍ على السلامة العامة , وبخاصةٍ على الصحة النفسيةِ للأطفال والعجزة وضعاف القلوب .

شوقي بزيع : صاحب الوجه البشوش خلافاً لغلاظة المعمّمين

وليس صدفةً يا سيد أن تُمنح باسمك جائزتان اثنتان إحداهما لصناع السلام والأخرى للدفاع عن التعددية , وأنت من رفع رايتيهما معاً في كل محفلٍ وميدان , ولعلك حيث أنت, تشعر بالكثير من الرضا بذهاب الأولى الى معالي الأمين العام عمرو موسى , المجسّدِ الأمثلِ لروح مصر , والمنافحِ الصلبِ عن السلام وعن قضايا العرب القومية , وبذهاب الثانيةِ الى المجلس الثقافي للبنان الجنوبي والى جمعية فلسطينية مقدسية , حيث كلُّ شيءٍ بين البلدين قابلٌ للتقاسم , فلو طار طائرٌ فوق صفد لرسمتِ الشمسُ ظلاً لجناحيه فوق بيوت بنت جبيل , ولو نزفَ دمٌ شهيدٌ فوق ترشيحا , لملأت شقائقُ النعمان هضابَ قانا الجليل .

وفي حين أننا لا نملك إلا القليلَ لكي نفعلهُ إزاءَ الزلازل الطبيعية الأخيرةِ التي ضربت الأرض , فلطالما اعتبرتَ أنت بأننا قادرون عن طريق الحوار الهادئ والعقلاني على رأب الفوالق الإثنية والإيديولوجية التي تمنع صدوعَ العالمِ من الإلتئام . وبين صرخةِ رامبو ” أنا آخر ” وإعلان سارتر ” الجحيمُ هو الآخرون ” انتصرتَ أنت للشاعرِ على الفيلسوف ولمتعةِ التنوعِ ضد الرتابةِ العجفاء للإمتثالِ القطيعي . وحيث كانت الحدودُ بين الآلهة والأنبياء ترسّمُ بالفؤوس والسكاكين , كان يطيبُ لك أن تدعو الأفرقاءَ جميعاً لإرسال من يمثُلهم الى مجلسك, فتحاورهم بصبرٍ حاذق, وتحاول التأليفّ بين قلوبهم قدر ما تستطيع , حتى إذا أدركتْك لحظة الإبداع , أو الساعةُ السليمانية وفق تعبيرِ اليمنيين , أعلنتَ رفع الجلسة , معيداً الأرضيين منهم بسيارات الأجرة والسماويينَ بالمناطيد .

أما لبنانُ الذي ارتضيتَه وطنَك النهائيّ وموئلَ أحلامك , فلكم آلمك أن يتّخذ زعماؤه من طوائفهِ المتنوعةِ خنادقَ ومتاريس للعنف الدموي , وأن يحولوها عند الحاجةِ الى حصالاتٍ لتكديس الثروات , أو دشمٍ محصنةٍ للإحتماء من العدالة , أو صكوكٍ مقدسةٍ لتأبيد الطغيان . ولأنكَ كنت على الدوام منسجماً مع نفسك وقناعاتك الراسخة , فلم يُرضك وأنت المقاومُ الشرس , أن يصبح المقدسُ رافعةً للإهتراء , والدمُ المراقُ حائطاً في وجه التغيير, ولا استطعتَ أن تفهم كيف تستقيمُ المعادلةُ بيت تحرير الأرض واستعبادِ الإنسان.

محمد علي مقلد: كان مولانا في العلمنة والدولة المدنية

لا بد أخيراً من التنويه يا سيد بأن رحيلكَ المبكرَ بدا ضرباً من الاحتجاج على زمن عقيم لا يدور على توقيت فكرك الخلاق , ووطن تم إفراغه من معناه حتى بات أضيق من مقاس أحلامك . حتى إذا عدت الى كنف التراب الأم , ونصّبتك الأرضُ إماماً على الينابيع , رحتَ تُرشد المياهَ الى نقائها والحصى الى بريقه القديم والعشبَ الى ممراته الآمنة , أنت من عنته صبايا الجنوب ذات أغنية بالقول :
كان يأتي صباحاً وفي يده طرحة العرس ,
ثم يقلم أشجار عينيه
حتى يعرش في الشمس كالأنبياء
وكان يراقص شتلة تبغٍ
ويجذبها نحو كفيه لكنها لا تصل ,
فيقطر حزناً وتقطر سحراً ,
ويمتد , تمتد , حتى يلامسها في السماءْ

مناصفة بين فائزين

آمن السيد فحص بالتعددية والدفاع عن تراث المنطقة العربيّة والشرق وصيانته، ومن هنا كانت “جائزة هاني فحص للدفاع عن التعددية” التي تم منحها في هذه الدورة مناصفة بين “جمعية اللقلق” الفلسطينية تقديراً لدورها التنموي في تحسين الواقع النفسي والمعنوي لشرائح المجتمع في القدس القديمة ولاسهامتها الوطنية والإنسانية والدفاع عن التعددية.

وبعد فيديو تضمن عرضاً موجزاً عن نشاطتها في هذا المجال، تسلم الجائزة، نيابة عن الجمعية ، ممثل السلطة الفلسطينة عزام الأحمد من الوزير السبق ابراهيم شمس الدين.

أما الفائز الثاني في الجائزة فكان “المجلس الثقافي للبنان الجنوبي” عن دوره في خدمة الثقافة والحرية والدفاع عن الإنسان والتعددية في الجنوب، وسلّم شمس الدين الجائزة الى الدكتور محمد علي مقلد الذي ” سرد دور مؤسس المجلس حبيب صادق في رحلة المجلس”، وتحدث “عن دور العلامة فحص وكلماته المؤثرة التي اختار أن تكون مقدمة لكتابه”، وقال:” كان السيد هاني يعتبر أن الإيمان الحقيقي ليس طقوساً احتفالية وموسمية بل بحث دائم وصادق عن الحقيقة”، مشيراً الى “أنه راح بشجاعة يفضح التعاليم الحوزوية التي تحاول نهب الدولة، وكان مولانا في العلمنة والدولة المدنية”.

“حصّة كبرى” للعراق في فكر السيد

اختار وزير الثقافة العراقي السابق حسن ناظم، الذي ألقى كلمة باسم شركاء الجائزة، أن يضيئ على “حصّة كبرى” للعراق في التكوين الفكري للسيد هاني، وتحديداً النجف، لافتاً الى “أنه من خلال فكره وأسلوبه حاول خلق بيئة للتفاهم من أجل مستقبل مجتمعاتنا”.

وشدد على “أن الحوار الحضاري هو خير المجتمعات والبلدان في كل المراحل”.

الإحتفاء بمبادئه واجب.. منح “جائزة هاني فحص لصناع السلام” لعمرو موسى

كان للأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى مسيرة حافلة في صنع السلام وسلسلة انجازات في المجال مكنته من الفوز عمرو موسى بـ”جائزة هاني فحص لصناع السلام”، وفي كلمة قبيل تسلمه إياها، أعرب عن “اعتزازه باسم هاني فحص وصداقته وشراكته في عدد من الأنشطة العربية، كان آخرها مؤسسة ياسر عرفات الذي رأس مجلس إدارتها وكان من بينها ومن افصحهم وأكثرهام نشاطاً ومنطقاً ووداً واتزاناً”.

وقال:”كنت استمتع بأن استمع اليه، وكان كلامه ينبع عن إيمان واخلاص، لم يكن الشيخ هاني مجرد متحدث وإنما كان داعية وناصحاً ومخلصاً لمبادئ عبّر عنها هو بسلوكه حين قال:”أنا لبناني عربي مسلم وما العمامة السوداء الا مؤشراً لنسبي”.

أضاف:” بقدر ما أشعر بالشرف الكبير بأن أُمنح جائزة الشيخ هاني فحص في هذه الدورة السادسة ، فأنا أيضاً سعيد بما تعنيه هذه المؤسسة والجائزة “، مشدداً على “أن خلاف الرأي لا يجب أن يفسد الديمقراطية، وعلينا أن نتحاور وأن نتحرك نحو بناء السلام بعيداً عن العنف وعن الصدام وعن الكلام الذي سئمنا منه ومن تكراره دون أن يتم فعل يتحرك بنا إلى الأمام”.

ولفت الى “أن لبنان مضطرب، ولكنه ليس يائساً، بل هو واعد، والأمور ستتحرك والضوء في نهاية النفق واضح ، كما أن المتغيرات التي تحدث في العالم وتلك القائمة والقادمة في المنطقة ستؤدي إلى الكثير من الأوضاع الجديدة المختلفة التي ستجعل من المشاكل القائمة سلّماً نحو التفاهم و الحل”، لافتاً الى “أن النهضة العربية في أوائل  القرن العشرين كانت عملاً مشتركاً بين مصر ولبنان منذ بداية النهضة الثقافية النهضة التعليمية النهضة النضالية”.

حسن ناظم :”حصّة كبرى” للعراق في التكوين الفكري للسيد هاني

وشدد موسى على” أن لبنان كان شريكاً مؤثراً في كل المجالات، وما يحدث فيه يستدعي من كل العرب أن يساعدوه ويدعموه حتى يعود لبنان الذي نحبه، وأنا مؤمن بأن هذا الليل سوف ينجلي قريباً”، مشيراً الى “العمل الكبير للذي قام به لبنان تجاه الثقافة والمعرفة والاعلام والفن”.

وقال:” المطلوب أن لا نيأس وأن لا نستسلم أبداً وعلينا أن نستمر في الإصرار على انتزاع الحقوق، كما أن عبارة لا ناقة لنا ولا جمل في هذا الأمر أو ذاك، عبارة يجب أن نشطبها من القاموس، إنما لنا ناقة ولنا جمل في كل ما يدور في العالم لأننا جزء رئيسي فيه، ولبنان جزء رئيسي فيه في منطقة الشرق الأوسط”.

أضاف:” دارت الأيام ونمت حركات الظلم والظلام والإظلام لتشمل اقطار عديدة في العالم العربي، ومنها لبنان، واذا كانت تيارات الإظلام النابعة من المنطقة نفسها، تشارك مع تيارات أخرى آتية من بعيد  لخلق سياسات الفوضى الخلاقة و ترهات الفكر الجديد، فعلينا نحن النخبة العربية أن نتفاهم “.

عمرو موسى: كان داعية وناصحاً ومخلصاً لمبادئ عبّر عنها هو بسلوكه

وتابع:” هناك عمل حثيث لمناقشة نظام دولي جديد وعمل حثيث ووازن لمناقشة نظام إقليمي جديد بصفة خاصة في الشرق الأوسط، هذا لا يمكن ولا يصح أن يكون دون مشاركة عربية، والمشاركة العربية تعني أن يكون العرب مستعدين وأن تكون النخبة مستعدة لقياس الأمر، ما هي المصلحة المشتركة وما هي المبادئ التي يجب أن نصوغها، وما هي أهدافنا، ثم ما هي أهداف الغير في المنطقة او خارج المنطقة، وكيف نتصرف، وما هو الأمن الاقليمي وما هو معناه، وما هو مستقبل المنطقة، وكيفية انماء المنطقة والارتفاع بمستوى الحياة في المنطقة، والتعاون المشترك لاقامة نظام اقليمي جديد قادر على أن يقدم لشعوب هذه المنطقة وضعاً جديداً وأملاً في مستقبل أفضل”.

واعتبر موسى “أنه على الرغم ما نراه في إسرائيل اليوم من عنصرية ورفض للسلام بمضمونه و محاولته إنهاء القضية الفلسطينية، فإن القضية الفلسطينية لن تتبخر في الهواء ولن تضيع في الفضاء ولن تغرق في الماء، بل هي باقية لان لها جذور على الأرض والسلام في هذه المنطقة مهما كانت التطورات، ولا يمكن أن تنتهي إلا إذا كان هناك حل، قد لا تنتهي اليوم ولا غداً، ولكن بعد غد قد تكون هناك فرصة، وبعد هذا اليوم له فرصة أخرى إلى أن يحصل الفلسطينيين على حقوقهم وتستقر الأمور في هذه المنطقة”.

وأشار الى “أن الانقسام بين الفلسطينين قد بلغ مداه، وأدى إلى خسارة وسوف يؤدي إلى خسارات كبرى إن لم يتوحدوا، ومهمة النخب أن ترفض هذا الانقسام الفلسطيني، فخطورة الانقسام تساوي خطورة الاحتلال، لأن الانقسام أعجز الفلسطينيين في أن يتقدموا في اطار قضيتهم التي هي قضيتنا، لذلك فإن وحدة الصف الفلسطينين مهمة، ومساعدتهم على ذلك مهمة حتى نتمكن من ارساء السلام الشامل في هذه المنطقة على أسس من العدالة و الحكمة والوقت”.

وقال موسى:”أعود الى جائزة هاني فحص للحوار لأقول أن الحوار مهم، ويجب أن يكون وسيلتنا الأساسية في التحرك السياسي إلى الأمام، وأيضا التعددية بمعنى أن هناك وجهات نظر كثيرة ولا يمكن لأي أحد أن يقول أنا وحدي بيدي الحل”، مشدداً على “أن العلامة فحص كان شخصية قيادية وعروبية، شخصية لها منطقها واحترامها، والاحتفاء بذكراه وبمبادئه القائمة على التعديدية والحوار و التفاهم كأمور إيجابية في الدولة”.

وفي الختام، سلّم سليمان والسنيورة وفحص ودكاش والأحمد الجائزة الى موسى.

السابق
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: الناس وليس الاحزاب هم الثورة!
التالي
باسيل يصوّب سهامه ضد نصرالله.. ويتهم مرشحه للرئاسة بـ«الفساد»!