إنتفاضة مسيحية على التعطيل الرئاسي والقضائي..و«فوضى مالية» تُسرّع الانهيار!

البطريرك الراعي

الخلاف الرئاسي المستحكم بين “الثنائي الشيعي” والنائب جبران باسيل حول ترشيح الفريق الاول للنائب السابق سليمان فرنجية ورفض الثاني له، يتمدد ليفرز التوجه نحو الاستحقاق الى تلاق مسيحي على رفض فرنجية وتعزيز حظوظ قائد الجيش جوزاف عون.

ومع سيطرة الضبابية على الملف الرئاسي، ومعارضة المسيحيين لوصول فرنجية من جهة ويقابلها تحفظ شيعي على قائد الجيش لتمسكه بفرنجية، برزت النبرة العالية امي للقمة الروحية المسيحية في بكركي.

وتكشف مصادر كنسية لـ”جنوبية” ان القمة أكدت على ضرورة وقف التعطيل في ملفي الرئاسة والمرفأ وكف اليد السياسية عن القضاء.

وتشير الى ان هناك توجه لعقد اجتماع في بكركي للنواب المسيحيين الـ64 لوضعهم امام مسؤولياتهم ولوقف مهزلة تطيير النصاب والشغور الرئاسي.

ابرز مقررات القمة المسيحية

وكانت عقدت عند الرابعة من عصر امس القمة الروحية المسيحية في بكركي برئاسة البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي، وفي حضور عدد من البطاركة الكاثوليكك والارثوذكس وممثلين عنهم، لبحث سبل الخروج من الآفاق المسدودة لانتخاب رئيس للجمهورية.  

توجه لعقد اجتماع في بكركي للنواب المسيحيين الـ64 لوضعهم امام مسؤولياتهم ولوقف مهزلة تطيير النصاب والشغور الرئاسي.

واعلن المجتمعون انهم “يأتمنون غبطة البطريرك الراعي على الإجتماع مع من يراه مناسبا تحقيقا للمضمون أعلاه بما في ذلك دعوة النواب المسيحيين إلى اللقاء في بكركي، وحثهم على المبادرة سويا، مع النواب المسلمين، وفي أسرع وقت ممكن، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية».

واضاف البيان: تابع الآباء بذهول وأسف شديدين، الصراع المحتدم في السلك القضائي، والذي يهدد بتعطيل سير العدالة ولا سيما في ما يتعلق بكشف حقيقة تفجير مرفأ بيروت. وهم يستصرخون ضمائر المعنيين، مع الآلاف من ذوي الضحايا ومن المنكوبين بنفوسهم وأجسادهم وأرزاقهم، من أجل تحييد هذه القضية عن التجاذبات السياسية، ويطالبون بمتابعة التحقيق حتى صدور القرار الظني، وفي أسرع وقت ممكن. إن القضاء هو ركيزة دولة الحق والمؤسسات، بدونه يتحكم بها أصحاب النفوذ والدكتاتوريات، وتسودها الفوضى وشريعة الغاب”.

“حزب الله” في الرابية

ومتابعة للعلاقة المتوترة بين “حزب الله” والنائب جبران باسيل وفي سعي لتأكيد استمرار العلاقة بين حارة حريك والرابية، التقى الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية قبل ظهر اليوم ، وفدا من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد، ضم الوفد النواب: حسين الحاج حسن، حسن فضل الله، علي عمار وامين شري.
وأكد رعد، “عزمنا وحرصنا على مواصلة هذه العلاقة مع التيار “الوطني الحر” وفق الأسس التي ساهم ميشال عون في ارسائها، والتي تقوم على الصدق والوضوح وروح وطنية جادة وتفهم متبادل بعيد عن الضوضاء والجدل”.

فوضى مالية ودولرة!

ومع دخول القرار “المبهم” باعتماد الـ15 الف سعر صرف رسمي للدولار جديد وبدل الـ1500 ليرة، دخل البلد في فوضى مالية كبيرة مع فشل المصرف المركزي في السيطرة على سعر صرف الدولار في السوق السوداء ووصوله الى 64500 في ساعات متأخرة من مساء امس، بينما ارتفع سعر صيرفة الى 42 الف ليرة بدل 38 الفاً .

هذه الفوضى من شأنها ان تسرع من الانهيار وسط اقرار صريح من السلطة بفقدان السيطرة وفي ظل تخبط مصرف لبنان وحاكمه امام الواقع المرير

في المقابل بدأت ظاهرة دولرة الاسعار تطال كل السلع والخدمات، في حين برز لقاء بين رئيس الحكومة نجيب  ميقاتي مع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام

وهدف الاجتماع الى تسويق “امكانية التسعير بالدولار لتكون الآلية التي سنضعها في خدمة المواطن والمستهلك في هذا الظرف الاستثنائي وفي فترة استثنائية” كما اعلن سلام.

إقرأ ايضاً: «حزب الله» يُسوّق لفرنجية ولا يستبعد قائد الجيش..والنقابات تنتفض على «تطنيش» السلطة!

وتكشف مصادر مالية لـ”جنوبية” ان هذه الفوضى من شأنها ان تسرع من الانهيار وسط اقرار صريح من السلطة بفقدان السيطرة وفي ظل تخبط مصرف لبنان وحاكمه امام الواقع المرير، ومشاركته في تأجيجه بخياراته الخاطئة ومضاربته على الليرة وشراء دولار السوق السوداء وطباعة العملة اللبنانية عشوائياً!

ازمة القضاء

وعلى الصعيد القضائي، ذكرت مصادر متابعة للوضع القضائي، ان رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، يتابع منذ ايام تطورات الوضع القضائي بعد الخلافات التي حصلت بين بعض القضاة، بهدف حلحلة الامور وإيجاد المخارج المعقولة والمقبولة لمعالجة الوضع، وذلك قبل دعوة مجلس القضاء الى الانعقاد.

وفي هذا الصدد، عقد الرئيس الاول عبود اجتماعاً الثلاثاء مع وزير العدل هنري خوري، وعقد قبل ذلك يوم الاثنين اجتماعاً مع مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، وعدة لقاءات مع اعضاء في مجلس القضاء، لعرض الافكار والمقترحات لمعالجة الازمة واعادة الانتظام الى عمل القضاء.

الضبابية تسيطر على الملف الرئاسي ومعارضة المسيحيين لوصول فرنجية من جهة ويقابلها تحفظ شيعي على قائد الجيش لتمسكه بفرنجية

يذكر ان المحقق العدلي في جريمة إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار حضر امس، إلى مكتبه في قصر العدل في بيروت لمزاولة عمله كالمعتاد، لكنه لم يلتقِ بالرئيس عبود كما تردد. لكن المصادر اشارت الى انه لا شيء يمنع من اللقاء اليوم أو في اي يوم من ضمن معالجة الوضع القضائي.

السابق
رسالة من لقمان (41): تعددت التسميات والقاتل واحد: « اسرائيل» في العدوسية، والأهالي في العاقبية
التالي
ملتقى التأثير المدني مغردا: ليس النظام أزمة ولا العيش معًا مأزق