رسالة من لقمان (37): الاقلاع عن سمفونية التعامل مع الخارج لتحقيق مصالح الداخل

لقمان سليم
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

يفترض أن “سمفونية” تعامل بعض القوى مع الخارج (مع بعض الدول الإقليمية) هي لمصلحة الداخل، يفترض أن تنتهي هذه المعزوفة التي ابتدعتها بعض الاحزاب الدينية الشيعيَّة لتبرر عمالتها للخارج.

طبعاً تلجأ تلك القوى الحزبية لتنزيه نفسها عن العمالة، وأن أداءها هو لمصلحة لبنان الداخلية، وأنهم يحققون المكاسب السياسية العظيمة للداخل اللبناني بفعل تعاملهم مع هذا الخارج..

لكن السؤال الطبيعي إذا لم يكن ذلك يسمى “عمالة” فما هي العمالة إذاً؟! أي أداء وطني مع كل هذه الاعترافات من قبلهم بأنهم يتعاملون مع الخارج، وأن تمويلهم الضخم من دولة إقليمية، بل أكثر من ذلك يعترفون بتواصلهم مع الأجهزة الأمنية في بلاد الغرب، كذلك عقدوا صفقات مع الكثير من الدول الكبرى في العالم!!

إذا لم يكن ذلك يسمى “عمالة” فما هي العمالة ؟

والأنكى من ذلك أنهم مع كل هذه العمالة المبتلين بها فإنهم في المقابل يتهمون أخصامهم بأنهم عملاء للخارج!! ويعتبرون كل من له أدنى علاقة مع الخارج أنه عميل، علماً بأنه قد تكون مجرد علاقات ثقافية أو اجتماعية أو حتى سياسية بشكل شفاف وبريء…

مع كل هذه العمالة المبتلين بها فإنهم في المقابل يتهمون أخصامهم بأنهم عملاء للخارج

غريب؛ ألم يحن الوقت للتوقف عن هذه المعزوفة البائخة؟! ألم يحن الوقت لأن يعرف الشيعة في لبنان من هم العملاء الحقيقيين للخارج؟!

بكل الأحوال التواصل مع الخارج له الكثير من الأنماط، من أسوأ تلك الأنماط طريقة تواصل بعض القوى الحزبية الشيعية مع الخارج؛ لأن كل تحركات هذه الجهات كانت ضد لبنان، وعلى حساب مصلحة الشعب اللبناني وليس لصالحه..

بكل الأحوال التواصل مع الخارج له الكثير من الأنماط من أسوأ تلك الأنماط طريقة تواصل بعض القوى الحزبية الشيعية مع الخارج

هم يعزفون على وتر أنهم يجلبون مصالح للشعب، ويتواصلون مع الخارج لكي يؤمنوا مكاسباً للبنانيين؛ لكن الذي ظهر جلياً، انطلاقاً من دورهم السيء في ضرب كامل بنية النظام اللبناني في الداخل، مروراً بكل الدور الذي ينفذه البعض في عدد من الدول، وصولاً إلى الترسيم المعهود.. أنهم يحققون مصالح الخارج وليس لبنان.
وأن تعاملهم مع الخارج على حساب مصلحة اللبنانيين، وليس لمصلحة اللبنانيين.
كفى نفاقاً؛ هم أسوأ العملاء في الداخل اللبناني، ويتحدثون كأنهم أشرف اللبنانيين!

السابق
سيف يكشف لـ«جنوبية» حقيقة أزمة الخبز ومصير «الرغيف»!
التالي
لبنان يُمنع من التصويت في الأمم المتحدة!