خاص «جنوبية»: «الربيع الرئاسي» يبدأ فاتيكانياً ويُستتبع فرنسياً ويُستكمل ايرانياً!

قصر بعبدا

يترقب لبنان الاستحقاقات الداهمة لسد الفراغ في السلطة، للتوجه بعدها لمعالجة الازمة الاقتصادية المستفحلة، في ضوء الانهيارات الحاصلة في القطاعات الاقتصادية والمالية، التي تحتاج الى وقوف المجتمع الدولي للمساعدة والإنقاذ معطوفة على إرادة وطنية لبنانية جامعة للغاية عينها.

ورأى مصدر سياسي بارز مواكب للإتصالات المحلية والخارجية لـ “جنوبية” “ان ثمة بصيص أمل في وضع لبنان على سكة الحل، كون البلد هو منهوب وليس في حال الإفلاس، وبإمكانه التعافي فور توفر الإرادة السياسية لذلك والنظر الى المصلحة الوطنية، لكن الإرادة مفقودة حالياً، بسبب تشتت الافرقاء وتناقضهم بمواقفهم كل حسب مصلحته السياسية والتزاماته الإقليمية، ولا يرغبون التراجع لمصلحة انقاذ الوطن وأهله”.

ثمة بصيص أمل في وضع لبنان على سكة الحل

وكشف المصدر “ان المؤشرات الدولية تجاه لبان تؤكد النية والعزم على المساعدة الكاملة، شرط ان يبدأ اللبنانيون بمساعدة بلدهم واهلهم وأنفسهم، من حيث التخلي عن الانانية والفئوية والاحادية في اتخاذ القرارات، التي لن توصل الا الى مزيد من الانهيار بعدما وصل البلد الى القعر بكل شيء”.

وأبدى المصدر تفاؤلاً ” إذ ان املا يلوح بالأفق مع بداية السنة الجديدة يتمثل بتدخل أوروبي (فرنسي – فاتيكاني) بموافقة أميركية لإنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، وذلك مع مؤشر التواصل مع الدوائر الإيرانية والسعودية، للاتفاق على شخصية توافقية خارج الاصطفاف المتبع، ذات اختصاص متقدم نوعي ومصداقية عالية، بعيدة عن كل موروثات الحياة السياسية اللبنانية، وأقرب الى نهج الحراك المدني في التفاعلات السياسية والاستراتيجية”.

املا يلوح بالأفق مع بداية السنة الجديدة يتمثل بتدخل أوروبي (فرنسي – فاتيكاني) بموافقة أميركية لإنهاء الشغور الرئاسي

وكشف ان “مبادرتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، تدخل في السياق عينه لطرح أسماء يتم تسويقها مع الأطراف اللبنانية، للوصول الى المراد المطلوب مع عدم ممانعة حزب الله على أي شخصية تتوافق عليها الأغلبية المسيحية، وتكون محط اجماع ولو بالحد الأدنى، مع عدم إعلانه هذا الشيء نظرا لارتباطه بموقف مبدئي المرشح للرئاسة سليمان فرنجية، الذي كان أعطاه وعدا منذ ست سنوات، ان الأولوية له في حل عدم ممانعته بانتخاب الرئيس ميشال عون حينها”.

ووضع المصدر جانب من الزيارة الدينية التي يقوم بها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان حاليا، “في إطار التباحث في واقع الفراغ الذي شكله الشغور الرئاسي، وإمكانية انتخاب رئيس جديد من الأسماء المارونية الوازنة، مع تشديده على عدم المس بصلاحياته كما ذكر في عظته الأخيرة، فضلا عن وضع الفاتيكان في الزيارات السياسية لقوى سياسية أساسية، مثل حزب الله والرئيس نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر”.

وأوضح “ان معظم الأطراف تقف على رأي بكركي في مروحة التفاعل السياسي، بعد النبرة العالية التي أطلقها البطريرك الراعي في أكثر من عظة ومناسبة، وصوب فيها المطلب المسيحي عموما والماروني خصوصا من الاستحقاقات والاحداث الراهنة، معتبرا ان انتخاب أي رئيس بصلاحياته كاملة أفضل من الفراغ الرئاسي القائم، لان بذلك مساس بهيبة الكرسي الأولى وبحقوق طائفة مؤسسة للكيان اللبناني”.

معظم الأطراف تقف على رأي بكركي في مروحة التفاعل السياسي، بعد النبرة العالية التي أطلقها البطريرك الراعي

وكشف “ان حزب الله تجنب طرح اسم سليمان فرنجيه، في اللقاء مع البطريرك الراعي، كي لا يفسر موقفه كعامل ضغط او ما شابه، انما الحزب يلمح في الدوائر الضيقة والداخلية البعيدة عن الاعلام عن موقفه الدائم من هذا الموضوع، ويعتبره موقفا مبدئيا لا يمكن ان يتراجع عنه، الا إذا تراجع المرشح المعني ذلك، وهو امر تستبعده مصادر مقربة منه تحديدا في هذه الآونة”.

وأكد “ان التشاور الفاتيكاني مع البطريرك الراعي، سيبحث في القنوات التي يمكن ان تخرق جدار الجمود القائم في الملف الرئاسي اللبناني، وسينصب التشاور حول اللقاء الرباعي ( الفرنسي، الاميركي، السعودي، القطري) الذي من المرجح ان يعقد في المنتصف الثاني من الشهر الجاري في العاصمة الفرنسية باريس”.

لبنان مقبل على حراك نوعي بدأ مع زيارة البطريرك الراعي الى الفاتيكان

وتابع”: على ان تقوم فرنسا بالتواصل مع الجانب الإيراني في حال تم التوافق على أي تطور آني يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، ان كان على مستوى مواصفات الرئيس القادر على التفاعل مع الخارج، لان لبنان يرزح تحت استحقاقات اقتصادية مالية اقرب الى الانهيار الكامل وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة على كل مستوياتها، او على مستوى السياسة العامة التي يجب ان تجنب لبنان أي خضات مستقبلية هو بغنى عنها وليس بمقدوره تحملها”.

وخلص الى ان “لبنان مقبل على حراك نوعي بدأ مع زيارة البطريرك الراعي الى الفاتيكان ويستكمل بالاجتماع الرباعي في باريس ويستكمل بلقاءات داخلية وخارجية، ستفضي كلها الى التوافق على رئيس يكون بمستوى المرحلة، لتتظهر مع بداية الربيع صورة الرئيس المقبل للبنان”.

السابق
بـ٤ رصاصات امام منزله.. مقتل عنصر من الحرس الثوري الايراني!
التالي
طقس كانون يصدم اللبنانيين.. لا منخفضات قوية متوقعة!