العرّافون.. أجيال تنمو مع الدّجل!

تنجيم

يقول ابن خلدون :”عندما تسقط المدينة تسود الفوضى ويكثر الدّجالون والعرّافون وتجار السوء..”. وأثناء الحرب العالمية دخل أحد الضباط على الزعيم السوفياتي جوزف ستالين وقال له هناك عرّاف في الخارج يريد مقابلتك، ويقول أن عنده من المعرفة والتنبؤ ما قد يفيدنا في حربنا، فصرخ به ستالين قائلا: “أخرج واقتله على الفور”، فما كان على الضابط إلا تنفيذ الأمر، فخرج وقتل العراف، ثم دخل على قائده وقال له: “لماذا قتلناه وكان ليخدمنا”؟ فرد عليه ستالين بجملة بسيطة: “لو كان يعلم بالغيب كما يدعي لما أتى ليموت”!

“لو كان يعلم بالغيب كما يدعي لما أتى ليموت”!

ومع نهاية كل عام ، يتعرض لبنان (لهجمة منجمين!) ، إذ يطلون من كل شاشة واذاعة وجريدة ومواقع الكترونية، ويرجمون الناس والمجتمع بتنبؤات غريبة، غير عجيبة! كأن يتنبأ أحدهم بموت شخصية سياسية أو فنية ، أو بحدوث كوارث طبيعية،أو أو… وكلها احتمالات طبيعية وروتينية وعادية وقدرية، لا دخل للسحر والتنبؤات بحدوثها و”التبشير” بها!!

عرّافون.. والأصح، أجيال تتمسك بحبال الهواء، وتنمو مع الدّجل والنفاق البشري المستشري!

وما هذا السيل الجارف من تنبؤات العرّافين المدّعين اليوم وبالأمس وغداً، والتي تنهال علينا مع بدء كل عام، سوى نسخة مطابقة، كاملة المواصفات السيئة، تؤكد وتثني على بصيرة ابن خلدون وتنتصر لنباهة ستالين.

عرّافون.. والأصح، أجيال تتمسك بحبال الهواء، وتنمو مع الدّجل والنفاق البشري المستشري!

السابق
في اليوم الأول من العام الجديد.. حاول الانتحار في الضاحية
التالي
في المسألة القوميّة مجددًا.. رؤى نقديّة