بيليه.. سيرة «أسطورة كروية»!

بيليه

بغياب إدسون أرانيتس دو ناسيمنتو (بيليه) تكتمل أسطورته التي عمّرها بخطواته المدوزنة، وبناها ببسمة امتلكتها الأجيال المتعاقبة على مستوى بلاده والعالم.
من حياة مدقعة جداً وبعمر الخمس سنوات انطلق بيليه فقيراً يبيع الفول الأسود في شوارع ساوباولو وولاية بارانا. سنوات العمر الأولى كانت كافية له ليتعلّم الفتى الأسود الفقير الصبر والصمود بوجه الحاجة،فكان اعتناقه المبكر لسحر كرة القدم.مارسها ولعبها وتعلمها في الشارع وفي الأحياء الفقيرة جداً. نجح الطفل الأسود بالوصول السريع الى نجومية لا تضاهى.بعمر 17سنة وصل الى أعلى حضور في اللعبة السحرية،حيث قاد بلاده الى الفوز بكأس العالم ثم الى الفوز لدورتين متتاليتين ،الأمر الذي خوّل البرازيل الاحتفاظ بالكأس الذهبية الى الأبد. وما كان هذا الانجاز ليحدث لولا قدم بيليه الذهبية التي حركت مجذاف المجد العالمي بقوة المثابرة والجهد والأمل.
برز نجم بيليه عالميا، عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما، إذ ساعد البرازيل في الفوز بكأس العالم عام 1958 في السويد. كما رفع كأس المونديال مع منتخب بلاده مجدداً في عامي 1962 و1970.
اكتملت أسطورة بيليه، “الجوهرة السوداء” ، وسطع بريق جوهرته مثل شمس طالت الأفق الجغرافي برمّته، والوجود البشري بمعظمه. فمنذ سطوع نجم بيليه المبكر، الى حاضرنا، تعرفت الأجيال، وعن كثب، على الفتى الطائر الساحر في ملاعب الكرة والزمن.
ستبقى ذكرى بيليه خالدة كـ”ملك” أحدث ثورة في رياضته، مع رقم 10 الأبدي على ظهره.
كان رائداً في كرة القدم الحديثة، بتقنية استثنائية مقترنة بقدرات رياضية لا مثيل لها برغم قامته المتواضعة (1.73 م).
كان عاطفياً، كما يتضح من مشاهد لا تنسى بالأسود والأبيض ليافع بعمر السابعة عشرة أحرز أوّل ألقابه العالمية عام 1958 في السويد.
وفى بوعد قطعه لوالده، بعد ثماني سنوات من رؤيته يبكي أثناء الاستماع على جهاز الراديو إلى خسارة “ماراكانازو” الشهيرة أمام الأوروغواي التي حرمت البرازيل من أوّل ألقابها العالمية.
عام 1970، وخلال أوّل بث مباشر لكأس العالم بالألوان، احتفل بيليه بابتسامة مشرقة في ذروة مسيرته، باللقب العالمي الثالث، عندما كان في تشكيلة ذهبية تُعدّ الأكثر موهبة في التاريخ لضمّها أمثال ريفيلينو، توستاو وجايرزينيو.

  .
السابق
خاص «جنوبية»: «النافعة» سقوط اول «عرين الميليشيات» بعد وصول الرشوة الى مليار ليرة يومياً!
التالي
غسان صليبي: هل علينا ان ننتظر النكاية المارونية الثانية بعد النكاية الاولى منذ 6 سنوات؟