الجنوب 2022: «الترسيم» و«التغييريون» و«اليونيفيل».. وهذا ما توقعه تيننتي لـ«جنوبية»

الناطق الرسمي باسم قوات "اليونيفيل" اندريا تيننتي

عام ٢٠٢٢ جنوباً، كان عامأ مليئا بالأحداث والمحطات الكبيرة، وحافلا بانجازات لم يسبق لها مثيل ، منذ سنوات طويلة وعقود.

الحدث الابرز في الساحة الجنوبية، الذي حمل ابعادا استراتيجية، اقتصاديا وسياسيا وامنيا، تمثل بإنجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و إسرائيل عبر اعتماد الخط ٢٣، بعد وساطة اميركية وخمس جولات تفاوض غير مباشرة، برعاية اممية في رأس الناقورة على الحدود الجنوبية مع فلسطين.

فاتفاق ترسيم الحدود البحرية، الذي انقسم الرأي العام اللبناني حول إمكان انقاذ الوضع الاقتصادي المتأزم، من خلال عائدات الغاز الموعودة في البلوكات اللبنانية ومنها البلوك رقم ٩ الذي تحجز اسرائيل حصة منه ، قد جاء وسط إجماع سياسي رسمي تمثل بالرئاسات الثلاثة ومن خلفها القوى السياسية الوازنة (حزب الله)، ومباركة اقليمية ودولية، مقابل رفض قوى وتيارات ونواب ومجتمع مدني، رأى في هذا الاتفاق تنازلا عن حقوق لبنان الاقتصادية الخالصة ، لا سيما الخط ٢٩.

العبرة الأهم، تبقى في ان يكون العام ٢٠٢٣ بداية لأعمال التنقيب واستخراج النفط من الحقول اللبنانية

لكن العبرة الأهم، تبقى في ان يكون العام ٢٠٢٣ بداية لأعمال التنقيب واستخراج النفط من الحقول اللبنانية، حيث يتوقع خبراء عن وجود ملايين الأمتار المكعبة من الغاز .

وإلى جانب أهمية إنجاز اتفاق الترسيم ، الذي يعد حدثا دوليا، كونه جاء في عز الحروب والصراعات الدولية والاقليمية ، وخصوصا الحرب الروسية الإوكرانية وارتفاع الحاجة إلى غاز منطقة الشرق الأوسط، فأن الاتفاق أيضا أرسى معادلات جديدة يحكمها العامل الاقتصادي ، الذي يعود مردوده أمنيا، على مستوى الجبهة الجنوبية ، التي التقطت أنفاسها، بعدما كادت تنزلق إلى حرب بين اسرائيل وحزب الله على خلفية ملف الترسيم البحري.

اليونيفيل وحزب الله

وفي الجنوب أيضا، منطقة جنوب الليطاني ، سجل تطور لافت في تبني مجلس الأمن الدولي في شهر اب المنصرم ، قرارا أثناء التمديد لليونيفيل في الجنوب ، يؤكد على حرية قوات الأمم المتحدة المؤقتة وفقا للقرار الدولي ١٧٠١ ، حيث جاء هذا القرار ، الذي لم يهضمه حزب الله، بعد سلسلة من الحوادث بين دوريات من اليونيفيل وأبناء عدد من القرى امتدت من شقرا إلى بنت جبيل وبليدا وغيرها ، ولم تخف اليونيفيل غمزا ، تحميل حزب الله ، أعمال التحريض على وحداتها ودورياتها ، وتوجت هذه الاشكالات بما عرف حادثة العاقبية الواقعة خارج منطقة عمليات اليونيفيل ، حيث قتل جندي ايرلندي بالرصاص وجرح ثلاثة من زملائه، ولاتزال التحقيقات جارية بشأنها.

يتوقع ان يحمل التجديد المقبل لليونيفيل التي مضى على وجودها ٤٤ عاما لهجة اكثر حزما

وبعد هذه الحادثة الدامية وبحسب مصدر متابع لـ”جنوبية” فأنها لن تكون كما قبلها، بحيث يتوقع ان يحمل التجديد المقبل لليونيفيل ، التي مضى على وجودها ٤٤ عاما لهجة اكثر حزما” ، لكنها وبحسب المصدر عينه، “لا يتوقع ان يكون لها تداعيات عملانية على الأرض ، لأن حزب الله لديه خطوط حمر بالنسبة للتحركات الميدانية لقوات اليونيفيل، وخاصة عند تخوم الأودية والممرات ، ذات البعد الأمني والعسكري”.

وفي هذا السياق لفت الناطق الرسمي باسم اليونيفيل اندريا تيننتي انه على الرغم من وقوع حوادث قليلة في منطقة العمليات، كان الوضع هادئاً بشكل عام خلال الفترة الأخيرة من عام 2022.

قال لـ”جنوبية”، “قد تعكّر هذا الهدوء النسبي بسبب الحادث المأساوي الذي تعرضت له كتيبتنا الأيرلندية، حيث فقد الجندي روني حياته، وأصيب ثلاثة آخرون من حفظة السلام، حيث كانت تلك جريمة بحق جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل الذين أتوا من دول بعيدة للحفاظ على الاستقرار، بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، في بيئة مضطربة”.

وأضاف تيننتي: “تفاقمت هذه الأخطار والصعوبات بسبب حملات التضليل المتعمد ضد البعثة، والتي تضلل الناس وتشوش على ولايتنا وعملياتنا وأهدافنا هنا في جنوب لبنان”، مؤكدا ان “اليونيفيل لا تزال تتمتع بعلاقات قوية مع المجتمعات المحلية في جميع أنحاء منطقة العمليات، وهذه المجتمعات التي ندعمها، بنشاط من خلال مشاريع الطاقة والزراعة والتعليم، وإعادة بناء البنية التحتية وغيرها من المشاريع”.

انتخابات الجنوب

لم يكن هذان الحدثان الوحيدان على الساحة الجنوبية ( ملف الترسيم وحوادث اليونيفيل ) فقد شهد الجنوب في الانتخابات النيابية الأخيرة في ايار من العام ٢٠٢٢، تحولا كبيرا في هذا الاستحقاق، الذي جاء بعد تراكمات انتفاضة ١٧ تشرين وحالة الغضب على سياسات قوى الامر الواقع في الحنوب وغيره من المناطق اللبنانية، فما حصل على مستوى خرق لوائح السلطة للمرة الأولى منذ العام ١٩٩٢ ، وتمثل بخرق النائبين الياس جرادة وفراس حمدان في دائرة الجنوب الثالثة، حمل دلالات كثيرة وأملا بالتغيير على مستوى ساحة الجنوب، وفتح كوة في جدار لائحة حركة امل وحزب الله وحلفائهما، بفعل إرادة توفر اجتماع قوى المعارضة والاعتراض في دائرة الجنوب الثالثة، والتي لم تتوفر في الدائرة الثانية ، ما شكل نكسة لقوى المعارضة نتيجة تشرذمها والأهواء السياسية لكل فريق معارض.

السابق
20 خطراً داهماً على اللبنانيين في العام 2023!
التالي
ملتقى التأثير المدني عشيّة الـ٢٠٢٣: ثابتون في النِّضال