بالفيديو.. أبرز وجهاء بعلبك الهرمل ينتفض بوجه «الثنائي»: الملاعين يحكموننا!

بعلبك

تعيش منطقة بعلبك الهرمل هذه الأيام، على فوهة بركان أمني وصفيح ساخن إجتماعي، جراء جرائم القتل والسرقة والخطف، التي تكاثرت وعمّت الفوضى والخوف في ظل غياب للضوابط التاريخية، المتمثلة بالاعراف والعادات والتقاليد العشائرية، التي كانت تحكم المجتمع البقاعي عبر “كبار” أو زعماء هذه العشائر والعائلات، الذين كانوا يشكلون ضابطا أمنيا ورادعا أخلاقيا بغياب الدولة، حتى أن معظم المناطق بقيت آمنة خلال الحرب الاهلية، ولم يقاتل أهلها لحساب أي سلطة حزبية أو مذهبية، بل كانوا يلتزمون بقرارات وكلام “زعمائهم” في حقن الدم وإغاثة الملهوف، ومن يخالف الأعراف القانونية ينبذ ويرفع الغطاء العشائري عنه.

وتتخوف مصادر أمنية عبر “جنوببة”، من “تدهور الاوضاع في بعلبك الهرمل وفقدان السيطرة عليها، خصوصا أن الحوادث الفردية أصبحت تتدحرج، وتتحول الى اشتباكات بالسلاح الخفيف والمتوسط، وتتطور الى اشتباكات بين مجموعات وبين بعض القرى”.

وبحسب مصادر عشائرية لـ”جنوبية”، “لم تشهد هذه المنطقة فوضى وشرذمة كالتي تجري اليوم تحت سلطة “حزب الله”، الذي نجح في تنفيذ سياسة فرق تسد، وتفتيت المجتمع العشائري وضرب عاداته وتقاليده، وإقفال بيوت “كبار القوم” وتحويل أصحابها الى “فزّاعة” غب الطلب، أو “شرابة خرج”، وتم الإستعاضة عنهم بمسؤول لجنة أمنية أو مسؤول خدمات أو “رابط” بلدة”.

الحوادث الفردية أصبحت تتدحرج، وتتحول الى اشتباكات بالسلاح الخفيف والمتوسط

وأضافت”: فأحكموا سيطرتهم على هذه المنطقة بعد غزوها ثقافيا وإجتماعيا وأمنيا وتحويلها الى “خزّان دم للمقاومة”، وإبعاد أهلها عن الحياة المدنية وتحويلهم الى جنود مجندة لخدمة مشاريع محلية وخارجية”.

وميدانياً، تعيش قرى هذه المحافظة حالة فوضى متصاعدة، منذ إنتهاء الحرب السورية الشرسة، وعودة المشاركين فيها الى بلداتهم محملين بفائض القوّة والسلاح.

لم تشهد هذه المنطقة فوضى وشرذمة كالتي تجري اليوم تحت سلطة “حزب الله”

واليوم أصبحت هذه المنطقة تعجّ بالجرائم والقتل لأتفه الأسباب، ولا يكاد يمر يوم دون ان يسجل فيه جريمة، وعادة ما يكون لعناصر من حزب الله يد فيها من قريب أو من بعيد”.

وكانت مدينة الهرمل يوم الأحد إشكالا بين الشاب علي عواد وأشخاص من ال حمادة على خلفية عائلية، وبحسب مصادر خاصة ل”جنوبية”، فإن “الاشكال كاد ان ينتهي سلميا لولا تدخل وسيم شقيق نائب حزب الله ايهاب حمادة، وعدد من عناصر الحماية التابعين للحزب، حيث تطور الاشكال الفردي الى اشتباكات مسلحة ادت الى مقتل علي عواد كما أصيب عنصري حماية”.

الاشكال كاد ان ينتهي سلميا لولا تدخل وسيم شقيق نائب حزب الله ايهاب حمادة، وعدد من عناصر الحماية التابعين للحزب

هذا الإشكال هو نموذج عن شريط أحداث يومية، بات يؤرق حياة الناس في هذه المنطقة “القندهارية”، وهذا ما دفع بخروج أصوات وازنة تحذر من السلاح المتفلت، ومسلسل الدم رغم الترهيب والترغيب، الذي تمارسه قوى الأمر الواقع على أبناء هذه المنطقة، وتطويع وجهائها وكم أفواههم، إلا أن السواد الأعظم غير راض على سياسة هذه القوى، فمنهم من لا يتجرأ على الاعتراض لاسباب أمنية ومعيشية، ولكن هناك أصوات إنفجرت وباتت تخرج كل يوم وترفع صوتها بوجه “الثنائي الشيعي” بعد أن شعرت بتهميش دورها التاريخي وبأن الخطر يطالها ويطال مستقبل أبناءها والنسيج الإجتماعي لهذه المنطقة.

ومن أبرز المعترضين على سياسة “الثنائي” الشيخ ياسين علي حمد جعفر، وهو أحد أبرز وجهاء بعلبك الهرمل والمشهود له بحكمته وباعه الطويل في المصالحات، التي كانت تجري بين أبناء العشائر والعائلات، وأدت لحقن دماء وإصلاح ذات البين، وقد خرج جعفر بعد اشتباكات الهرمل ومقتل علي عواد في فيديو مصور، مستغربا غياب وصمت مسؤولي “حزب الله” و”حركة أمل” حيال جريمة القتل، واصفا بعلبك الهرمل بأنها “أصبحت مركزا للسلاح المتفلت والقتل والدم والفساد”، وان من يحكمها “بالعصابات والملاعين، دمروا وأقفلوا البيوت الكبيرة المفتوحة وأصبحوا “الملاعين” هم حكام هذه المنطقة”.

وشن جعفر هجوما لاذعا على “الثنائي الشيعي” وحمله مسؤولية ما يجري في بعلبك الهرمل واصفا النواب وقوى الامر الواقع ب”التافهين والسفلة والفاسدين والطائفيين.”
وقال جعفر :” أصبحنا نعيش في هذه المنطقة في حالة خوف دائم، تحكمنا عصابة تقتل وتخطف وتسرق وتذل الكرام، لذلك سأهاجر لأنني أخاف على أبنائي وأحفادي.”

واضاف “يا ابناء بعلبك الهرمل الدم ثقيل والسلاح لعين ومن يستعمله نذل وجبان، وأضاف:” الجيش اللبناني شاهد زور فهو ينفذ ما يطلبه منه السياسيون في هذه المنطقة، ولو كنت مكانه لوضعتهم في السجون.

صرخة جعفر ، بحسب أحد وجهاء العشائر هي “رسالة واضحة ل”حزب الله”، الذي يحاول أن يرمي ما يجري من فلتان في بعلبك الهرمل على العشائر، وإلباسهم ثوبا متسخا لا يليق بهم، ولا يشبه تاريخهم واصالتهم، وجعلهم فزاعة في وجه العائلات الصغيرة .. “طفح الكيل”.

حزب الله فتت العشائر وجعلهم متراسا وأداة في يده غب الطلب

و حذر من ان “حزب الله فتت العشائر وجعلهم متراسا وأداة في يده غب الطلب، فاليوم يوجد في بعلبك الهرمل عشيرة هجينة واحدة تحكم إسمها “حزب الله”، ينضوي عدد من أبناء العشائر في صفوفه وتحت رايته ويولون الطاعة والولاء، وتحكم العلاقة بينهم مصالح مالية وأمنية وتجارية، ولا سلطة لوجهاء العشائر عليهم”، متحسراً على انه “قبل مجيء حزب الله كانت العشيرة تلتزم بكلمة “الزعيم”، أما اليوم فلم يعد يمون على إبنه أو حفيده.”

السابق
Janoubia Forum Breaks the Silence over «Iran Movement» with an in-depth Analysis into the Spirit of this Confrontation and its Political-Religious Dimensions.
التالي
شجرة الميلاد تُضيء «ساحة القسم» في صور