خاص «جنوبية»: «تضارب» في أرقام النازحين.. العائدون لن يتجاوزا الـ300 الفا و«الحاجة أم العمالة»!

النازحين السوريين

بعد إنطلاق ملف عودة النازحين السوريين، شكك مصدر اممي ل “جنوبية من تمكن الدوائر الرسمية اللبنانية من إعادة مليونين 200 ألفسوري (حسب ارقام الدوائر الرسمية اللبنانية) في السنوات العشرة المقبلة”.
وأكد ان “عشرات الآلاف من السوريين سيبقون في لبنان، لاعتبارات وظروف فرضها الواقع اللبناني ويحتاجها في عملية إعادة الهيكلة الاقتصادية اللبنانية”.

تضارب في ارقام عدد السوريين في لبنان، اذ تؤكد الدوائر اللبنانية انها تتجاوز المليونين اما الـ UNHCR، فتؤكد ان العدد لا يتجاوز 850 ألف سوري

ولفت الى “تضارب في ارقام عدد السوريين في لبنان، اذ تؤكد الدوائر اللبنانية (الامن العام) انها تتجاوز المليوني سوري، في حين تؤكدالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR، ان العدد لا يتجاوز 850 ألف نازح سوري اغلبيتهم من منطقة القلمون السوري”.

اقرأ أيضاً: الإيرانيون المنتفضون لا يأبهون للتهديدات.. و«الباسيج» يُجند الأطفال!

معظم السوريون في لبنان لا يرغبون بالعودة الى سوريا لأسباب عدة

وأكد المصدر الأممي ان معظم السوريين في لبنان “لا يرغبون بالعودة الى سوريا لأسباب عدة، أبرزها ان لدى لبنان مساحة حرية المعتقد والرأي، ويرون ان حركة التطور في لبنان أسرع منها في سوريا لجهة الحداثة والتفاعل المباشر مع الغرب، الامر الذي يتوق له الانسان السوري، الذي يعيش ضمن دائرة واحدة تحد من أفقه ومسؤولياته”.

وأضاف”: خصوصا وان معظم السوريين الذين في لبنان، هم من أبناء القرى والمناطق النائية، ان كان في القلمون او ريف ادلب وريف حلبوريف دير الزور والحسكة والرقة والقامشلي، والقليل منهم من أبناء المدن الرئيسية كحلب ودمشق وحمص وحماه، والاقل هم من جبلةواللاذقية وطرطوس والساحل السوري”.

وتابع”: وكذلك من أسباب عدم الحماسة للعودة، ان العائلة السورية تعمل كلها في لبنان من الاب والام والأولاد، كبارا اكانوا او صغارا، فهم يؤمنون دخلا مقبولا للبقاء، مع المساعدات التي تقدم المفوضية والجمعيات وعدم دفع المترتبات الضرائبية لانهم غير مكلفين بأرقام تكليف منوزارة المال، انما جل ما يفعلونه هو ترتيب اوراقهم وتأمين كفيل للبقاء على نحو نظامي في لبنان، بتكلفة لا تتجاوز المليونين ليرة لبنانية”.

من أسباب عدم الحماسة للعودة، ان العائلة السورية تعمل كلها في لبنان من الاب والام والأولاد كبارا اكانوا او صغارا، فهم يؤمنون دخلا مقبولا للبقاء

وفي هذا السياق كشف مصدر معني ل”جنوبية”، الى ان هناك “أكثر من 320 ألف عامل زراعي سوري يعمل في قطاع الزراعة اللبنانية،اذ أنه بإمكان القطاع الزراعي استيعابهم لأسباب عديدة منها: الطابع غير المنظّم للقطاع، والتاريخ الطويل لارتباط العمّال السوريين بالزراعة في لبنان، واعتماد هذا القطاع على العمالة الرخيصة، وعدم وجود مُنافسة مع العمّال اللّبنانيين فيه، ومشروعيّة عمل النازحين فيالزراعة، واستثمار المنظّمات الدوليّة”.

أكثر من 320 ألف عامل زراعي سوري يعمل في قطاع الزراعة اللبنانية

وبحسب المصدر عينه، فهناك “32% من النازحين السوريين في لبنان يعملون في القطاع الزراعي، ونحو 70 % منهم موزّعون بين عكّار34% والبقاع 36%”.

وذكّر المصدر انه في “فترة إعادة الإعمار في لبنان بعد الحرب الأهليّة خلال تسعينيات القرن الماضي، عمل بين 600 ألف و1.5 مليون عامل سوري في الزراعة البناء، قبل العام 2011، كان 54 % من القوى العاملة الزراعيّة في البقاع في حين تجاوز ال85% في منطقة عكار”.

المرحلة المقبلة على لبنان، تحتاج الى يد عاملة مهنية واسعة في كل المجالات التقنية المعروفة وهذا الامر لا يتوفر بالعمالة اللبنانية

وكشف المصدر ان “المرحلة المقبلة على لبنان، تحتاج الى يد عاملة مهنية واسعة في كل المجالات التقنية المعروفة، من مساعدين للمهندسين المعماريين والانشائيين والاتصالات والزراعيين الصناعيين”.

قد يحتاج لبنان الى اكثر من 450 الف عامل جديد يعمل في هذه التقنيات

وأضاف”: وهذا الامر لا يتوفر بالعمالة اللبنانية، نتيجة ضعف المهنيات وعدم رغبة اللبنانيين على شغل العمالة اليدوية او الحرفية او المهنية،من هنا قد يحتاج لبنان الى اكثر من 450 الف عامل جديد يعمل في هذه التقنيات، فضلا عن الامدادات في إعادة البنى التحتية المهترئة على كل الأراضي اللبنانية”.

وأشار الى ان “هناك اكثر من 120 الف سوري يعملون كنواطير لابنية، وبيوتهم مؤمنة في الأبنية، او من خلال حراسة الفيلات والبساتين والمصانع والمعامل والمؤسسات المهنية التي يبيتون فيها”.

العودة الطوعية للسوريين هي الأساس في إرضاء المجتمع الدولي، اما العمالة الزراعية والتقنية فهي حاجة لبنانية صرفة، لا يمكن الاستغناء عنها

وبالعودة الى المصدر الأممي، في الوقت الي لاحظ ان “المناطق اللبنانية كافة، تستعين بالعمالة السورية في كل المجالات الاقتصادية والتجارية”، أكد ان “العودة الطوعية للسوريين هي الأساس في إرضاء المجتمع الدولي، اما العمالة الزراعية والتقنية فهي حاجة لبنانية صرفة، لا يمكن الاستغناء عنها مهما علت نبرة اللبناني المطالبة بإعادة السوريين الى ديارهم”.

اقرأ أيضاً: الإنتِظام العربيّ العامّ» وعلاقة الدين بالدولة والمجتمع.. نقاش «زاخر» في «منتدى جنوبية» حول كتاب وجيه قانصو

وكشف المصدر الأممي ان “في ما خص السوريين المخالفين، والذين يخرجون على القانون ويرتبكون افعالا جرمية، فهذا يؤثر سلباً وبشكل مباشر، على الواقع السوري في لبنان، كالجرائم التي حصلت والسرقات وترويج المخدرات والعملات المزيفة والمخالفات على أنواعها”.

وخلص المصدر الاممي الى ان “حجم عودة السوريين لن تتجاوز ال300 نازح على ابعد تقدير، ممن يفضلون العودة الى ديارهم التي تنتج عليهم احسن من من واقعهم في لبنان، لكن التفاعل السوري سيبقى في لبنان بحكم الديمغرافيا والجغرافيا، فضلاً عن عمليات التهريب الناشطة على خطوط عكار بعلبك الهرمل راشيا”.

السابق
إيران… العمامة والعسكر
التالي
اقتحام «الاعتماد» تابع.. رائحة البنزين تفوح داخل المصرف ومفاوضات لإخراج الرهائن