ما بعد بعد الترسيم.. «حزب الله» يدخل نفق «الإنكار»!

عرض حزب الله العسكري

يُمكن تشخيص ما يقوم به “حزب الله”، بحسب خبراء، أنه مُصاب بهذه بحالة “الإنكار” التي تمنعه من تقبّل واقعه وتجنّبه الإعتراف بإخفاقاته المُتتالية، ووجود حالات إعتراضية على كُل ما يقوم به تمتد من بيئته، وصولاً إلى أبعد بُقعة في قُرى الأطراف.

بطبيعة الحال، فإن الإنكار الذي يعيشه “حزب الله”، لن يقف عند فضيحة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والتي ظهرت فيها بصماته بشكل واضح لا لٌبس فيه، على الرغم من مُحاولة لصقه هذه التُهمة بالدولة لجهة تنازلها عن مساحة واسعة من حدود لبنان البحرية، بل هناك المزيد من هذه الحالة سيُفرج عنها في الترسيم البرّي المُرتقب، وفي كيفيّة التعاطي مع موضوع إنتاج الغاز في المرحلة المُقبلة، والتي ستحتاج إلى تواصل بين لجان لبنانية وأخرى إسرائيلية، ما يعني أن التطبيع واقع لا محالة، لكن بطرق مُختلفة معطوفة على إنكاره لواقعه، الذي لم يعد خافياً على أي جهة، حتّى على المُقربين منه.

“حزب الله” ثائر من دون قضيّة واضحة

في السياق، يُشبّه مصدر سياسي واسع الإطلاع عبر “جنوبية”، حول كل ما هو متعلّق بحركة “حزب الله” وطريقة عمله منذ نشاته وحتّى اليوم، بأنه “ثائر من دون قضيّة واضحة، فمرّة تكون البندقية في وجه العدو الإسرائيلي، ومرّة أخرى في وجه اللبنانيين، بينما نراها اليوم في اليمن وفي وجه الدول العربيّة”.

وأضاف: “هذا يدفعنا إلى تشبيهه بمركب تتخبّطه الأمواج وسط بحر هادر، فلا هو قادر على إكمال مسيرته على النحور الذي وعد به جمهوره منذ إنطلاقته، ولا هو مُدرك لشاطئ يُمكّنه من التقاط أنفاسه، ليُعيد أداء تجربته بطريقة صحيحة وعقلانية”.

ولفت المصدر ، إلى أن “حزب الله” ” أوهم ناسه وجمهوره، بأن الترسيم البحري هو “إنتصار” يُشبه رواياته السابقة عن الإنتصارات، في جنوب لبنان وسوريا واليمن، والتي دفعت فيها الطائفة الشيعية تحديداً، أثماناً باهظة بحيث لا يكاد يخلو منزل في جنوب لبنان أو البقاع أو الضاحية الجنوبية، من “شهيد” أو جريح أو حتّى مفقود”.

الحزب يعيش فعلاً حالة إنكار، تمنعه من مُلامسة الحقائق، لا بل أنه يُصرّ على تحويل الهزائم إلى “إنتصارات”

وتابع “هذا وحده كاف، ليُبيّن أن الحزب يعيش فعلاً حالة إنكار، تمنعه من مُلامسة الحقائق، لا بل أنه يُصرّ على تحويل الهزائم إلى “إنتصارات”، طالما انه يُقيس الموضوع من الناحية المادية على غرار الإتفاق السرّي بينه وبين شركة “توتال” الفرنسية، التي ستُمكّنه من الحصول على نسبة من الأرباح، من خارج سياق حسابات الدولة اللبنانية، وهو ما جرى الإتفاق حوله بين الأميركيين والإيرانيين وإسرائيل التي اقتطعت بدورها، مساحات واسعة من حدود لبنان البحرية بعلم وخبر من الحزب نفسه”.

“حزب الله” هو من أقنع عون بالسير بهذه الصفقة باعتبارها الورقة الأخيرة، التي يُمكن ان يستفيد منها كنجإز

وكشف المصدر أن “حزب الله” هو من “أقنع رئيس الجمهورية ميشال عون بالسير بهذه الصفقة باعتبارها الورقة الأخيرة، التي يُمكن ان يستفيد منها عون كنجإاز يُحققه في عهده ويُمكن أن يستغله صهره النائب جبران باسيل في الإستحقاقات المُقبلة. تماماً كما أقنع “الحزب” رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، برعاية هذه الصفقة تحت حجّة، تحكّم الطائفة الشيعية بمورد أساسي في مُستقبل لبنان وهو قطاع النفط.

وخلص “وبعد هذا كلّه، يخرج الحزب للقول بأنه يقف خلف الدولة في كل ما تُقرّره”.

السابق
توقيع اتفاق الترسيم الخميس في الناقورة.. تيننتي لـ«جنوبية»: مستعدون للدعم اللوجستي
التالي
الدولار الى هبوط إضافي عصراً.. كم سجل؟