مخاوف من «مؤتمر جنيف».. والشيخ عريمط: مؤتمر تأسيسي للانقلاب على اتفاق الطائف؟!

الشيخ خلدون عريمط

أحدث الخبر الذي انتشر أمس عن لقاء لقوى سياسية وحزبية في مقر السفارة السويسرية تمهيدا لمؤتمر سمي بـ”مؤتمر جنيف”، أخذا وردا كبيرا في الساحة المحلية في خضم المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان بعد ترسيم الحدود من جهة والاستحقاق الرئاسي من جهة ثانية، وبعد التحليلات والتأويلات اعلنت السفارة السويسرية اليوم تأجيل العشاء الذي كان سيعقد غدا الثلاثاء.

في السياق، سأل القاضي الشيخ خلدون عريمط رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام “هل اللقاء المزمع عقده في السفارة السويسرية في بيروت (لمتنفذي الولايات اللبنانية المتعثرة) هو بمثابة خطوة الى الأمام تمهيدا للمؤتمر التأسيسي الذي يريده حزب الله وايران والتيار الوطني الحر بهدف الانقلاب على وثيقة الوفاق الوطني المعروفه باتفاق الطائف، والتي انهت برعاية عربية في مدينة الطائف السعوديه المأساة اللبنانية؟ ام ان هذا اللقاء هو مؤشر لعقد اجتماعي جديد دعا ويدعو اليه باستمرار الصهر المعجزه جبران باسيل بين الحين والاخر نكاية” بحزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية وتحديا لقوى سياسية ترفض شخصانيته وثقافته النازيه وهوسه بالاستفراد والسلطة؟ والاهم لم التوقيت المشبوه للقاء في السفارة والمؤتمر إذا ما عقد بعد انسحاب النائب ملحم الرياشي واحتمال حصول انسحاب النائب ابراهيم منيمنة بسبب اعتراض تكتل التغييريين على المشاركة في لقاء يعقد في السفارة السويسرية عشية الانتخابات الرئاسية؟ ولا نعلم اذا كانت مقاطعة منيمنة تقتصر على لقاء السفارة دون المشاركة في المؤتمر المزمع عقده في تشرين الثاني المقبل في جنيف.

وباستعراض اولي لممثلي القوى المشاركه في اللقاء نتسائل نحن معشر المسلمين الذين استهدفت قيادتنا السياسية والدينية تفجيرا واغتيالا بسبب حرصهم على الدولة ومؤسساتها، هل نحن على ابواب إتفاق ثلاثي جديد ‘يستبعد عنه المسلمون السنة في لبنان، كما استبعدوا قسرا عن الاتفاق الثلاثي عام 1985؟

وهل اضيفت الى الطوائف اللبنانيه طائفه جديده تدعى (طائفة التغيريين) ليمثلها احدهم باعتباره تغييري العقيده والمذهب وربما العرق غير العربي حكما في ظل تغييب المسلمين السنة بشكل مشبوه عن هذا اللقاء او ذاك المؤتمر؟ وان صحت الاخبار المتداولة عن هذا اللقاء وعلى الارجح انها صحيحة على ان يستتبع بمؤتمر في جنيف فهل يمكن ان ينهض لبنان ليعود سيدا حرا عربيا مستقلا من خلال اولئك الذين دمروا البلاد فسادا وافسادا وارهابا وسرقات وفوضى بالسلاح المتفلت ، والانغماس بمشاريع المحاور الاقليمية والصفقات السياسية لمصالح شخصية، ومنافع إقليمية ودولية لا علاقة للبنان وشعبه بها؟

وهل اصبحت جنيف الاوروبيه وشيطانهم الاكبر( اميركا) كما يدعون ليلا ونهارا، اقرب الى هذه القوى السياسية من مقر المجلس النيابي اللبناني، الذي من المفترض انه يمثل الشعب اللبناني واحزابه وتياراته وحركاته ؛ ام ان طبيب الحي لا يشفي مرضاه، ووصفاته لا تساوي شيئا، وتبقى جنيف العاصمة السويسرية، الداء والدواء للعقول الحامية والمعطلة للدولة ومؤسساتها؟ وقبلها كانت باريس ومصالحها مهوى افئدتهم ومحط رحالهم ،متناسين ومتجاهلين عمدا، قول الشاعر العربي الأصيل للجنرال شارل ديغول حين احتلت قواته لبنان وسوريا عام 1920:” ديغول خبر دولتك باريس مربط خيلنا” هذا ان كان لدينا في هذه الايام كلبنانيين خيولا او حتى بغالا للتنقل بها بدل السيارات المتوقفة شمالا وجنوبا في هذا العهد العوني المشؤوم ونتيجة غلاء وسرقة المحروقات؛ من بعض القوى الباحثة عن الحلول لمشاكل لبنان الجريح في رحاب مدينة جنيف وضواحيها وبحيراتها الجميلة ٠

السابق
بعد الأخذ والرد.. هذا ما قررته السفارة السويسرية بشأن العشاء!
التالي
بعدسة «جنوبية».. « لبنان القوي» يسلم ورقة الأولويات الرئاسية لبري.. باسيل: كيف بدنا ننتخب رئيس وما منحكي مع بعض؟