الناقورة «ساحتها».. اتفاقات وتفاهمات بين لبنان وإسرائيل أولها «الهدنة» وآخرها «الترسيم»

الناقورة

بعد سلسلة من الاتفاقيات و التفاهمات ، بين لبنان وإسرائيل، بدأت مع اتفاقية الهدنة العام ١٩٤٩ الموقعة في رأس الناقورة، كانت مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة، برعاية أممية ووساطة أميركية في الناقورة، ومن المنتظر ان ترى النور قريبا، والتي تخللها خمس جولات من التفاوض، بين ممثلين عن الجيش اللبناني وإسرائيل، برعاية الامم المتحدة ، وزيارات مكوكية للوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين على ضفتي لبنان واسرائيل، استمرت قرابة السنتين، أفضت إلى وضع بنود الاتفاق، وفي مقدمها تبني لبنان الخط ٢٣ وموافقة اسرائيل عليه، إلى جانب الأيذان للبنان البدء بالتنقيب وإطلاق عملية استخراج الغاز من حقل كاريش الذي يبعد عن لبنان ٧٣ كيلو مترا .

لطالما كانت الناقورة ، ممرا رسميا بريا ، بين لبنان وفلسطين المحتلة وبقيت على هذا الحال، حتى نكبة فلسطين

لطالما كانت الناقورة ، ممرا رسميا بريا ، بين لبنان وفلسطين المحتلة. وبقيت على هذا الحال، حتى نكبة فلسطين في العام ١٩٤٨، واعلان ما يسمى دولة إسرائيل.

فرضت حرب العام ١٩٤٨ بين إسرائيل وجيوش عربية
( مصر ، سوريا ، الأردن ) وفي الطليعة الجيش اللبناني، الذي استبسل و سطر أروع الملاحم البطولية في ( المالكية )، التي سلخها اتفاق سايكس بيكو عن لبنان العام ١٩٢٣ مع بلدات أخرى وسهل الحولة، اتفاقا بين دولتي لبنان وما يسمى بدولة اسرائيل، هو الأول من نوعه منذ نشوء كيان الاحتلال على أرض فلسطين.

اتفاق الهدنة جرى بموجبه اعتماد ترسيم الحدود البرية والبحرية، استنادا الى ترسيم العام ١٩٢٣ المعروف بخط “بوليه – نيو كامب”

سمي هذا الاتفاق ( اتفاق الهدنة ) ووقع في تل راس الناقورة المشرف على عكا وحيفا، وذلك في الثالث والعشرين من شهر آذار من العام ١٩٤٩ برعاية الامم المتحدة . وجرى بموجبه اعتماد ترسيم الحدود البرية والبحرية، استنادا الى ترسيم العام ١٩٢٣ المعروف ب بخط ( بوليه – نيو كامب ) نسبة إلى موقعي الاتفاق الفرنسي بوليه والبريطاني نيو كامب، نيابة عن دولتي الانتداب في لبنان وفلسطين، وأيضا حجم القوات العسكرية للجيش اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي بمعدل ١٥٠٠ عسكري ضمن عمق ٢٥ كيلو متر من كل جانب، إضافة إلى انتداب جنود دوليين، أطلق عليهم فريق مراقبي الهدنة (OGL )، ما يزال ينتشر إلى الآن في ثماني نقاط على الحدود اللبنانية الفلسطينية ( الجانب اللبناني ) مؤلف من ٥١ مراقبا ، وقد وقع الاتفاقية عن جانب العدو المقدم مردخاي ماكليف ويهوشوع بلمان وشبطاي روزين، وعن جانب حكومة لبنان المقدّم توفيق سالم والرائد ج. حرب، وما يزال هذا الاتفاق بعد ٧٣ عاما على توقيعه، مرجعا لبنانيا إسرائيليا وامميا إلى حد كبير .

وقع لبنان مع العدو الإسرائيلي اتفاقية ١٧ ايار ١٩٨٣ وتم إلغاء هذه الاتفاقية بعد عام من جانب لبنان

في ظروف غير مشابهة لاتفاقية الهدنة، وقع لبنان مع العدو الإسرائيلي، الذي اجتاح جيشه لبنان وصولا إلى العاصمة بيروت في حزيران ١٩٨٢ ، اتفاقية ١٧ ايار ١٩٨٣ في ظل الاحتلال الإسرائيلي، بعد جولات من المفاوضات بين خلدة والناقورة في لبنان وكريات شمونا وناتانيا داخل فلسطين ، وتم إلغاء هذه الاتفاقية بعد عام من جانب لبنان .

تبع الانسحاب الإسرائيلي ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل ابتداء من الناقورة وحتى تخوم مزارع شبعا نتج عنها ترسيم ما يعرف بالخط الأزرق

بعد عدوان نيسان ١٩٩٦ ومجزرة قانا التي ارتكبتها اسرائيل، توصل لبنان واسرائيل إلى تفاهم سمي ( تفاهم نيسان ) لوقف الأعمال القتالية على جانبي الحدود، وكان واحدا من أبرز التفاهمات ، التي تكرس فيها مبدأ قواعد الاشتباك بين اسرائيل وحزب الله، واستمر العمل بهذا التفاهم الذي رعته الأمم المتحدة ، حتى الانسحاب الإسرائيلي في ايار العام الفين، تبعه ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، ابتداء من الناقورة وحتى تخوم مزارع شبعا ،نتج عنها ترسيم، ما يعرف بالخط الأزرق، وهو خط انسحاب وليس خط حدود، بحيث تحفظ لبنان في المرحلة الأولى على ٣ نقاط برية، أضيف عليها عشر نقاط بعد العام ٢٠٠٧، وتالفت لجنة تفاهم نيسان ، التي كانت تعقد اجتماعاتها في الناقورة أيضا من ممثلين عن اليونيفيل ولبنان واسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة الاميركية وسوريا.

وفي العام ٢٠٠٦ صدر قرار مجلس الأمن ١٧٠١ ، الذي تم بموجبه وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، وتشكيل الاجتماع الثلاثي، الذي يضم اليونيفيل وممثلين عن الجيش اللبناني وجيش الاحتلال ويعقد اجتماعاته الدورية حتى تاريخه في الناقورة، داخل احد مراكز اليونيفيل، ويتولى متابعة موضوع نقاط الإعتلام واستمرار احتلال اسرائيل للجزء اللبناني من قرية الغجر والخروقات على جانبي الحدود .

وتم أيضا بموجبه رفع عديد اليونيفيل إلى ١٣ الف عسكري، وإشراك قوات بحرية للمرة الأولى منذ انتداب قوات اليونيفيل ، التي جاءت وفقا للقرارين ٤٢٥ و٤٢٦، في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان في الرابع عشر من آذار العام ١٩٧٨.

السابق
انخفاض طفيف بأسعار البنزين والمازوت.. ماذا عن الغاز؟
التالي
خرائط هوكستاين.. ولادة بيئة دولية حاضنة