نصرالله وزمن عون الأول تحوّل

نصرالله

هناك فارق بين الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2016 وتلك التي بدأ السباق فيها أول من أمس الخميس. هذا الفارق، كما لاحظت أوساط سياسية واكبت الاستحقاقيّن عن كثب ، هو ان الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله لم يعد “يخبط قدمه في الأرض” قائلا:”مرشحي هو العماد ميشال عون ولا أحد غيره.”

من هذه الأسباب ، كما يقول النائب السابق في كتلة “المستقبل” غازي يوسف ، أن زعيم الكتلة الرئيس سعد الحريري أقدم على ترشيح رجل نصرالله لرئاسة الجمهورية من بيت الوسط ، ومثله فعله رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعقد “تفاهم معراب،” وتاليا التصويت للجنرال. ويشير يوسف الى ان معارضة الرئيس فؤاد السنيورة لخيار عون ومجاهرته بهذه المعارضة في بيت الوسط، ومثله فعل نواب آخرون في الكتلة لكن لم يعلنوا عن أسمائهم حرصا على وحدة الصف ووفاء للرئيس الراحل رفيق الحريري، لم تغيّر من إتجاهات الأمور نحو وصول عون الى قصر بعبدا. ويخلص النائب السابق في كتلة “المستقبل” الى القول:” يجب الاعتراف ان قوة نصرالله هي حاصل نفوذه وتراجع خصومه معا. ولولا الحريري وجعجع لما كان عون رئيسا مهما حصل.”

اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: بري و نصرالله «يقصفان» جبهة عون من منصة ميقاتي!

العبرة من تجربة الانتخابات الرئاسية عام 2016، ان ميزان القوى في البرلمان ، سابقا وحاليا، ليس متوافرا لفريق معيّن. وفي جلسة الانتخاب بالأمس، برز هذا الواقع جليا، فبدا فريق 8 آذار الذي أظهر قدرته على البقاء منذ العام 2005 ولغاية اليوم، بزعامة “حزب الله” انه ما زال عاجزا على توفير الأكثرية المطلوبة منفردا لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفي اليوم الذي سيتمكن هذا الفريق من توفير الأكثرية النيابية منفردا معنى ذلك، أنه صار بإمكانه أن يحكم لبنان كما يشاء.

من ميزات برلمان 2022، أنه صعّب أكثر فأكثر من أية محاولة تشبه تلك التي شهدتها الانتخابات الرئاسية السابقة. وهناك ما يقارب 30 نائبا تقريبا لا ينتمون الى أية حقبة سابقة، بل يتحدرون من إنتفاضة 17 تشرين الأول 2019 . وهؤلاء النواب الجدد لهم لغة مختلفة عن اللغات السابقة، ولهم وزنهم في الاستحقاق الرئاسي الحالي وسائر الاستحقاقات من الان ولغاية سنة 2026 تاريخ نهاية ولاية البرلمان الحالي.

ماذا بعد الجلسة النيابية الخميس الماضي؟ في إعتقاد النائب السابق يوسف، أن رئيس جديد للجمهورية لا بد ان يلاقي التفاهم السعودي-الفرنسي-الأميركي، على ان يقدم تطمينات للفريق الشيعي الى ان عهده سيكون خارج الاصطفافات ، ما يسمح له التركيز على انقاذ لبنان من أزماته الاقتصادية والمالية والمعيشية التي تتفاقم وتنذر بأخطر العواقب.

هل هناك من مرشح يحمل هذه المواصفات التي تجعله معبرا عن التفاهم السعودي-الفرنسي والأميركي، ومطمئنا في الوقت نفسه للفريق الشيعي؟ حسب معطيات مواكبين للاستحقاق الرئاسي، ان هناك عدد من المرشحين لهم هذه المواصفات، والعمل جار بلا كلل لتوفير فرصة لواحد منهم. وما يسهّل المهمة، هو ان رجل الشيعة القويّ بات مقتنعا أن زمن العماد عون الأول قد تحوّل.

السابق
حزب الله «يهادن» باسيل حكومياً ورئاسياً..ولبنان يتسلم «عرض هوكشتاين»!
التالي
«عقوبة أوروبية» تطال هؤلاء الأشخاص في لبنان!