إيران ترتمي في أحضان حاخامين إسرائيليين «حلال».. و«الصورة» مع العلامة الأمين «حرام»!

"الحرام في النهار يُصبح حلال في الليل". مثل إيراني ينطبق حفراً وتنزيلاً على سياسة إيران العامة بحيث أن ما تُحرّمه على غيرها، تُبيحه لنفسها، حتى لو كان البعض يحرمه على نفسه إخلاقياً ووطنياً.



سياسة “العنجهية” التي تتعاطى من خلالها إيران مع كافّة الأحداث في المنطقة، ولعلّ أبرزها إتباع سياسة التخوين ضد كُل من يُخالفها الرأي أو المُعتقد، والمُلفت أن هذه القاعدة في التعاطي، قد ورّثتها إيران إلى حُلفائها في المنطقة، وعلى رأسهم “حزب الله” الذي غالباً ما يكون أبرز أذرع السياسة الإيرانية.
ففيما كان قادة العالم الدينيين يجتمعون في كازخستان، أبت إيران إلا أن ترسل وفدًا رفيع المستوى، مقرّبا من المرشد الأعلى علي خامنئي. حتى الآن الخبر يبدو عاديا، إلا أن الحضور الإسرائيلي لم يجعله عاديًا البتة. أما في الجانب الآخر من العالم، في لبنان، سلك حزب الله سياسة صمت القبور، هو الذي شنّ حملات شعواء ضد العلاّمة علي الأمين لمشاركته في المؤتمر نفسه قبل أعوام، من دون علمه المطلق بوجود حاخام إسرائيلي.

أبت إيران إلا أن ترسل وفدًا رفيع المستوى مقرّبا من المرشد الأعلى علي خامنئي حتى الآن الخبر يبدو عاديا إلا أن الحضور الإسرائيلي لم يجعله عاديًا البتة

في المؤتمر السابع لقادة الأديان العالمية والتقليدية الذي عُقد في كازاخستان، جلس رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، وجلس من حوله رجال دين من كافة المذاهب والطوائف. لكن إلى جانبه تماما، كان الحاخام الأشكنازي الأكبر دافيد لاو حاضرًا. وعلى مسافة قريبة أيضا، جلس الحاخام الأكبر للسفارديم في دولة الاحتلال يتسحاق يوسف.

أما المفاجأة فكانت أن وفد إيران كان كبيرا ولافتا في المؤتمر، وتمثل عبر الأمين العام للمنتدى العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حميد شهرياري، رئيس رابطة الثقافة والعلاقات محمد مهدي إيماني بور، عضو مجلس خبراء القيادة في إيران آية الله أحمد مبلغي، سفير إيران في كازاخستان مجيد صمد زاده صابر، وزهراء رشيد بيجي رئيسة مجموعة الحوار حول الإسلام والمسيحية الأرثوذكسية والبروتستانتية في مركز حوار الأديان والثقافات في إيران.

وكي تكتمل صورة المشاركة الرفيعة لإيران التي لم تجد حرجًا في المشاركة كما كان يسوّق وكيلها في لبنان عبر إعلامه وجيوشه الالكترونية، تم منح جائزة أستانا الدولية للمشاركة الفعالة في حوار الأديان لإيماني بور، من قبل رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف.

زهق الباطل بعد ثلاثة أعوام من الحملة المتعددة الأوجه التي شنّها الحزب ومعه “الشّلة الممانعة” وتدور الدوائر ليسقط القناع مجددا عنها

وإذا كان العلامة الأمين قد رُجم مرارا وتكرارًا، ورُفعت عليه دعاوى جوفاء في القضاء اللبناني، على خلفية صورة تذكارية يظهر فيها من بين المشاركين الحاخام شلومو عمار الحاخام الأكبر السابق لليهود السْفارديم في عام 2018، لم يجد شهرياري وإيماني بور أي خطأ في التقاط الصورة نفسها بعد أربعة أعوام، إلى جانب أكبر حاخامين في دولة الاحتلال، يتسحاق يوسف ودافيد لاو.

إذا أم “الفضائح” التي تنضح بالرياء والنفاق الإيراني، كيف ان ذراعه اللبناني “حزب الله”، “جنّ جنونه” وأقام الدنيا ولم يقعدها، ولم يحرك ساكناً في اللقاء للمدبر لمشغليه، وشن أبشع حملة تحريضية تضليلية على العلامة الأمين ولايزال، ووصلت به الوقاحة إلى تقديم شكوى بحقه، على خلفية مشاركته في مؤتمر التنوع الديني الذي كانت إستضافته دولة البحرين في العاشر من كانون الاول 2019، بحجّة وجود حاخام إسرائيلي من بين عدد كبير من رجال الدين من شتى الاديان ومن مختلف العالم، وهو الأمر الذي لم يكن يعلم بشانه العلامة الامين.
زهق الباطل، بعد ثلاثة أعوام من الحملة المتعددة الأوجه التي شنّها الحزب ومعه “الشّلة الممانعة”، وتدور الدوائر ليسقط القناع مجددا عنها.

“حزبّ الله” مارس سياسة النعامة عندما دفن رأسه في التراب بعد ظهور السفير الإيراني في كازاخستان في حفل ضمّ أكثر من حاخام إسرائيلي


وفي هذا السياق، رأت مصادر سياسية بارزة لـ”جنوبيّة” أن “حزبّ الله” مارس، سياسة النعامة عندما دفن رأسه في التراب بعد ظهور السفير الإيراني في كازاخستان في حفل ضمّ تكثر من حاخام إسرائيلي ، وهي ليست المرّة الأولى التي يُكشف فيها عن لقاءات وحوارات بين شخصيّات من النظام الإيراني ورجال دين إسرائيليين”.
وأضافت “فقد سبق أن اعترضت مجموعة من النوّاب الإيرانيين على زيارة الحاخام الإسرائيلي يعقوب هرتسوغ الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية إلى إيران، ويومها حظيت الزيارة بموافقة شخصيّة من المُرشد السيّد على خامنئي من بالرغم من إتهام صحيفة “كيهان” المموّلة من المرشد، هرتسوغ بالتجسّس لصالح “الموساد” الإسرائيلي.”

ما معنى أن تتمثل دولة تدّعي العداء لدولة أخرى من أكثر من “أربعين ربيعاً” لكنها لم تُطلق حتّى اليوم رصاصة واحد عليها بل على العكس فهناك الكثير من الصفقات والتسويات الأمنية والسياسية التي جرت بينهما والتي ظلّت سريّة حتّى يومنا هذا


واللافت بحسب المصادر، “تبجّح وكالة “ارنا” الإيرانية بمشاركة شخصيتين إيرانيتين لهما ثقلهما الديني والثقافي في المؤتمر هما: الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الإسلام حميد شهرياري، ورئيس منظمة الثقافة والعلاقات الاسلامي ايماني بور، بالإضافة إلى السفير الإيراني في كازاخستان، وهذا يعني بأن ثمّة تطبيع غير مُعلن بين الكيانين الإيراني والإسرائيلي، وإلا ما معنى أن تتمثل دولة تدّعي العداء لدولة أخرى من أكثر من “أربعين ربيعاً” لكنها لم تُطلق حتّى اليوم رصاصة واحد عليها، بل على العكس فهناك الكثير من الصفقات والتسويات الأمنية والسياسية التي جرت بينهما والتي ظلّت سريّة حتّى يومنا هذا.”
أّمّا بما يتعلّق بتعاطي “حزب الله” تحديداً مع العلاّمة الأمين، فيبدو أن معارضته المحقة والبناءة التي قام ويقوم بها، هي التي تُربك الحزب وتفقد صوابه، ومن خلفه الإيراني، خصوصاً أن الأمين هو واحد من مجموعة رجال الدين الشيعة الذين يواجهون المدّ الفارسي في المنطقة”.

الصورة “حلال” لإيران بغطاء حوار الأديان

المُشكلة في “حزب الله” الذي يُريد أن يكون ملكاً أكثر من الملك في تنفيذ الأجندة الإيرانية التي تُبيح لنفسها للأسف تحويل الحرام إلى حلال بينما يبقى حراماً على من لا يدور في الفلك الإيراني


وذكرت بالمساعي التي قام بها العلامة الأمين مع ملك البحرين الملك عيسى بن سلمان آل خليفة ببناء جامعة دينية مُختلطة للسُنّة والشيعة تُتيح لأبناء المذهبين، إيجاد نقاط مُشتركة بينهما بدل التفرقة التي سببها المد الإيراني، وكذلك مُساهمته بإيصال عدد من أبناء الطائفة الشيعية إلى الوظائف العامة في البحرين، مما أفسد على إيران مُخططها بالتحريض المذهبي بين أبناء الوطن الواحد.”
ولفتت المصادر عينها إلى ان “المُشكلة ليس في السياسة التي تتبعها إيران بهدف حفظ مصالحها، والجميع يعلم المصالح التي تجمعها بأميركا، والتي سبق أن أدّت إلى أوامر أصدرتها بلدية طهران قضت بإزالة شعار “الموت لأميركا”، إنّما المُشكلة في “حزب الله” الذي يُريد أن يكون ملكاً أكثر من الملك في تنفيذ الأجندة الإيرانية التي تُبيح لنفسها للأسف، تحويل الحرام إلى حلال، بينما يبقى حراماً على من لا يدور في الفلك الإيراني”. وأكثر من ذلك، بحسب المصادر يسعى الحزب بعدها إلى تنفيذ حكم “الإعدام” السياسي والديني والإجتماعي، بحق كُل من يرتكب أفعالاً “جُرمية” هي في الأصل مشروعة في إيران.”

” التحريم” يطال المغردين خارج السرب الإيراني

الواضح أن لدى إيران سياسة تقوم على أن مصلحة النظام فوق أي اعتبار من هنا يجري إستغلال الدين وفقاً لهذه المصلحة التي تضع اليوم برنامجها النووي بالدرجة الأولى


ولفتت المصادر الى انه الواضح أن لدى إيران سياسة تقوم على أن مصلحة النظام فوق أي اعتبار، من هنا يجري إستغلال الدين وفقاً لهذه المصلحة التي تضع اليوم برنامجها النووي بالدرجة الأولى”.
وذكَرت “يوم منعت السلطات الإيرانية زيارة رجل الدين اليهودي الروسي بيرل لازار من دخول إيران ضمن بعثة دبلوماسية روسية، إلّا أنها عادت وتراجعت سريعاً عن قرار المنع بعد تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإلغاء الزيارة من أصلها.”

إقرأ أيضاً : «حزب الله» يُفبرك «العمالة» للعلامة الأمين.. ولا يخجل من صورة سفير إيران وحاخام “إسرائيلي بإمتياز”!

السابق
أسعار المحروقات تُحلّق!
التالي
السعودية ترفض وجود «نصرالله ثان» في بعبدا..ولا فيول إيرانياً مجانياً للبنانيين!