ما «لم يقله» بري في هجاء.. «حزب الله»!

نبيه بري
على غير عادته لم يكن خطاب الرئيس نبيه بري في صور امس ديبلوماسيا. حتى مع أقرب حلفائه "حزب الله" رغم الجملة اليتيمة التي كانت عبارة عن دعوة "لعدم الرهان على خلاف بين حركة أمل وحزب الله"، والتي لم تلق تجاوبا وتشجيعا من الجمهور الذي كان قريبا منه، وقاطعه أكثر من مرة تشجيعا وتعقيبا وبادله بري التعليق ممازحا ومبتسما.

في الشكل درجت العادة في ذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، ان يستغل الحزب المناسبة لزرع عدد لا بأس به من الرايات الصفراء داخل الموج البشري الأخضر في محاولة للتقليل من حجم جمهور أمل الكبير، الذي قد يغيب عن أي مناسبة حركية إلا أنه مستعد لحضور ذكرى التغييب مهما كانت الظروف صعبة.

إلا أن اللافت، بحسب مصادر مسؤولة في حركة أمل ل”جنوبية”، في هذه الذكرى “خلو الساحة من هذا المشهد باستثناء بعض الرايات الصفراء الخجولة التي تسللت بين الجمهور، الخارج من معارك شرسة متتالية مع أصحاب هذه الرايات و”أربعينيتهم” الذين حاولوا زرعها في “جنتا” و”خلدة”، ولفّ بها شهداء “أمل” في مشهدية متنقلة عرضت في الشهر الذي تخصصه الحركة للتحشيد لذكرى إخفاء مؤسسها صاحب الذكرى”.

ولفتت الى ان “الحزب توّج تشويشه عليها بتكثيف حديثه عن الاوضاع الامنية وإحتمال وقوع حرب مع العدو الاسرائيلي، فسرّب أخبارا عن إستنفاره وتجهيز نفسه لحرب قريبة، ظنا منه أن هذه الأجواء الأمنية متراققة مع اوضاع إجتماعية صعبة، ستفرمل إندفاعة جمهور الحركة بالتوجه الى “ساحة القسم في صور، إلا أن المفاجأة كانت بزحف جماهيري قلّ نظيره ضجّت به مدينة صور الثائرة”.

أما في المضمون، فتوقفت المصادر عند “الرسائل المشفّرة بداية الخطاب التي أطلقها بري، الذي بدت عليه علامات الارتياح لمشهد الجماهير الذي تفقده جوّا قبل خطابه بمروحية للجيش اللبناني، جالت به فوق المدينة الساحلية قبل ان تعود به الى الساحة بفرحة عارمة، بانت في نبرة شبابية متماسكة لم تخفّف من قوته رجفة الخامسة والثمانين ولا تعب المسافة وتجاعيد السياسة”.

بري صالح جمهوره الذي واجه طعنات حزب الله، فتحدث عن طعنات “النهج والطعن من الخلف ومن كل الإتجاهات، وعن المسلسل التآمري”

وأردفت “فبعد أن كانت المناسبة في السابق للتذكير بعمق العلاقة بين الثنائي، والإسهاب بالحديث عن العلاقة الإستراتيجية ووحدة المسار والمصير هبط بها بري إضطراريا، نحو “منصات التواصل الإجتماعي” والى ما “يريده الجمهور” الغاضب والمحاسب والمتمسك بالتاريخ والإختلاف وعدم الذوبان، بعد أن كشفت الوقائع أن حزب الله يتفرّد عند الضرورة ويجعل مصلحته فوق كل الشعارات المرفوعة ولم يبادل “أمل” الودّ والوفاء”.

وأكدت ان “رئيس الحركة صالح جمهوره الذي واجه طعنات حزب الله، فتحدث عن طعنات “النهج والطعن من الخلف ومن كل الإتجاهات، وعن المسلسل التآمري.. هو …هو..” “عن كظم الغيظ والتجاوز عن كل الإساءات” في إشارة مبطنة الى حزب الله”.

تطرق بري الى الغرف السوداء التي يديرها الحزب من دون ان يسميه طبعاً

وأضافت “ثم تطرق الى الغرف السوداء التي يديرها الحزب من دون ان يسميه طبعاً”، فقال “خاصة لأولئك الذين تلتبس عليهم الجهات في كيفية مقارية ماهية حركة أمل وناسها فكرها وقوتها فيخطئون التقدير ويخطئون دائما في فك شيفرتها ويمعنون بإطلاق العنان لسموم حبرهم ومخيلاتهم الجهنمية في الغرف السوداء”.

وتابعت: “تطرق بري الى التشويش الذي مارسه حزب الله دون أن يسميه أيضاً، عندما قال “اليوم بعد ٤٤ عاما نستغرب وكنا دائما نتوقع أن ينبري من ينحدر من نفسه الى بث الشائعات والأضاليل والتشويش، في محاولة جديدة وخائبة لفك عرى اللقاء مع الامام ونهجه وخطه وجماهيره وحركته، مهما اشتدت الظروف ومهما بلغ الدس الرخيص من حقد دفين في عالم الواقع وفي الفضاءات الإفتراضية…”

في إشارة منه الى المشهديات الافتراضية التي عرضها الحزب عن جنتا وخلدة..وتابع “لقاؤنا مع الإمام والناس وفي سبيل كرامتهم وكرامة وطنهم سيبقى متواصلا الى أن تموت الشمس” …”أيها الواهمون ها هي حركة أمل أكتبوا ما شئتم…والله لن تمحو ذكرنا ولن تميتوا وحينا”.

المعارك الوحيدة التي خاضها جمهور حركة أمل خلال الشهرين الاخيرين على وسائل التواصل، وضجت بها الساحة الشيعية كانت فقط بوجه “الاربعين ربيعا”

وأشارت المصادر الحركية الى “أن الرئيس بري كان واضحا في شيفراته، فالمعارك الوحيدة التي خاضها جمهور حركة أمل خلال الشهرين الاخيرين على وسائل التواصل، وضجت بها الساحة الشيعية كانت فقط بوجه “الاربعين ربيعا” ومشهدياته المصورة، حيث حاول تزوير التاريخ وسرقة أمجاد الحركة ونهجها”.

معظم هذه الحشود جاءت كردة فعل على الاستفزازات المتتالية التي مارسها حزب الله بحقه

ورأت المصادر ان “معظم هذه الحشود جاءت كردة فعل على الاستفزازات المتتالية التي مارسها حزب الله بحقه، وهذا ما دفع بري لقصف جبهة الحزب مواربة، إذ لم يتوقع أكثر المتفائلين أن تشهد صور هذا الحشد الجماهيري الكبير في ظل ظروف إقتصادية صعبة يمر بها جمهور أمل المتململ وتشويش المشهديات والاحتفالات والإشاعات الامنية التي تبث في شهر آب من كل عام”.

السابق
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: وداعاً جنرال
التالي
ارتفاع اضافي للدولار الأسود مساءً.. كيف أقفل؟