“إنتفضوا لكرامتكم”..رسالة “مفاجِئة “من أسطر قليلة، وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون لقضاة لبنان، ليأتيه الردّ بعد ساعات معدودة بإعلان أصحاب”السلطة الثالثة”، “الانتفاضة الكبرى”، بتوقفهم عن العمل والاعتكاف ومن دون اي استثناءات ولاجل غير محدد، إحتجاجا على عدم أحتساب رواتبهم على سعر ثمانية آلاف ليرة.
عدد القضاة الذين اعلنوا اعتكافهم جاء “صادما”، بتجاوزه اكثر من نصف عددهم والذي بلغ الثلاثماية قاض اي حوالي 57 بالمئة من عدد القضاة، وقد كان لافتا من الاسماء ، قضاة يؤيدون للمرة الاولى هكذا قرارات، ويلتزمون بها، وهؤلاء يشغلون مراكز في المحكمة العسكرية، وفي النيابة العامة التمييزية والنيابة الاستئنافية في جميع المحافظات، لكن النسبة الاكبر من القضاة هم من, الذين اعلنوا التوقف عن العمل، هم المنضوين في”نادي قضاة لبنان”.
تساؤلات عن توقيت رسالة عون التي وجهها للقضاة لحثهم على “الضرب بيد من حديد في ملفين دون غيرهما من الملفات القضائية، “ملف الحاكم” و”تفجير المرفأ”
قد تحمل رسالة عون الى القضاة، في الايام الاخيرة من عهده، هدفا وحيدا، اراد منها ترك “الاثر الطيب” في نفوس اللبنانيين الذين عاشوا الذل والفقر في عهد وصفوه بالابشع على الاطلاق.
إقرأ أيضاً: عون وميقاتي الى «بيت الطاعة» الحكومي بعد تدخل نصرالله..وباسيل يهدد بـ«قلب الطاولة»!
وتقول مصادر مطلعة في هذا الاطار، ان عون، ومن وراءه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، “يريدون حتى ولو بقي يوم واحد من هذا العهد ملاحقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتوقيفه”، وتعيين بديل عنه يؤسس للمرحلة المقبلة من”المشروع العوني” بالامساك بالسياسة المالية للبلاد.
ما هو موقف مجلس القضاء الاعلى حيال إعتكاف اكثر من نصف القضاة، بعدما “فشل” هذا المجلس في تأمين ادنى مقومات الصمود لهم؟
وتساءل المصادر عن توقيت رسالة عون التي وجهها للقضاة لحثهم على “الضرب بيد من حديد في ملفين دون غيرهما من الملفات القضائية، “ملف الحاكم” و”تفجير المرفأ”، فيما ينتهي عهده ولا تزال التشكيلات القضائية قابعة في احد ادراج القصر الجمهوري.
وتترقب المصادر الى ما “سيؤول اليه موقف مجلس القضاء الاعلى حيال إعتكاف اكثر من نصف القضاة، بعدما “فشل” هذا المجلس في تأمين ادنى مقومات الصمود للقضاة الذين عملوا في ظروف صعبة منذ بدء الازمة، وهو الذي لطالما دعاهم اكثر من مرة الى “الصمود” واطلق الوعود بالعمل على تحسين رواتبهم وإنصافهم.
