خاص «جنوبية»: إطلب العلم لو في «الستين»..أبو محمد عاصي ابن أنصار يُحرز «الثانوية»!

حسن علي عاصي

بعد ٤٤ عاما بالكمال والتمام، يعود حسن علي عاصي ( ابو محمد ) إلى مقاعد الدراسة، الذي انقطع عنه قسرا في ذروة الحرب الأهلية في لبنان العام ١٩٧٨، محققا ما كان يراوده طيلة هذه الفترة من الزمن.

ابن بلدة أنصار الجنوبية، الذي يعمل في مجال البناء، منذ انقطاعه عن المدرسة، بعد نجاحه في الشهادة المتوسطة ( البروفيه) لم يقف سنه ( ٦٢ عاما ) وكدحه ولحيته البيضاء، حائلا بينه وبين شغفه، في مواصلة الدراسة الأكاديمية، فتقدم للامتحانات الرسمية (قسم الإنسانيات) عن العام الدراسي ٢٠٢١ – ٢٠٢٢ ، وكان من بين الناجحين محققا ١٥٢ علامة، أكبرها علامة اللغة العربية، التي يعشقها إلى حد كبير، مضيفا رصيدا جديدا الى جانب المتفوقين من ابناء منطقة النبطية ، الذين احتلوا المراكز الاولى في الشهادات الرسمية على مستوى لبنان”.

إحتفل بنجاحه في الشهادة الثانوية مع نجاح ابنيه ايضا في الشهادة المهنية للعام نفسه

خلال انقطاعه عن الدراسة ، تزوج عاصي ، الذي يطلق عليه ابناء بلدته ( مولانا ) نظرا لتدينه وسمعته الحسن، وانجب سبعة اولاد، اربعة بنات وثلاث صبيان ، فاحتفل بنجاحه في الشهادة الثانوية، مع نجاح ابنيه ايضا في الشهادة المهنية للعام نفسه.

لم تمر تجربة عاصي بسهولة ، فتحدى في البداية محيطه، الذي استخف بعزيمته ومثابرته، وبعد نجاحه انهال عليه الثناء والتبريكات من كل صوب.

ينوي إكمال دراسته الجامعية لكنه لا يزال يفكر في الاختصاص

يقول عاصي ل “جنوبية” في فترة كورونا ، ومع تراجع اعمال البناء، وجدت الفرصة لتحقيق ما كنت احلم به دائما، حيث تقدمت بطلب حر الى الامتحانات الرسمية، كون النظام التعليمي في لبنان لا يسمح لي حضوريا في هذا السن المتقدم، لكنه بالمقابل كان حليفي بعدم اشتراط دراسة ما بعد الشهادة المتوسطة ( بكالوريا في قسميها الأول والثاني ) للتقدم مباشرة إلى البكالوريا القسم الثاني”.

إقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: الأحزاب المسيحية «تزحف» نحو «الديمان لمواجهة الطغيان».. وشيعة بين ناقلي الأموال المصادرة مع المطران الحاج

ويضيف “خضعت للامتحانات في مدرسة شوكين الرسمية قرب النبطية، بعد دراسة للامتحانات استمرت فترة طويلة، حيث تواصلت مع طلاب، وتلقيت مساعدة من بعض المدرسين، إلى جانب الاطلاع على “اليوتيوب”، مشيرا إلى أن “المراقبين وزملائي، الذين أكبرهم باكثر من أربعين عاما، كانوا مندهشين لمشاركتي في الامتحانات، والتي جاءت نتيجتها إيجابية”

وحول اذا ما كان ينوي إكمال دراسته الجامعية قال “إنشاء الله.. لكني ما زلت افكر في الاختصاص”، مؤكدا بأن “ذلك سيساعده في مسيرته الشعرية والأدبية والكتابة”، لافتاً إلى أنه “شارك في مسابقات عديدة ، ومنها ( مسابقة في كتاب إنسان بعمر 250 سنة) أقامتها بلدية النبطية الفوقا قبل سنتين”.

السابق
تقديرات إسرائيلية بتزايد احتمالات التصعيد مع «حزب الله» حول الغاز
التالي
بعدسة «جنوبية»: الراعي امام «حشود الديمان»..ما حصل مع المطران اهانة لي ويجب اعادة المصادرات فوراً!