الموت يخطف العلامة الرزين السيد علي عبداللطيف فضل الله!

السيد علي عبد اللطيف فضل الله

رحل فجأة عالم عاملي جليل، السيد علي عبداللطيف فضل الله، العلامة الهاديء، رجل الدين الرزين انتقل إلى جوار ربه ، العلامة السيد الذي كان حاضرا في المجال الديني والثقافي والفكري والاجتماعي
وكان صوت الناس المطالب بحقوقهم والمدافع عنهم،
كان الراحل رئيساً للمنتدى الفكري لاحياء التراث العاملي وإمام بلدة عيناثا.
جاهد وعمل بدماثة الوعي الفطري، فأشاع بين الناس صورة الخير والمحبة، وعمل أيضا على خدمة الفقراء، مما مكنه ان يكون قدوة في محيطه وفي منطقة جبل عامل.

جاهد وعمل بدماثة الوعي الفطري فأشاع بين الناس صورة الخير والمحبة وعمل أيضا على خدمة الفقراء


جمعتني بالراحل صداقة قديمة جميلة ومحببة، وكم التقيت به في بيته في مدينة صور الجنوبية، وتجالسنا جلسات وسهرات متعددة، في بيت المرحوم والدي في قريتي، وكانت أعذب تلك اللقاءات في منزل الراحل العلامة السيد محمد حسين فضل الله في منزله في حارة حريك.
وتسجل ذاكرتي لقاءً لا يمكن نسيانه، وهو اللقاء في منزل السيد فضل الله في حارة حريك، حيث انضم الينا لاحقاً الشهيد جبران تويني، وتشاركنا في حوار صحافي طويل. وفي ذلك اللقاء توسّع الراحل السيد علي عبد اللطيف بأسئلة هادئة تواكب الوعي المعرفي الديني، الأمر الذي جعلنا نصغي اليه بشغف.

عرف الراحل السيد علي عبد اللطيف فضل الله بفطنته وكان يردد دائما ويقول:أنّنا أمام واقع مأزوم نُستنزف فيه إنسانياً وأخلاقياً


عرف الراحل السيد علي عبد اللطيف فضل الله بفطنته، وكان يردد دائما ويقول:”أنّنا أمام واقع مأزوم نُستنزف فيه إنسانياً وأخلاقياً ووطنياً ودينياً، وتنمو فيه ظواهر الفساد والتخلّف حيث نُقتل من خلال هذا الواقع الذي يُحاصر إنساننا، ويهدر كرامتنا، ويسلب حقوقنا، ويحوّلنا في أحيان كثيرة إلى متوسّلين ومتسوّلين على أبواب الأفران ومحطات الوقود والمصارف والصيدليات”.

عاش الراحل القلق الكبير وكان يسأل : ماذا ينفع تناول المواعظ والحديث عن القضايا الفكرية ونحن نموت يومياً

عاش الراحل القلق الكبير وكان يسأل : “ماذا ينفع تناول المواعظ والحديث عن القضايا الفكرية ونحن نموت يومياً، فيما هناك مجرم حقيقي يمارس الإجرام بحقّ إنساننا في هذا البلد؟ ويُراد لنا أن نكون الشاهد الزور بدل أن نكون الصوت الصارخ بالحق في وجه هذا المجرم ومعه مَن معه من المنظومة السياسية الفاسدة الكاذبة السارقة”؟
وعن الخطاب الديني ردد الكثير من الأسئلة المحرجة:”أين هو الخطاب الديني والمؤسسة الدينية والمرجعيات الدينية من قضايا الإنسان المحروم والمستضعف في هذا البلد”؟

حذر من بعض الظواهر السلبية التي تنمو على مستوى الواقع الديني


وكم حذر من “بعض الظواهر السلبية التي تنمو على مستوى الواقع الديني”، معتبراً إياها “ظواهر بيروقراطية حيث أصبح الإنسان بالنسبة لها سلعة وعدداً”، مشدّداً على “رفض هذه المقولات من أساسها، لأنّ الإنسان قيمة، والله أمر بتكريم بني آدم، لكن ما نراه اليوم أنّ الإنسان يُذلّ إذا أراد الحصول على ربطة خبز؟ معرباً عن الأسف الشديد “لأن يتسلل إلى الخطاب الديني الكثير من ظواهر مجتمع الاستهلاك البعيدة كلّ البُعد عن أسس المجتمع الديني!”

ركز الراحل على رؤيا وحاجات البلاد أننا نحتاج إلى خطاب ديني لا يغرق في الجزئيات بل يكون خطاباً على مستوى الأمة


ركز الراحل على رؤيا وحاجات البلاد، “أننا نحتاج إلى خطاب ديني لا يغرق في الجزئيات، بل يكون خطاباً على مستوى الأمة، لمواجهة كلّ التموضعات الذاتية والفردية القاتلة في الواقع الديني حيث تنمو طفيليات تسيّرها عقلية التجارة والمصالح، بينما حين يحكم الدين لا بدّ أن تحكم الاستقامة ولا بدّ أن تود العدالة.”

السابق
Water-rich and Thirsty
التالي
بين تمّوزين.. هزائم العدوّ ونِعَم «انتصاراتكم»