بالصور: معركة تشهد «أم المعارك» بين «أمل» و«حزب الله».. «إلا الشهداء»!

هي ليست المرة الاولى و ربما لن تكون الأخيرة، التي تخرج فيها نيران الحقد الدفين من تحت الرماد لتشعل فتيل الجراح المبللة بالدماء، وتعكس صراعا خفيا لم يتمكن ان ينهيه التحالف الشكلي بين “حركة أمل” و”حزب الله”، والذي ياخذ أشكالا متعددة في القرى والبلدات الشيعية، غالبا ما يعكس بعض حقيقته إعلام الحزب غير الرسمي ووسائل التواصل، ويظهر على شكل “رمانات” متفجرة وقلوب “مليانة” لتعيد إشعال”جبهات الضاحية وإقليم التفاح والبقاع والجنوب، على الرغم من محاولات حصار هذه النيران ومنع تمددها والدعوات المتكررة “لوحدة الصف”.

و آخرها، إتهام جمهور الحركة للحزب بأنه “يريد تزوير تاريخهم المقاوم ومصادرة شهدائه، في محاولة منه لتفريغ الجسم التنظيمي للحركة من مضمونه المقاوم وتاريخه الغني، وجعله جسما هزيلا هرما فارغا من مقومات النشاط والصمود، بعد أن تجاوزه سن الاربعين، فيسهل التحكم بمفاصله في مرحلة جديدة”، كما عبّر أحد القادة الحركيين الذين شاركوا في معارك متعددة ل “جنوبية”.

حزب الله استطاع استقطاب عدد كبير ممن استشهدوا في صفوف الحركة في مواجهة العدو الاسرائيلي الى لائحة “شهدائه

ولفت الى أن “حزب الله استطاع استقطاب عدد كبير ممن استشهدوا في صفوف الحركة في مواجهة العدو الاسرائيلي الى لائحة “شهدائه”، ولم يكتف ايضا بعدم الاعتراف بشهداء أمل خاصة الذين تم قتلهم في مواجهات مع الحزب او في عمليات اغتيال، بل عمل على رفع شأن وترقية معظم من شاركوا في قتل هؤلاء القادة.”

بلدة معركة الجنوبية ذات الخصوصية الحركية والرمزية لدى جمهوريها والخارجة من معركة إنتخابية خاصة بين “الثنائي اللدود” كانت على موعد جديد مع “معركة” فشهدت حالة غليان وتوتر

بلدة معركة الجنوبية ذات الخصوصية الحركية والرمزية لدى جمهوريها والخارجة من معركة إنتخابية خاصة بين “الثنائي اللدود” كانت على موعد جديد مع “معركة” فشهدت حالة غليان وتوتر، بحسب مصادر مواكبة لـ”جنوبية”،بعد أن حاول حزب الله تبرئة العميل علي فرج من تهمة تفجير حسينية معركة عام ١٩٨٤، والذي أدى في حينها الى استشهاد ١٢ شخص بينهم عدد من قادة “حركة أمل” أبرزهم محمد سعد وخليل جرادي ووقوع عدد كبير من الإصابات”، و”اعتباره مظلوما وجاء ذلك خلال تأبين والدة فرج الملقب “بالشلم”، وإعطائه صك براءة من دماء قادة “أفواج المقاومة”” على حد تعبير أحد أبناء البلدة.

وكشفت مصادر مواكبة في البلدة أن” حزب الله أبى إلا وأن يقيم لوالدة العميل مأتم عزاء في “أم المعارك”، وأن يلقي أحد أبنائها المنتمين لحزب الله كلمة إعتبر فيها أن ولدها “مظلوم” من تهمة العمالة”.

واعتبرت ان هذا التصرف “وجد فيه أهل القرية وأبناء حركة أمل عملا استفزازيا لمشاعرهم وتطاولا على دماء الشهداء، ما خلق جوا من التوتر، كاد أن يتطور الى إشكال كبير لولا تدخل قيادات كبرى من “الطرفين” وضبط الامور ببيانات خفيفة بالشكل الا أن أبعادها عميقة”.

وقد انعكست الأجواء الميدانية على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي، فكتب أحد كوادر حركة أمل وإبن بلدة معركة محمود خليل على صفحته:” عندما قام البطرك صفير بتأبين العميل الخسيس عقل هاشم …
هاجمته جموع الناس ونحن معهم.. وقام حزب الله بحملة واسعة عليه متهمين إياه بالعمالة وبكل أنواع الخيانة ..
اليوم في بلدة معركة قام حزب الله في بتأبين المرحومة سامية زيدان رحمها الله..
والمرحومة هي والدة العميل علي فرج الذي قام بتنفيذ عملية تفجير حسينية معركة واستشهاد قادة المقاومة في الجنوب وباقة من أقمار معركة والجوار…
الموضوع أن قارئ العزاء المكلف من الحزب قد ترحم على العميل..

واخ العميل أستغل فرصة موت الوالدة لتصفية حسابه على أن العميل مظلوم وجرحه لن يندمل…
وهذا الكلام على رضا ومسمع القييمين..
إذا كنتم تظنون أننا نقبل ببيع دماء شهدائنا لأجل عدد من الأصوات وأن حسينية معركة ينساها الشرفاء فيها فأنتم واهنون وواهمون…
لذلك..
إذا كان الفعل غير مقصود على الفاعل الاعتذار والتبرير…
وإذا كان الفاعل قاصدا لفعله.. فلا فرق بين العميل والفاعل..
والأيام ستشهد..”

وكتب باسم سلمان وهو أحد المنتسبين للحركة:” عرض خاص لجميع العملاء إذا بتمشي مع جماعة المحور فوراً بتترقى إلى رتبة عميل وطني بإمتياز ويصبح زنبك مغفور وضهرك مسنود وإجرامك مبرر مهما كانت فعلتك كبيرة وبالزات إذا كانت إيديك ملطخة بدماء شهداء وقادة من حركة أمل والسلام.
دمنا مش رخيص يا سادة”.

الأصعب من الجريمة تبريرها، والأحقر من العميل مَن يجد له عذرا، والأسفل من القاتل مَن يسير على خطاه

من جهته الشيخ فادي حجازي المقرب من أمل كتب: “الأصعب من الجريمة تبريرها، والأحقر من العميل مَن يجد له عذرا، والأسفل من القاتل مَن يسير على خطاه.
خسئت اليد التي تصافح سفكة الدّماء،واللسان الذي يشهد زورا على حساب أرواح وعذابات الآخرين، مهما كان عذرها واعتذارها.”
ويقول أحد مسؤولي حركة امل في الجنوب أن من إغتال قادة مقاومة العدو الاسرائيلي لن يبخلوا بتبرئة العملاء الذين يتولى بعضهم مسؤوليات قيادية داخل حزب الله وبلدياته ومؤسساته.

وصدر عن حركة أمل في “معركة” بيان تحت عنوان:” دماء الشهداء لا تُقاس بسياسات رخيصة .. ونحن حُماة دماءِ الشهداء”، واتهم فيه حزب الله دون تسميته بأنه “يحاول التسلل لتغيير التاريخ وتزوير وقائع تفجير حسينية معركة والهدف تحويل المجرم العميل الى مظلوم في محاولة كأنها مسيجة في اطار لون معين…”
وصدر عن عوائل “شهداء بلدة معركة” بيان أكدوا على عمالة “علي فرج” الملقب بالشلم” ودعوا أبناء البلدة المقاومين الى رجم الشياطين.”

السابق
مقتل سعودي طعناً في الضاحية.. اليكم التفاصيل!
التالي
موجة «كورونية» جديدة تجتاح لبنان.. والإصابات فوق الألف