بالصور والفيديو: إخماد حريق زفتا متواصل.. وبوشكيان: الدفاع المدني يقدم أكبر من مجهوده

حريق سوق مهاباد

ما تزال كارثة اشتعال النيران في معمل قبلان للسجاد في بلدة زفتا الجنوبية  مستمرة منذ السادسة من مساء امس، وباتت سقوف المبنى الضخم آيلة للسقوط بفعل  الحرارة المرتفعة داخله، وتم اخلاء المنطقة من المدنيين من قبل الجيش تخوفا من وقوع اصابات، إضافة الى ان النيران تقترب من مستودع المعمل الذي يحتوي على عشرات الاطنان من البضاعة والمواد المخزنة فيه، وتواجه عملية اطفاء الحريق مشاكل كبيرة جراء وجود كميات كبيرة ايضا من المواد البترولية التي تستخدم في تصنيع الموكيت والسجاد اضافة الى كميات ضخمة من مواد الباتكس والاسفنج، وتسببت النيران باحراق كميات ضخمة من السجاد والماكينات الصناعية وقدرت الخسائر بملايين الدولارات فضلا عن تشريد 200 عائلة كانت تعمل فيه وباتوا بدون مورد رزق، وكان يعتبر من اكبر معامل السجاد في منطقة الشرق الاوسط .
 
ويشكل حريق معمل قبلان واحد من اكبر واضخم الحرائق التي شهدها لبنان في “بقعة محصورة ومحدودة” واخطرها من حيث عمليات الاطفاء .

وحاولت طوافة تابعة للجيش صباح اليوم المساهمة في عملية الاطفاء ـ وتمكنت من اخماد النيران في المساحات المكشوفة وعملت عدة جولات من الاطفاء وكانت تملاء خزانها من البحر قبالة الزهراني  ولكن شدة النيران في الطوابق الاضية ساهمت في استمرار النيران .


 https://twitter.com/i/status/1545653291090157568

وبالتزامن تعمل عناصر من فوج الاطفاء في الجيش مع عشرات الفرق من الدفاع المدني من كافة المراكز وبجهد متواصل وامكانات محدودة، وفرق من اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية واقليم التفاح، وفرق من الدفاع المدني من المخيمات الفلسطينية في صيدا وصور، ومن الهيئة الصحية الاسلامية وكشافة الرسالة الاسلامية وعشرات المتطوعين في عمليات الاطفاء وتواكبهم مئات العناصر من الجمعيات الصحية، سيما الصليب الاحمر اللبناني واسعاف النبطية و”تساعدوا” وغيرها على البقاء بجهوزية في محيط المبنى المحترق  بعدما تم نقل عدة حالات اغماء حصلت في صفوف عناصر الاطفاء وتمت معالجتهم.
 
وتواجه سيارات الاطفاء ايضا صعوبات في تأمين المياه لعملية الاطفاء، بعدما لم تتمكن العديد من الابار ومصادر المياه من الضخ بسبب استهلاكها  لمادة المازوت الموجودة لديها وعدم توفرها وافيد ان صاحب المعمل المحترق حسين قبلان عمل على تأمين كميات من المازوت ودفع ثمنها لكي تتمكن مصادر المياه والابار من تلبية فرق الاطفاء ، وبالتزامن عملت عشرات اليات الاطفاء على التوجه الى منطقة صيدا ايضا لملأ خزاناتها والعودة لمتابعة الاطفاء، فيما سجل تطوع عشرات اصحاب الجرارات الزراعية والصهاريح من ابناء زفتا والبلدات المجاورة في عملية نقل المياه وتوفيرها لسيارات الاطفاء.

وغادرت وحدات من الكتيبة الاسبانية العاملة في اطار قوات اليونيفيل بقعة الحريق بعدما ساهمت طوال الليل في عملية اخماده.
 
وتابع محافظ النبطية الدكتور حسن فقيه قبل ظهر اليوم عمليات الاطباء ميدانيا ، والتقى رئيس بلدية زفتا علي حمزة والمشرفين من فرق الاطفاء، واعتبر “ما حصل كارثة وماساة ، امكانات البلديات محدودة في هذه الظروف ، والحريق ضخم ، هذه البلديات لا تملك الطواقم والمعدات لهكذا حريق ، نهيب بكل الفرق المشاركة ، وبالجيش اللبناني واليونيفل على الجهود التي بذلوها ويبذلوها ونأمل ان يتم السيطرة على الحريق”.

أكثر من 28 آليّة موجودة في زفتا للعمل على إخماد الحريق في معمل السجّاد، مشيراً إلى أنّ “الحريق لا يهدّد المنطقة لأنه في مكان معزول لكن المبنى معرّض للسقوط”.

وقال في حديث لـmtv: “الحريق محصور في بقعة المعمل لكن هناك نقصاً في المياه ونطالب السلطات المعنيّة بتأمينها”.

بوشكيان: وتفقد وزير الصناعة جورج بوشكيان، بعد ظهر اليوم، عمليات إطفاء الحريق المندلع منذ عصر أمس، والمستمرة في معمل قبلان للسجاد في بلدة زفتا الجنوبية.

والتقى بوشكيان صاحب المعمل حسين قبلان ومسؤولي فرق الإطفاء، واطلع منهم على الصعوبات التي تواجههم في عملية إخماد النيران، بسبب وجود كميات من المواد الكيماوية المستخدمة في عملية تصنيع السجاد والموكيت.

وقال بعد الجولة: “للأسف الحادثة حصلت في أيام العيد، لا أضرار جسدية والحمدلله ونسأل الله أن يعوض على الحاج قبلان، ونحن كوزارة نتشدد في اتخاذ إجراءات السلامة العامة للحفاظ على مصانعنا، وعلمت أن هذه الإجراءات كانت متخذة بشكل كامل هنا في معمل قبلان، ولكن يبدو أنه حصل احتكاك كهربائي نتج منه هذا الحريق”.

وأكد أننا “نتشدد في اتخاذ الإجراءات بالنسبة إلى السلامة العامة في كافة التراخيص المعطاة لهذه المنشآت الصناعية، وخصوصًا إذا ما وجدت المواد الكيماوية في عمليات التصنيع، الحوادث قابلة أن تحصل في كثير من الظروف وفي كل العالم”، مشيرًا إلى أن “المهم اليوم أن نعمل على إخماد الحريق في المعمل، هذا المعمل “النساجون اللبنانيون” الذي هو جزء من تاريخنا وتراثنا والجميع متعلق به”، وقال: “كما أخبرني الحاج قبلان أن البناء هنا تم تشييده من أيام الإحتلال الإسرائيلي، وهذا يعكس تعلقه وتمسكه بهذه الأرض وتأمين فرص عمل لأبنائها، ونحن كوزارة سنقدم المساعدة قدر إمكاناتنا، ولا بد أن نشكر عناصر الدفاع المدني على ما يقوم من جهد جبار منذ يوم أمس”.

وناشد بلديات المنطقة وإتحاد البلديات تزويد الدفاع المدني بالمياه، لافتًا إلى أنه “لدينا مشكلة في تأمين المياه، ولاحظت أن آليات الدفاع المدني تستقدم من بيروت أيضًا للمساعدة، وهذا يدل على مدى التفاني والعمل والعطاء الذي يقوم به رجال الدفاع المدني، يقدمون أكبر من مجهودهم ويستحقون كل التقدير والشكر”.

السابق
«لعنة الحرائق» تلاحق الجنوبيين..أحراج الشقيف تشتعل!
التالي
عون أبرق الى إمبراطور اليابان معزياً!