«حزب الله» يُدشّن «خط كاريش» العسكري..وضعف التمثيل السعودي «يَهز» التشاوري العربي!

مسيرة حزب الله
في لحظة محلية "ميتة" سياسياً مع جمود ملف الحكومة وغرق تشكيلة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي "الحديثة" بعد تكليفه في "وحول" العهد وصهره، وفي لحظة دولية حرجة حبلى بالتطورات وتعثر المفاوضات بين ايران واميركا، "دشن" حزب الله "خطه العسكري الجديد" نحو كاريش، عبر إطلاقه 3 مسيرات اسقطها الجيش الاسرائيلي، عبر استعماله "سلاحاً نوعياً" هذه المرة وبما يعكس التصميم على المواجهة.

ليست هي المرة الاولى التي يقوم فيها “حزب الله” بإطلاق مسيرات ايرانية في اتجاه اسرائيل ومن ضمن الحرب الامنية والعسكرية مع الجيش الاسرائيلي، ولكنها المرة الاولى ومنذ تهديد امينه العام السيد حسن نصرالله بقصف منصات الغاز في كاريش يطلق 3 مسيرات لتحلق فوق حقول الغاز.

ورغم اعلان الجيش الاسرائيلي اسقاط المسيرات الثلاث وتبني “حزب الله” إطلاق 3 “درون” وصفها بيانه بغير المسلحة، الا ان، مصادر مطلعة تؤكد لـ”جنوبية”، ان رسالة حزب الله من وراء ارسال 3 درونز “مسالمة” هي الى خصومه في الداخل، وانه ليس مكتوف الايدي، ورسالة اخرى لاسرائيل انه يستطيع الوصول الى كاريش وان البواخر الثلاث التي يحكى عنها مقابل 3 مسيرات. و انه يستطيع الوصول ايضاً اينما كان في اسرائيل وانه تعمد كشف المسيرات لاثبات فعلته.

وتشير المصادر الى ان الهدف من العمل كله من الجانبين: استعراضي وامني وتكتيكي واعلامي والعبرة في الخواتيم، والسؤال الكبير هو هل يمنع حزب الله اسرائيل فعلاً من التنقيب في حقل كاريش في نهاية الامر؟

 بيان “حزب الله”

وكان حزب الله تبنى في بيان صادر عنه اطلاق المسيرات الثلاث. وقال البيان: “أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان في بيان أن “بعد ظهرِ اليوم السبت في ٢/٧/٢٠٢٢ قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ‏ومهدي ياغي باطلاق ثلاثِ مسيراتٍ غير مسلحةٍ ومن أحجامٍ مختلفة باتجاه ‏المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهامٍ استطلاعية، وقد انجزت ‏المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة، وما النصر الا من عند الله العزيز ‏الجبار”.

الاعلام الاسرائيلي

وأعلن المتحدث باسم ​الجيش الإسرائيلي​ ​أفيخاي أدرعي​، أنه “كشف النقاب ان طائرات حربية وسفينة ​صواريخ​ إسرائيلية قامت اليوم باعتراض ثلاث طائرات مسيرة معادية اقتربت من جهة ​لبنان​ نحو ​المجال الجوي​ فوق ​المياه​ الاقتصادية لإسرائيل، وتم رصد المسيرات من قبل أنظمة الرصد حيث تمت مراقبتها من قبل وحدة المراقبة الجوية لتتم عملية الاعتراض في النقطة الميدانية الملائمة”.

رسالة حزب الله من وراء ارسال 3 درونز “مسالمة” هي الى خصومه في الداخل وانه ليس مكتوف الايدي ورسالة اخرى لاسرائيل انه يستطيع الوصول الى كاريش

ولفت في تصريح الى أنه “من التحقيق الأولي يتضح ان المسيرات المعادية لم تشكل تهديدًا حقيقيًا في كل مدة تحليقها وحتى اعتراضها فوق البحر الأبيض المتوسط، لقد تصرفت أنظمة الرصد والانذار وفق المطلوب تطبيقًا لرؤية الدفاع الجوي المتعدد الأبعاد بأفضل الطرق وبتفعيل مهني وناجح للمقاتلين في البحر والجو”.

‏وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن “​الجيش الإسرائيلي​ أسقط 3 طائرات بدون طيار أطلقها ​حزب الله​ باتجاه ​المياه​ الاقتصادية لإسرائيل فوق البحر ​الأبيض​ المتوسط.”.

ولفتت صحيفة ​جيروزاليم بوست​ الإسرائيلية التي تصدر ب​اللغة​ الإنكليزية، الى أنه “تم إسقاط إحداها بواسطة ​طائرة​ F-16 بينما تم إسقاط اثنين آخرين من قبل البحرية Barak 8 على INS Eilat”، مشيرة الى أنها “المرة الأولى التي يتم فيها استخدام النظام ضد التهديدات الجوية”.

أما صحيفة يديعوت أحرنوت فقالت: “اعترض سلاح الجو 3 طائرات مسيرة تابعة لحزب الله كانت في طريقها إلى منصة كاريش”.

وأشار الصحافي في موقع والا العبري، أمير بحبوط، الى أن “اسقاط 3 طائرات مسيّرة تتبع لحزب الله على بعد أميال من منصة الغاز “كاريش” وهو أول استخدام لمنظومة “باراك”، السؤال الآن ماذا يريد حزب الله، التصعيد؟ أو فقط الضغط في المفاوضات؟”.

تهديدات اسرائيلية

وأشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ​يائير لابيد​، الى أنه “لكل من يريد إيذائنا، من ​طهران​ إلى ​غزة​ ولبنان وسوريا، لا تجربونا فإسرائيل تعرف كيف تستخدم قوتها في وجه كل تهديد وعدو”.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» يتبنى «درون كاريش»..3 بواخر مقابل 3 مُسيّرات!

ولفت لابيد، الى أن “مواجهة التهديدات الإيرانية تمثل أولوية لنا، وسنفعل كل ما هو ضروري لمنع إيران من الوصول إلى سلاح نووي أو إرساء قوتها على حدودنا”.

التشاوري العربي

وتوافق وزراء الخارجية العرب، خلال اجتماعهم التشاوري في بيروت أمس، على العديد من الملفات ذات الصلة بالعمل العربي المشترك وتقويته في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة، وذلك بمشاركة وزير الخارجية الشيخ د.أحمد الناصر.

الغياب السعودي والخليجي مؤشر الى استمرار المقاطعة الخليجية السياسية العميقة للبنان وكل ما يحصل اليوم له طابع شكلي وبروتوكولي

وقال وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ـ والذي يمثل لبنان رئيس مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته الحالية خلال مؤتمر صحافي عقده مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في ختام الاجتماع التشاوري العربي ـ إنه تطرق إلى مختلف الأزمات التي يشهدها العديد من الدول العربية بالإضافة إلى القضية الفلسطينية وتعنت إسرائيل وتبديدها لأسس الحل العادل والشامل القائم على أساس الدولتين.

ضعف التمثيل الخليجي والسعودي

في المقابل رصدت مصادر سياسية لـ”جنوبية” ضعف الحضور الخليجي في اللقاء التشاوري العربي حيث غاب 4 وزراء خارجية من دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمهم السعودية بينما حضرت الكويت وقطر.

كما تمثلت 10 دول من اصل 21 بوزراء خارجية والاخرى بمستوى سفير او القائم بالاعمال.

وترى المصادر ان الغياب السعودي والخليجي مؤشر الى استمرار المقاطعة الخليجية السياسية العميقة للبنان، وكل ما يحصل اليوم له طابع شكلي وبروتوكولي، والمطلوب من الحكومة اللبنانية وقف سطوة سلاح “حزب الله” على الدولة والحكومة ومجلس النواب.

السابق
«حزب الله» يتبنى «درون كاريش»..3 بواخر مقابل 3 مُسيّرات!
التالي
وزير الخارجية اليمني: إجراءات لبنان بحق محطات الحوثيين بقيت حبراً على ورق!