تعيش منطقة بعلبك الهرمل على فوهة بركان، يغلي تحت السلاح وحامليه. هذه المنطقة التي ما لبثت ان تنفست الصعداء، بعد الشحن الانتخابي و الأحداث الأمنية الأخيرة، ترزح تحت جائحة معيشية هي الأسوأ منذ سنوات.
اقرأ أيضا: باسيل على خط «التسريب والتخريب» الحكومي..و«حضور سعودي» على تخوم الضاحية!
ومشهد “مذل” جديد على أبناء بعلبك، يحفر في قلوبهم عميقاً، يتمثل بإصطفافهم في طوابير طويلة للحصول على ربطة خبز تجنبهم السوق السوداء، حيث وصل سعر الربطة الواحدة الى ٥٠ الف ليرة.
وما زاد الطين بلة، انقطاع التيار الكهربائي عن القرى والبلدات البقاعية لليوم السابع على التوالي، وبالتالي انقطاع مياه الري، إضافة لعدم قدرة اكثر من ٥٠ بالمئة، ممن هم خارج المنظومة الحزبية او البيئة المحسوبة على الثنائي من تأمين ابسط حاجياتهم اليومية من مأكل ومشرب، ناهيك عن الطبابة والكهرباء والماء.
مشهد “مذل” جديد على أبناء بعلبك يحفر في قلوبهم عميقاً يتمثل بإصطفافهم في طوابير طويلة للحصول على ربطة خبز تجنبهم السوق السوداء
وتتخوّف مصادر بقاعية عبر “جنوبية” من “تدحرج الوضع الامني وخروجه عن السيطرة، في ظل غياب شبه كلي لنواب الثنائي عن هموم وشجون المنطقة، وكأنه عقاب جماعي لابناء هذه المنطقة، لتأنيبهم وتأديبهم على موقفهم من الانتخابات التي جرت، وتضامنهم مع الجيش بوجه قياديي حزب الله”.
وصل سعر الربطة الواحدة الى ٥٠ الف ليرة
وكعادته حاول النائب جميل السيد التنصل من مسؤولياته الشخصية او الجهة التي ينتمي اليها، فحذر في تغريدة من تحول الوضع الاجتماعي الى مشكلة امنية وتحدث عن أن عشرات الاتصالات وردته من امّهات في البقاع للشكوى من أمرين:
- أولا:صعوبة شراء الخبز لأن بعض الافران تبيعه لبعض النازحين للسوق السوداء أو للتهريب الى سوريا،
- وثانياً: الإنقطاع الكلي للكهرباء!
- وأضاف “تواصلنا مع المسؤولين وكلّهم يدّعون العجز!
- عالجوا هذا الوضع قبل ان يتحوّل إلى مشكلة أمنية…
وإحتجاجا على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، شهدت مدينة بعلبك مسيرة انطلقت من أمام بلدية بعلبك في ساحة السرايا، وجابت الأسواق، بمشاركة عدد من مخاتير وفاعليات بعلبك التجارية والاجتماعية، احتجاجا على أزمة الخبر والطوابير التي تمتد يوميا لساعات من أجل الحصول على ربطة الخبز، وتردي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، وانقطاع التيار الكهربائي عن مدينة بعلبك بشكل متواصل منذ حوالي اسبوع”.
مصادر خاصة لـ”جنوبية”: بدء التحضير لإضراب عام في حال الاستمرار في تجاهل المشاكل الاقتصادية والمعيشية وعدم معالجتها
وتحدث باسم المحتجين المختار حميد بيان فقال: “على مسافة أيام من إطلاق مهرجانات بعلبك الدولية، أصبحت مدينة الشمس مدينة الظلام والجوع، وبتنا نقف في طوابير الذل للحصول على رغيف الخبز لأطفالنا، ولا نعرف عن أي مهرجانات يتحدثون، ولا مياه ولا كهرباء ولا خبز في بعلبك”.
وكشفت مصادر خاصة ل”جنوبية” عن “بدء التحضير لإضراب عام، في حال الاستمرار في تجاهل المشاكل الاقتصادية والمعيشية وعدم معالجتها”.
