شامية يقرأ في انتخابات المقاصد 2022


تعليقاً على انتخابات جمعية المقاصد امس، كتب د. فادي شامية عبر حسابه على “فايسبوك” قائلاً: “كما في كل مرة؛ شغلت انتخابات جمعية المقاصد (الأحد 26/6/2022) الصيداويين. هذه المرة حصلت الانتخابات على أرض “ساخنة” بعد الانتخابات النيابية مباشرة. الرئيس المنتهية ولايته نفسه كان مرشحاً للانتخابات النيابية، وقد أثار ترشحه وخسارته لغطاً، واضطراباً داخل التيار الذي ينتمي إليه. فضلا عن ذلك؛ فإن فترة ولاية يوسف النقيب – دورتين متتاليتين- حملت كثيرا من “الأحداث المقاصدية”، التي شغلت الشارع الصيداوي أيضا (تأسست المقاصد عام 1879 وتضم حاليا 629 موظفاً -4121 طالباً وأربع مدارس وعقارات وقفية كثيرة)”.

اضاف: “بعد الانهيار الاقتصادي الذي أصاب لبنان؛ حاول المجلس الإداري المنتهية ولايته تحسين ميزانية الجمعية، مستفيداً من مستجدات الواقع الجديد، لكن رواتب الموظفين وتعويضات نهاية الخدمة بقيت على حالها، وصارت قيمتها الشرائية لا تساوي شيئا ذي قيمة. كفاءات كثيرة خرجت من مدارس الجمعية، ما اضطر الجمعية للتعاقد، للمحافظة على المستوى التعليمي”.

وتابع: “هذا الواقع كان حاضراً في ذهن كل المهتمين بالمقاصد. وبما أن الحمل ثقيل فقد رفضت أكثر من شخصية الترشح للرئاسة. مفتي صيدا، عرض الأمر على أكثر من مقاصدي، على أساس أن يسعى شخصياً لتأمين غطاء له من القوى الصيداوية ليقود السفينة، لكن من عُرض عليه الأمر اعتذر. ترشحت لارا جبيلي مدعومة من النائب السابق بهية الحريري، وترشح فايز البزري “بعد التشاور مع العائلات والمؤثرين في المقاصد”، إضافة إلى 25 مرشحاً للعضوية من مشارب مختلفة”.

ولفت الى انه “بعد إقفال باب الترشيحات؛ حملت “الجماعة الإسلامية” مشروع التوافق. تواصلت مع “الجميع” فرحبوا بالأمر. تمسكت الحريري بالمرشحة جبيلي (زوجة القيادي في تيار المستقبل ناصر حمود)، ورفض النائب البزري الطلب من المرشح البزري الانسحاب، على اعتبار أنه لم يطلب منه الترشح ابتداءً (المرشحة جبيلي على قرابة بالنائب البزري أيضاً)، وأبلغ المفتي سليم سوسان من يعنيه الأمر أن دار الفتوى مفتوحة لإعلان التوافق، لكن ليس دورها الضغط على أحد لينسحب للآخر. عُقد اجتماع في منزل النائب عبد الرحمن البزري بين الفريقين – لم يحضره فايز البزري- للاتفاق على لائحة مشتركة للعضوية على أن تبقى معركة الرئاسة للتنافس (تجري الانتخابات بصندوقين منفصلين للرئاسة والعضوية)، لكن الاتفاق لم يحصل أيضاً”.

اضاف: “سقط مشروع التوافق. انحاز النائب البزري، و”الجماعة الإسلامية”، ومعها “الجو الإسلامي” (مجموعة نهضة المقاصد) للمرشح البزري وشكلوا لائحة مشتركة في مواجهة لائحة الحريري، فيما التزم النائب أسامة سعد الحياد، وهو أصلا لم يبد اهتماما كبيرا بالأمر. الحسابات الانتخابية، تبعا للهوى السياسي، لأعضاء الجمعية المسددين اشتراكاتهم (667 عضواً)؛ كانت تشير إلى فوز مريح للسيدة جبيلي ولائحتها، مع احتمال الخرق من اللائحة المنافسة، لكن النتائج أتت مغايرة تماما. خسرت الجبيلي شخصياً، وتقاسمت اللائحتان المجلس الإداري (أربعة مقابل أربعة)”.

الخسارة التاريخية

واعتبر انه “في واقع الأمر؛ فإن “مفاجأة” انتخابات المقاصد أكبر بكثير من مجرد خسارة أو فوز في جمعية محلية. لطالما شكلت المقاصد مؤشراً لحجم القوى وتوجهاتها السياسية– مع استثناء النائب أسامة سعد باعتبار أن حجمه الشعبي أكبر بكثير من حجمه في المقاصد-، لكن الأهم أن الحريري خسرت موقعاً كان في كنفها منذ أكثر من ثلاثين سنة دون انقطاع، وهذا ليس بالقليل”.

اضاف: “في دورة انتخابات العام 2014 والعام 2018 فاز يوسف النقيب ولائحته بالكامل. كانت الحريري وحدها قادرة على إنجاح لائحتها، وبسهولة. لم يكن النائب البزري قادرا أو راغبا بـ “المشاغبة”. وحدها “الجماعة الإسلامية” وقفت في وجه لائحة النقيب في تلك الدورتين.. وخسرت.

القراءة في نتائج دورة العام 2022 تفيد بمعطيات مختلفة. أصبح النائب البزري رقماً صعباً في المدينة، موقعه الجديد لا يسمح له الالتحاق بالحريري، وحجمه يسمح له بالترجيح. “الجماعة الإسلامية” استعادت شيئاً من دورها بعد انسحاب مرشحها من الانتخابات النيابية وعجزها عن توفير الدعم المطلوب للائحة يوسف النقيب، فضلاً عن “رد الاعتبار” بعد خسارتين متتاليتين في انتخابات المقاصد. وللمفارقة؛ فإن يوسف النقيب الذي ضمن الفوز للحريري في الدورتين السابقتين في المقاصد في مواجهة “الجماعة الإسلامية”، هو نفسه أصبح مدعوما من “الجماعة” في الانتخابات النيابية، و”مغضوباً” عليه من الحريري التي فضّلت منافسيْها التقليدييْن على مدير حملاتها الانتخابية السابقة، وفق ما صرح النقيب نفسه، بعد خسارته في الانتخابات النيابية”.

وتابع: “هذا التضعضع الذي أصاب تيار “المستقبل”، عكس نفسه في انتخابات المقاصد. صحيح أن النقيب لم “يشاغب” – على الأقل في الظاهر- بعد ما وصفه هو بـ “الغدر من أقرب الناس” إليه، لكن الأكيد أنه لم يعمل كما كان في السابق لدعم اللائحة التي أرادت الحريري أن تقود المقاصد. كما أن التراجع في شعبية “المستقبل” بدا واضحاً، لا سيما في طبقة النُخب.

فضلاً عن ذلك؛ فقد كان اختيار عدد من أعضاء لائحة السيدة جبيلي غير موفق، لا سيما أن أحدهم بدا في منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي مدافعا عن الشذوذ الجنسي، الأمر الذي اضطر اللائحة إلى استبعاده عشية الانتخابات، لكنه رفض الانسحاب وبقي مرشحاً “مستقلا”، وأخذ أكثر أصواته من اللائحة نفسها، رغم خسارته”!.

وختم: “في المحصلة، وجد المزاج الصيداوي، وتاليا المقاصدي أن لائحة فايز البزري (كان مقربا من تيار المستقبل) تشبهه أكثر، ودخلت الحسابات السياسية – وربما الشخصية- على الخط، لتكون النتيجة على ما جاءت عليه.. غير أن التحليل السياسي للانتخابات لا يعني بالضرورة – أو الأصح أنه يجب أن لا يعني- أن يحمل الفائزون جو الانتخابات إلى داخل المقاصد، وتبدأ المعاناة في مرحلة لا تحتمل أي خلل أو صراع أو انكفاء..

التحديات التي تحيط بالمقاصد حثت الخطى للسعي بالتوافق – الذي لم يحظ بالنجاح، والمنافسة الانتخابية التي جرت لا ينبغي أن تُسقط العمل بتوافق “لأجل المقاصد”. التنوع غنى.. وإلا فالخسارة على الجميع”.

السابق
نجل نوح زعيتر يُجري الامتحانات الرسمية برفقة مسلحين.. ويُرهب الطلاب والأساتذة!
التالي
بعد السبت العاصف.. كيف سيكون طقس الأسبوع الأخير من حزيران؟