موجة «حرارية» جافة تضرب أوروبا.. وهذا نصيب لبنان!

حرارة عالية

عندما ترتفع الحرارة في المساء الى 20 درجة مئوية وما فوق في أوروبا لمدة ثلاثة أيام، تعتبر مراكز التوقعات المناخية أن ما تتعرض له أوروبا هو “موجة حرارية” وهو ما يعرف بالفرنسية بتعبير (Canicule)! وما ينتظر أوروبا الغربية هذا الأسبوع هو “موجة حرارية” تنطلق من نهار الأربعاء وحتى صباح نهار السبت. 


70.000 حالة وفاة في “الموجة الحرارية” في أوروبا في 2003!

وقد لا تؤدي هذه “الموجة الحرارية” الى النتائج الدرامية كموجة عام 2003 التي أصابت القارة الأوروبية مدة 15 يوماً، من الأول من شهر آب الى منتصفه، حيث بلغت الحرارة الحد الأقصى مع 48 درجة مئوية في البرتغال، وأدت الى وفاة 70.000 شخص في أوروبا، بينها حوالى 7.000 في ألمانيا، و15.000 في فرنسا و18.000 في إيطاليا، و 975 في سويسرا … وتسبب بخسائر ونفاق عدة ملايين من الدواجن، بالاضافة الى اندلاع عدد كبير من الحرائق في الغابات، وأيضاً مع خسائر اقتصادية وصلت الى 4 مليار يورو في فرنسا وحدها، وبخاصة في القطاع الزراعي الذي عانى من الجفاف!

يومها لم تكن أوروبا مجهزة، ولا مؤهلة طبياً، لمواجهة حجم تلك الكارثة الانسانية التي أدت الى خسارة عدد هائل من الناس بظروف “طبيعية”!

تأثير الحرب الروسية الأوكرانية يزيد التغيير المناخي سوءاً!

إن أوروبا اليوم مجهزة، وفترة الأيام الثلاثة ليست قاسية (مقابل 15 يوماً في العام 2003)، وقد يكون شهر حزيران الجاري أكثر حرارة من باقي أشهر الصيف الأخرى!

والحرب الروسية الأوكرانية  تزيد الأمر سوءاً في تفلت ظاهرة تغيير المناخ من السيطرة، إذ إن استبدال الغاز الروسي سيكون حكماً اعتماداً أكبر على الفحم الحجري، الشديد التلويث للهواء، على المدى المنظور على الأقل! وأيضاً، مع “الموجة الحرارية” يرتفع المصروف “الطاقوي” للتبريد.

وهو ما يشكل اليوم أزمة في أوروبا مع محاولة التخلي عن الغاز الروسي. ولكن الأهم هو أن النظام الصحي – الاجتماعي قد أصبح قادراً على تجنيب القارة العجوز خسائر كبيرة في الأرواح.

ويستمر تأثير التغيير المناخي أوروبياً في الأيام المقبلة، لينقلب عواصف مع نهاية الأسبوع! إذ من المنتظر أن يتمّ الانتقال من الجفاف الى الطوفان “في يوم وليلة”!

الليالي ستكون حارة وقاسية، مع ما يرافق ذلك من بعوض ونتائجه المزعجة جداً!

لا يواجه العالم العربي، المعتاد على الحرارة المرتفعة، مثل هذا النوع من الكوارث الطبيعية! فالدول والمنازل مجهزة بتجهيزات التبريد من جهة، ولكن النظام الاجتماعي، وفي غياب لنظام استشفائي عالي الجودة، يغطي الكثير من العيوب، بفضل التضامن الاجتماعي بين الجيران في المدن والقرى العربية، وهو الأمر الذي تفتقده المدن الأوروبية. 

صيف لبنان من جهته بدأ يشهر قساوته على اللبنانيين مع انقطاع شبه كامل للكهرباء “الرسمية”، وتقنين الكهرباء لموتورات الأحياء. وبالتالي، فإن الليالي ستكون حارة وقاسية، مع ما يرافق ذلك من بعوض ونتائجه المزعجة جداً!

*رئيس جمعية غرين غلوب/ العضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة

السابق
الدوير تشيع ابنها الى مثواه الأخير.. والقاتل يُسلّم نفسه
التالي
ورشة تدريبية لمجموعة حل النزاعات حول الوساطة والنزاعات المحلية