لا بديل عن تفعيل المبادرات

مدينة صيدا

تتحول المبادرات الفردية المدنية والمتابعات الشعبية الى خطوات مهمة، خصوصا بعد تحلل السلطات وعدم قيام المؤسسات الرسمية المعنية بالمهام المنوطة بها.
في حي الزويتيني بصيدا القديمة خزان مياه بني منذ سنوات، لتأمين المياه بالجاذبية لمنازل كثيرة في صيدا وهو  بمسؤولية مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، لكن هذا الخزان تحول مكان لرمي النفايات، وتمت سرقة الانابيب التي تربطه بالشبكة العامة، وبالتالي فقد وظيفته بتأمين مياه لناس يعانون من انقطاعها. كل هذا دفع الناشط البيئي ربيع العوجي للمبادرة بتنظيف الخزان، وتغيير ما تبقى من الانابيب وتركيب اغطية حديدية جديدة مع اقفال للخزان، واعادة ربطه بالشبكة العامة، وبالتالي تم تأمين المياه لمنازل في صيدا القديمة بالجاذبية، كما جرى تأمين المياه لمآخذ مياه الإطفاء في المدينة القديمة.
من جهة اخرى، نشرت وسائل الإعلام منذ اشهر نفق الاف الأسماك في مرفأ الصيادين في صيدا، بسبب ان المياه المبتذلة، وبديلا من ضخها الى محطة “تجميع” المياه المبتذلة في سينيق، كانت تترك لتتسرب الى مياه المرفأ ما أدى الى الكارثة المذكورة، بسبب فقدان مادة المازوت، كما يقول المسؤولون، وقد اثر ذلك سلبيا على عمل الصيادين، وادى الى انتشار رائحة كريهة كانت تدفع السياح بالابتعاد عن مدخل القلعة البحرية او المرور بالقرب من المرفأ. وايضا تحركت مجموعة من الناشطين البيئيين ومنهم الناشط العوجي،   وتواصلت مع مؤسسة مياه لبنان الجنوبي المسؤولة عن الموضوع، وبلدية صيدا والوزارات المعنية  وتابعت مع جميع الاطراف الموضوع لتأمين التجهيزات المطلوبة لتصحيح الوضع واعادة ضخ المياه المبتذلة الى المحطة وهذا ما انتهى اليه الوضع مساء السبت الماضي.
ان نجاح مثل هذه المبادرات مرتبط بالمتابعة الدؤوبة التي يجب ان تقوم بها المجموعات الناشطة حول مواضيع عدة وخصوصا بعد تحلل السلطات وغياب المؤسسات المسؤولة.

السابق
بعد تجاوزه الـ 30 الفا.. كيف اقفل دولار السوق السوداء؟
التالي
صدور العدد 12 من مجلة «شؤون ايرانية»: ايران فوق بركان والمحتجون يهتفون الموت لخامنئي