جابر لـ«جنوبية»: «حزب الله» وإسرائيل لا يريدان حرباً!

العميد الدكتور هشام جابر
لوّح "حزب الله" بسلاحه تعليقا على التطورات الجارية في ملف ترسيم الحدود البحرية وقبيل وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتين إلى لبنان بداية الاسبوع المقبل، لكنه لن يطلق النار في وجه إسرائيل التي إستقدمت سفينة التنقيب إلى محيط حقل كاريش المتنازع عليه بل ترك للبنان "الدبلوماسي" حل هذه المعضلة وهذا ما لم نعهده منه من قبل ،إذ لطالما تفرد بقرارات السلم و الحرب بمفرده.

بالرغم من كل الدلالات العسكرية المشفرة التي حملتها إطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اول من أمس، والتي تطرق فيها إلى ملف ترسيم الحدود البحرية والتطور الذي حصل على صعيد إستقدام إسرائيل السفينة الالمانية”أنرجين باور”، تمهيدا للبدء بمهمتها بسحب الغاز من حقل كاريش وتخزينه، ومن ثم ضخه إلى مرفأ حيفا، إلا أن موقفه لم يأت أعلى من السقف الذي تحدث فيه الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، بل عمد إلى موازنة كلامه مع تصريحاتهم وأعطى الرئيس عون  الضوء الاخضر للمضي قدما في عملية التفاوض بعيدا عن التوقعات غير الواقعية. 

إذا كلام السيد نصر الله كان أشبه بمن “يلقم سلاحه” من دون أن يكون لديه النية الحقيقية لإستعماله، لأن الجميع يعلم أن التصعيد العسكري في هذا الملف، سيعود بالضرر الفادح على كل الاطراف ومنها حزب الله ولبنان. لذلك يمكن القول أن التطورات الحاصلة في هذا الملف أظهرت أن مفعول سلاح الحزب، لم يكن له دور أساسي في ملف ترسيم الحدود البحرية، بل مساندا للكلام السياسي الذي أعلنه كل من الرئيسسين عون وميقاتي وهذا ما لم نعهده من قبل.

المطلوب من هذه السلطة التوصل إلى موقف موحد وأن يكونوا سندا للملف الذي أعده الجيش حول ترسيم الحدود

يضع الخبير الاستراتيجي العميد هشام جابر “كلام السيد نصر الله كان ضمن المنحى الطبيعي للأحداث”، شارحا ل”جنوبية” أنه “لم يتضمن تهديدا للعدو الاسرائيلي بل تنبيها، وأتى ضمن السياق الذي تحدث به رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة”.

ويضيف:”برأيي في ظل الجهود الدبلوماسية التي يتبعها لبنان لحل هذا الملف، يجب أن يكون هناك تلويح بالقوة لأن العدو الاسرائيلي لا يرتدع إلا بالقوة، وكلام نصر الله في خانة الردع”.

يرى جابر أنه “بعد هذه المواقف هناك واجبات على السلطة السياسية القيام بها وذلك في إتجاهين، الاول أن تبذل جهدا دبلوماسيا مع الدول الصديقة والمعنية لإظهار حق لبنان من الغاز الموجود في حقل كاريش، وأن مجرد البدء بإستخراجه كونه حقل متنازع عليه، هو قرصنة وفقا لكل الاعراف الدولية”، مشيرا إلى أنه “من الآن وحتى يُحل النزاع حول حقل كاريش ممنوع على أي طرف إستخراج الغاز منه، وهذه الجولة الدبلوماسية يجب أن تشمل كل من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، وكل الدول الصديقة، للتحرك كي لا تؤدي القرصنة الاسرائيلية إلى نزاع عسكري بين لبنان وإسرائيل وربما إلى حرب”.

سوء إدارة الملف من الطبقة السياسية هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه

 يضيف:”يجب على الجانب اللبناني إيصال رسالة إلى إسرائيل عبر أصدقائه، مفادها أن تهديدها لبنان بالتدمير سيقابله تدمير لها وهي تعرف تماما مدى قدرة حزب الله القتالية، وبهذه الخطوة تكون الدولة اللبنانية قد إستعادت قرارها بالسلم والحرب، وأن أي عدوان على الجيش والاراضي اللبنانية يجب على السيد نصر الله أن ينفذ وعيده”.

يؤكد جابر أن “سوء إدارة الملف من الطبقة السياسية هو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه، علما أن الجيش اللبناني وضع مداميك تفاوضية قوية مع العدو وهذا بشهادة الوسيط الاميركي آموس هوكشتين في مجالسه الخاصة، لكن لم يتم إستغلاله بالطريقة المناسبة لغايات في نفس هذه الطبقة ولأسباب سياسية ومكاسب خاصة”، معتبرا أنه “المطلوب من هذه السلطة التوصل إلى موقف موحد، وأن يكونوا سندا للملف الذي أعده الجيش اللبناني حول ترسيم الحدود لأن أيا من الاطراف المعنية لا تريد حربا سواء إسرائيل أو حزب الله، لكن كلام نصرالله يشكل مساندة لمطلب رسمي لبناني بأن تغادر السفينة موقع كاريش، إلى حين بت هذا الملف نهائيا عبر الوسيط الاميركي”.

ويختم:”حزب الله لا يريد حربا، لكن إذا تعرضت إسرائيل للبحرية العسكرية اللبنانية بشكل عنيف، عندها قد يكون الحزب مضطرا لدخول هذه الحرب، وعلى السلطة السياسية أن تستيقظ ضميرها وأن تعلن صراحة عبر الرؤساء الثلاثة أنها تدعم ملف الترسيم الذي أعده الجيش اللبناني”. 

السابق
كيف اقفل دولار السوق السوداء اليوم؟
التالي
هذا موعد نقل جثماني طياح وكريدي الى لبنان