كباش رئاسي ومجلسي بين باسيل وجعجع..وهوية رئيس الحكومة الجديد تحت المجهر!

نبيه بري
يطوي مجلس النواب الجديد اليوم اول معاركه، والتي اسفرت عن خلط اوراق التحالفات وفرز المجلس بين "حزب الله" وحليفه المسيحي جبران باسيل، وبين سمير جعجع وحلفائه من بعض المستقلين والتغييريين، فيما يحاول وليد جنبلاط ان "يتمايز" ليعود "بيضة القبان" عبر تأييد انتخاب بري لولاية سابعة وترشيح غسان السكاف لنيابة الرئيس.

  وفي غمرة هذه المعركة والتي تبدو في ظاهرها بين القوات والتغييريين و “الثنائي الشيعي”، لكنها في العمق وكما ترى مصادر متابعة لـ”جنوبية”، انها معركة مسيحية بإمتياز ولها طابع رئاسي ومجلسي بين باسيل وسمير جعجع.

كيف تبدو الصورة مجلسياً اليوم؟

وتكثفت الاجتماعات والمشاورات يوم أمس، والتي امتدت الى ما بعد منتصف الليل بين الكتل النيابية وعلى كافة المحاور السياسية، لحسم المواقف النهائيّة من استحقاقي رئاسة مجلس النواب ونائبه قبل الجلسة المرتقبة التي ستشهدها ساحة النجمة صباح اليوم بعد اكتمال الإجراءات والتحضيرات اللازمة في محيط المجلس وداخله، وسط توقعات أولية وفق آخر المعطيات بأن يفوز الرئيس نبيه بري بأكثرية وازنة تبلغ 67 صوتاً مع ترجيح فوز مرشح «التيار الوطني الحر» النائب الياس بوصعب بحوالي 60 صوتاً بعد تأكيد التفاهم بين الرئيس بري ورئيس «التيار» النائب جبران باسيل إثر زيارة بوصعب الى عين التينة السبت الماضي وفق المعلومات، ويتضمن التفاهم ترك حرية التصويت لتكتل «لبنان القوي» لبري، مقابل نيل مرشح «التيار» بوصعب أصوات كتلتي «التنمية والتحرير» و»الوفاء للمقاومة».

3 مرشحون حتى الساعة لرئاسة الحكومة وفي مقدمتهم نجيب ميقاتي ونواف سلام كما طرح عبد الرحمن البزري نفسه كمرشح حكومي

وتشير آخر المعطيات وخلاصة الاتصالات، إلى أن بري سينال الأصوات التالية: كتلة التنمية والتحرير 15، الوفاء للمقاومة 13 والنائبين ينال الصلح ومحمد الحجيري 2، نواب حزب الطاشناق أو كتلة «الأرمن» 3، كتلة «اللقاء الديموقراطي» 8، كتلة «التكتّل الوطني» 3 (طوني فرنجية، فريد الخازن، وليام طوق)، كتلة «نواب عكار» 4 (وليد البعريني، محمد سليمان، أحمد رستم، سجيع عطية)، نواب «جمعية المشاريع» 2، النواب المستقلون: عبد الكريم كبارة، جهاد الصمد، ميشال المر، فراس سلوم، أحمد الخير، عبد العزيز الصمد، حسن مراد، ميشال الضاهر (8)، وقد يُعدل نائب صيدا عبد الرحمن البزري موقفه في ربع الساعة الأخير ويمنح بري صوته وفق المعلومات، والأمر نفسه بالنسبة للنائب نبيل بدر وربما آخرين من مختلف الكتل يصوتون لبري من «تحت الطاولة».

الحاصل المتوقع أن يبلغه بري هو بين 58 صوتاً و60 صوتاً من دون أصوات تكتل «لبنان القوي»، ويرتفع الى ما بين 67 إلى 70 صوتاً في حال ترجم التفاهم الذي تم بين عين التينة و»البياضة» برعاية «حارة حريك»، بعد لقاء بري ـ بو صعب السبت الماضي، وقد يزيد أكثر أو ينقص وفق التصويت النهائي لبعض النواب الذين يقفون في «المنطقة الرمادية». في المقابل سيصوّت ضد بري بوضع ورقة بيضاء «القوات اللبنانية» التي لم تنجح بعقد تفاهم مع أي من كتل «المجتمع المدني و»المستقلون» الذين بدورهم لم يتفقوا على مرشح لمنصب نائب الرئيس، فيما سيصوّتون على استحقاق الرئيس بـ»المفرق».

إقرأ ايضاً: معركة أولى بين التغييريين و«الثنائي الشيعي» الثلاثاء..و«حاشية عون» تستغل وضعه الصحي!

أما لجهة نائب الرئيس، فانحصرت المنافسة بين بوصعب وغسان سكاف المرشح «المستقل» والمدعوم من كتلة «اللقاء الديموقراطي» التي أعلنت أمس، بعد اجتماعها أنها ستصوّت للرئيس بري ولسكاف في نيابة الرئاسة.

وتردّدت معلومات غير مؤكدة أن مرشح «نواب عكار» سجيع عطيه انسحب لمصلحة غسان سكاف، علماً أن عطيه كان قد أكد عصر أمس، أنه «لا يزال مرشحاً لخوض المعركة والاتصالات مستمرة»، ولم يُعرف ما إذا كانت قوى «المجتمع المدني» قد خرجت بقرار حاسم خلال اجتماعها الذي طال الى وقت متأخر من ليل أمس، مساء، بترشيح ملحم خلف، أم أنها ستدعم المرشح سكاف الذي يحظى بدعم «القوى المستقلة» التي عقدت بدورها اجتماعاً مطولاً أمس في منزل النائب بلال بدر ويضم هذا الاجتماع حوالي 9 نواب من بينهم عبد الرحمن البزري وأسامة سعد وشربل مسعد، لكن المعلومات تشير الى أن «قوى التغيير قد تُعلن صباح اليوم دعم السكاف».

وأما «القوات اللبنانية» ففضلت المناورة لاتضاح المشهد الكُلي لحسم موقفها النهائي، فهي لم تعلن ترشيح غسان حاصباني بشكل رسمي خوفاً من تجرع كأس الهزيمة لكون حاصباني لم يحظ بدعم من «المجتمع المدني» و»المستقلين» بعد فشل المشاورات بينهما للتوصل الى تفاهم، وبالتالي تنكشف «أكثرية القوات» المزيفة، لذلك بحسب المعلومات ستبادر «القوات» الى دعم السكاف كأهون الشرور وأقلّ الخسائر في محاولة لإسقاط مرشح «التيار» الياس بوصعب..

وأعلن تكتل «القوات» مساء أمس، بعد اجتماعه، «التصويت بورقة بيضاء تأكيداً للموقف المعلن من قبل التكتل بما خص انتخاب الرئيس، والتريث باتخاذ موقف نهائي من نيابة الرئاسة والاستمرار بسعيه التوفيقي، بانتظار التوصل الى مرشح موحد للأكثرية المذكورة».

ولفتت قناة «أو تي في» الى أن بوصعب يحوز على أصوات تتخطى الـ60 وحتى لو تكتلت كتل «القوات» و»الاشتراكي» و»الكتائب» و»التغييريين» لدعم سكاف بوجهه. فالأرجح ألا يحصد العدد الذي يؤهله للفوز بعد المعلومات عن توجّه كتلة «التنمية والتحرير» للتصويت لبوصعب.

معركة المجلس تبدو في ظاهرها بين “القوات” والتغييريين و “الثنائي الشيعي” لكنها في العمق مسيحية بإمتياز

وكانت كتلة «التنمية والتحرير» أعلنت اثر اجتماعها برئاسة بري «انفتاحها واستعدادها للتعاون مع الجميع بما يخدم انقاذ لبنان واللبنانيين». كما اتخذت الكتلة «القرارات الملائمة حيال سائر البنود المدرجة على جدول اعمال الجلسة ومنها انتخاب نائب رئيس المجلس واميني السر والمفوضين الثلاثة».

وكان بري استقبل في عين التينة وفد «كتلة نواب عكار»، ضم: وليد البعريني، سجيع عطية، محمد سليمان وأحمد رستم، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات. وأكد البعريني التصويت للرئيس بري.

من هو مرشح رئاسة الحكومة؟

في سياق  آخر ومع اتضاح، صورة المشهد النيابي اليوم، تتجه الانظار وخلف الكواليس نحو اختيار رئيس جديد للحكومة.

وتقول مصادر نيابية لـ”جنوبية” ان هناك 3 مرشحين حتى الساعة وفي مقدمتهم نجيب ميقاتي ونواف سلام كما طرح عبد الرحمن البزري نفسه كمرشح حكومي.

وتشير المصادر الى ان “الثنائي الشيعي” ميال الى ميقاتي، بينما يعارض باسيل عودته، الا بحكومة سياسية يكون في عدادها ووزيراً للطاقة بينما يؤيد حزب “القوات” والتغييرييون نواف سلام.

وتلفت الى ان هذا الانقسام من شأنه ان يعقد المشهد الحكومي برمته، متوقعة ان يكون هناك تكليف بلا تأليف لفترة طويلة، هذا ان اتفق على  اسم اصلاً!     

السابق
بالفيديو.. علامة لـ«جنوبية»: تأمين الدولار عبر المصارف لن يستمر.. وهذا ما ينتظرنا!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلثاء في 31 أيار 2022