أزمة المياه تحاصر الجنوب..الصهريج بمليون ليرة!

انقطاع المياه

من الغازية ساحلا، إلى بنت جبيل والنبطية ومرجعيون وسواها، يعيش الجنوبيون، أسوأ أزمة مياه، ليس على صعيد اثمانها المتماشية مع ارتفاع الدولار فحسب، إنما أيضا شحها الكبير في فصل الصيف نظرا لزيادة الطلب عليها, حيث سجل سعر صهريج المياه سعه ٢٠ برميلا في بنت جبيل والقرى المحيطة، مليون ليرة، في حين تجاوزت الثلاثماية الف في مناطق ساحلية قرب صور.

ويبدو أن مشكلة المياه، في طريقها إلى مزيد من التأزم في ظل غياب التيار الكهربائي نهائيا، وارتفاع أسعار المازوت المشغلة لمولدات الكهرباء للابار الارتوازية، ما فرض على البلدات والقرى إدارة نفسها بنفسها ، والانطلاق نحو الطاقة البديلة (الطاقة الشمسية) التي يصل كلفتها في البلدات المرتفعة عن سطح البحر إلى حوالي مئة وخمسين الف دولار اميركي، بهدف استخراج المياه من آبارها المحلية، بعدما أصبحت تقطع الأمل شيئا فشيئا، من محطات المياه على مستوى الجنوب، بفعل مشكلة التغذية بالتيار الكهربائي.

مستشفى بنت جبيل الحكومي يشتري المياه بمبلغ يفوق المليون ليرة للصهريج الواحد نتيجة الحاجة الماسة للمياه بكثرة لتشغيل معدات غسل الكلى

وفي بنت جبيل مرجعيون، التي تنتظر جر المياه ، من الليطاني ( مشروع ال٨٠٠) المتعثر، بلغت أزمة المياه ذروتها ، فيما تسد برك تجميع المياه القديمة، بعض احتياجات المزارعين.

وتوضح مصادر في مستشفى بنت جبيل الحكومي ل “جنوبية” إلى المستشفى يضطر إلى شراء المياه بمبلغ يفوق المليون ليرة للصهريج الواحد، نتيجة الحاجة الماسة للمياه بكثرة ، لتشغيل معدات غسل الكلى لعشرات المرضى الذين يخضعون للعلاج في هذا المستشفى.

إقرأ أيضاً: الدولار «يتفلت من عقاله» برقم قياسي جديد..وتوقعات بوصوله إلى 50 ألفاً!

ويؤكد أحد أصحاب الصهاريج في المدينة، “أن مشكلة المياه في المنطقة متشعبة (، فبدل سعر الصهريج الذي يتم ابتياعه من الابار الخاصة، لا سيما في بلدتي عين أبل ودبل يتخطى الاربعماية الف ليرة، وكلفة نقله للمواطن توازي هذا المبلغ، بسبب جنون أسعار المازوت والبنزين”.

وعلى مقربة من بنت جبيل، فقد ناهز سعر صهريج المياه ال٨٠٠ الف ليرة، وليس متوفرا بسهولة، في حين أن المياه لا تصل إلى البلدة من مياه منطقة صور بالشكل المطلوب في الاحوال العادية.

ويقول رئيس بلدية رميش ميلاد العلم ل “جنوبية”، ان البئر الارتوازية في البلدة تحتاج إلى الف ليتر مازوت لتشغيله يوميا، وأن البلدية غير قادرة على تأمين بدلات المازوت، في ظل عدم حصول البلديات على أموالها من الصندوق البلدي المستقل”.

البلديات الجنوبية تجمع تبرعات من الاهالي والمغتربين لشراء تجهيزات على الطاقة الشمسية لتشغيل الابار الارتوازية

وقال”: أمامنا حاليا خيار واحد ، وهو بدء العمل بجمع تبرعات من الأهالي، لا سيما المقتدرين، لتركيب طاقة شمسية تبلغ كلفتها مئة وخمسين الف دولار، مضيفا “أن اللامركزية الإدارية تتحقق دون قوانين، بعدما أصبحت كل بلدة مسؤولة عن همومها.

والحال في منطقة النبطية يشبه أيضا بنت جبيل، وقد ناشد أهالي منطقة كفرجوز تزويد المنطقة بالمياه”.

وأكد الأهالي في بيان لهم ان كل المراجعات مع مصلحة المياه باءت بالفشل إلى الآن.

السابق
الدولار «يتفلت من عقاله» برقم قياسي جديد..وتوقعات بوصوله إلى 50 ألفاً!
التالي
خاص «جنوبية»: «إجراءات» للجم جنون الدولار..و مكافحة المتلاعبين!