لبنان المغترب ينتخب عن لبنان المقيم!

انتخابات المغتربين

إن مساحة الحرية التي يتمتع بها الصوت الاغترابي, وثقافة الحضارة والديمقراطية التي يعرفها, تسمح له بتسديد سهم انتخابي ضد السلطة وأحزابها في لبنان. فالصوت الاغترابي يمكنه أن يكون أول من يسحب الثقة في الصناديق من السلطة القائمة. ومؤشراته يمكنها أن تقود التصويت الداخلي في لبنان, بإعطائه نفساً من الشجاعة لكسر القيود الحزبية التقليدية، وتخطي أنانية كثافة اللوائح التغييرية، وذلك بحجب التصويت عن قوى السلطة لصالح لوائح الثورة والمعارضة مجتمعة ومتفرقة. 

يرتفع منسوب التغيير في المجلس النيابي المقبل، مع ارتفاع نسبة المشاركة الاغترابية في العملية الانتخابية. وبشكل موازٍ ينخفض مع انخفاضها. وأعين اللبنانيين تراقب مشاركة إخوتهم وأولادهم في الاغتراب، لتستمد منها شجاعة التغيير التي نشأت في ساحات 17 تشرين وتشتت مع تشتت اللوائح. 

إن منع التصويت الالكتروني عن المغتربين  حرمهم من مشاركة كثيفة، كان يمكنها أن تتفرد بالحسم على حساب تصويت الداخل المعرض، للترويض في قسم كبير منه!

أعين اللبنانيين تراقب مشاركة إخوتهم وأولادهم في الاغتراب، لتستمد منها شجاعة التغيير

إن غياب الرقابة الدولية الجدية على العملية الانتخابية، وتسليمها باعتبار السلطة وزعماء الطوائف والمذاهب وأحزابهم، أنهم الخصم والحكم، بالإضافة الى قانون الانتخاب الطائفي المنفذ بإشراف السلطة نفسها، مع إمكانية التلاعب بالنتائج لصالح هذه السلطة… كلها أمور تؤكد أن حجم التغيير في الواقع لن يكون معادلاً لحجمه في النفوس.. وعلى الرغم من ذلك، وإن كان التغيير الموعود، أياً يكن حجمه، غير قادر على بناء الدولة ودمج سلاح حزب الله في السلاح الشرعي، فمن الضرورة الافادة من كل الخطوات الممكنة لمحاولة إخراج لبنان من جهنم.

منع التصويت الالكتروني عن المغتربين  حرمهم من مشاركة كثيفة

إن قدر اللبنانيين المواجهة للتغيير في كل المعارك. وانتخابات المغتربين ستكون مؤثرة في العملية الانتخابية (وبخاصة في المستقبل)، بانتظار عملية التصويت الداخلي في 15 أيار المقبل. إن حماوة العملية الانتخابية في الخارج ستؤثر من دون شك، على حماوة العملية الانتخابية في الداخل اللبناني!

السابق
جنون مُفاجىء للدولار ليلاً.. كيف أقفل؟
التالي
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 06/05/2022