فغالي لـ«جنوبية»: كثافة إقتراع المغتربين محاولة جدية لهدم السلطة الحالية

الانتخابات النيابية
يبدو أن أصوات المغتربين ستكون "بيضة القبان"، في نتائح الانتخابات التي إنطلقت مرحلتها الاولى اليوم، هذا الاستنتاج مرده إلى نسبة الاقبال الجيدة بين صفوف المقترعين. و من المرجح أن تنتقل حماسة اليوم إلى المراحل الانتخابية المقبلة.

هل ستكون المرحلة الأولى من إقتراع المغتربين، التي جرت اليوم في 6 أيار في الدول العربية، هي “الصفعة الاولى” على وجه السلطة، وبداية هزّ عرشها الرابض على أنفاس اللبنانيين؟ سؤال يبدو مشروعا في ظل ما تنقله شاشات التلفاز عن الحماسة التي يبديها معظم المغتربين اللبنانيين في كافة الاقطار العربية، للإدلاء بأصواتهم طلبا للتغيير. وهذا يعني أن وقع إنتخابات المغتربين في العام 2022 سيكون مختلفا عن إنتخابات 2018، حيث كانت أحزاب السلطة تمسك بنسبة عالية بزمام المعركة الانتخابية في الخارج، وكانت أرقام المغتربين تعزز نتائجها في الوطن الام، أما اليوم ووفقا للطوابير أمام أقلام الاقتراع فهذا يعني أن قوى جديدة دخلت على خط مخاطبة المغتربين، وأن نسبة الاقتراع وكثافتها ستحمل مؤشرا عما ستكون عليه، المرحلتين اللاحقتين من الانتخابات أي في 8 و15 أيار المقبل.

بلغة الارقام يمكن التنبؤ بهذا التأثير، من خلال أعداد المغتربين المسجلين هذا العام و هو  225.114، ناخب وهو أعلى بنحو 3 أضعاف عما كان عليه في العام 2018 حيث بلغوا 92 ألف ناخب، كما أن نسبة المغتربين المسجلين يشكلون 25 بالمئة من إجمالي اللبنانيين المقيمين في الخارج، الذين يحق لهم الاقتراع وتُقدر أعدادهم بحوالي 970 ألفا بحسب الدولية للمعلومات .

هناك حماس قوي من الناخبين لإحداث تغيير في المشهد السياسي اللبناني

إذا إنطلقت اليوم العملية الانتخابية في الدول العربية التي تعتمد يوم الجمعة كيوم عطلة، وهي السعودية والكويت وقطر وسوريا وسلطنة عمان ومصر والبحرين والاردن والعراق وإيران، بإستثناء دولة الامارات التي تعتمد يوم الاحد يوم عطلة رسمية، وإنطلاقا من المجريات على شاشات التلفاز، يمكن تسجيل عدة ملاحظات بحسب الخبير الانتخابي كمال فغالي الذي يقول لـ”جنوبية”: “سير المرحلة الاولى من العملية الانتخابية هو جيد، وهناك حماس قوي من الناخبين لإحداث تغيير في المشهد السياسي اللبناني، وقد لفتني أن عددا من الناخبين أعلنوا  أنهم يصوتون للمرة الاولى بهدف التغيير، وهذا يعني أن هناك جو حماسي لتغيير الطبقة السياسية”.

يضيف:”إعلان أرقام الناخبين بشكل متواتر ، يمكن أن يشكل احد المؤشرات حول نسبة الاقتراع التي ستسجل آخر النهار الانتخابي، والصورة التي تنقلها شاشات التلفاز تُظهر أن هناك صفوفا طويلة من الناخبين، الذين ينتظرون دورهم للإقتراع وهذا الامر كان متوقعا بالنسبة لي”، مشيرا إلى أنه “في هذه الدورة الانتخابية عدد مراكز الاقتراع أكبر، والاهم أن المقترعين في الخارج هم أناس حقيقيون بمعنى أنهم أحياء يرزقون، وليس كالمقترعين  في لبنان، حيث يوجد على لوائح الشطب نحو 25 بالمئة أسماء لمقترعين متوفين، ولذلك أعتقد أن نسبة إقتراع المغتربين ستكون عالية”.

إقبال المغتربين في الجولة الاولى سيؤثر إيجابا على إنتخابات  8 و 15 أيار 

 يرى فغالي أن “هذا الاقبال الذي شهدناه في الجولة الاولى، سيؤثر على إنتخابات في مرحلتها الثانية أي يوم الاحد المقبل و في 15 أيار في لبنان، خصوصا في المناطق حيث لا تشتت للوائح المعارضة والتغيير كدائرتي الجنوب مثلا”، معتبرا أنه “في باقي المناطق حيث التشتت في اللوائح التغييرية وكثرتها، لن يؤدي إلى النتيجة التي يتوخاها المواطنون  الناقمون على السلطة ويريدون التغيير، والامثلة عديدة منها طرابلس مثلا حيث هناك 7 لوائح مما سيّضيع أصوات الناخبين بين هذه اللوائح “. 

ويختم:”أعتقد أن يوم الاحد المقبل سنشهد إقبالا من المغتربين للإقتراع وسنرى محاولات جدية لهدم المنظومة السياسية الحالية”.

السابق
بالصورة: المخالفات الانتخابية تابع.. شوكولا في قلم بالسعودية
التالي
المرشح وسيم غندور لـ«جنوبية»: نعمل باللحم الحي من أجل التغيير