مليون ليرة.. مليون «خيبة»!

الليرة اللبنانية

تشتد الأزمة المعيشية ولا تنفرج، لم تعد كلمة “اشتدّي يا أزمة تنفرجي” كافية لسد فجوات اليأس التي ترهق الشعب وتنخر لحمه وعظامه وتدمّر روحه، ووافية للمِّ همومه!
لا تحتاج الأزمة العاصِفة في البلاد الى شرح أو تفسير ، ذلك أن “الطّشت مليء بالغثيان”، وكل الناس ذاقت اللوعة والحرمان والجوع والطّفر والعذاب الكبير.أغلب الناس وقعت وانزلقت الى أسفل الحياة، حياة فقيرة وناقصة ومعتوهة بامتياز!

اقرا ايضا: لائحة «القرار الحر» في دائرة صور – الزهراني تنطلق.. هل تشفع لها «سيدة المنطرة» في مغدوشة؟!


الأزمة الخانقة التي تلف البلاد والعباد،ليست طارئة على الوطن وأهله، لكنها مستحكمة ومتحكمة بمفاصل الحياة، تخنق أفراد الشعب، لكل فردٍ “نصيبة” بالخنق وربما (الشنق!). الكل والأغلب مشنوق مُعلّق على حبل الحاجة والجوع وطبعاً، على حبل الفقر والتفقير والهلاك.
اذاً ، وأيضاً وحتماً، وليس ربما،بل طبعاً، وطبق الأصل، حياة المواطن اللبناني اليوم لا تساوي شيئاً، لا قيمة لها، واذا أحلناها الى معيار “التّسعيرة” وكم تساوي ثمناً، فلا مبالغة بالقول انها تساوي أبخس الأسعار!
بالأمس ، خرجتُ من بيتي وتوجّهتُ الى “السّوق” بهدف شراء بعض الحاجات والسلع والمواد الغذائية التموينية اليومية، ولأجل شراء تلك الحاجات،حشوتُ جيبتي بمبلغ مليون ليرة لبنانية.. وما أن ركبتُ سيارتي وانطلقت حتى ظهرت أولى المفاجآت غير السّارة طبعاً، السيارة تحتاج “للبنزين”، فقصدتُ محطة الوقود القريبة، ودفعت نصف المليون ليرة ثمنها، وأكملت طريقي باتجاه الهدف–السوق ، دخلتُ الى “السوبرماركت” للتبضّع ، وسرعان ما وجدتُ نفسي في دوامة أو متاهة ما بعدها متاهة، كسواي من القادمين لتجرّع “سموم” الاسعار والاحتكار والغلاء الفاحش.. الطوفان البشري داخل المتجر أذهلني بما بدا من طوفان ودوران وتلفّت وتفحّص وووو..يشبه الهيجان والغليان والتذمّر الصاخب.ونظرت في ذاتي وجيوبي وكذلك في أسعار السلع المعروضة، ففي جيبي ٥٠٠ ألف ليرة ، وسلعة واحدة يتجاوز سعرها ٣٠٠ألف ليرة،(كيلو لحمة أو كيلو جبنة مثلاً!). فكان علي استخدام الحكمة والصبر لتدبّر الأمر والخروج من المتجر ولو “بنتفٍ” من السلع المطلوبة، ففعلت ذلك،على وقع محاولة يائسة لبرمجة ٥٠٠ ألف ليرة على مجاراة أسعار خيالية.. وعليك ايها القارىء أن تشرد وتقع فيما وقعتُ فيه، وبما أصابني من تشتت وحيرة وحسرة وضرب وجمع وقسمة، ولا نتيجة حسابية ناجحة أو مقنعة..المستحيل، كان أبلغ النتائج!

السابق
حالة وفاة جديدة.. كم بلغ عدد اصابات كورونا اليوم؟
التالي
الدولار يقفل على انخفاض في السوق السوداء.. كم سجل؟