غرقت السلطة.. فمات الناس في طرابلس!

“إما يموت الزعماء وإما يموت الشعب. إما يرحل الزعماء وإما يرحل الشعب!” بهذه الكلمات اختصر أحد الناجين من مجزرة طرابلس البحرية سبب الهروب من “جهنم” على مركب الموت في طرابلس. فأهل طرابلس كما كل اللبنانيين أصبحوا ضحايا لطبقة سياسية فاسدة ومجرمة  “ليس هناك إمكانية للعيش مع ميشال عون ونجيب ميقاتي وسعد الحريري… في بلد واحد”! قالها أحد الناجين. لا حل سوى بالرحيل إما الى بلد آخر وإما الى العالم الآخر، فالمطلوب اليوم أن تتحمل السلطة مسؤوليتها. وأن تترجم ذلك باستقالتها، ويكون ذلك باستقالة الحكومة وباستقالة الرئيسين عون وبري، وهو ما لن يحدث مطلقاً! ولكن الرئيس ميقاتي ابن طرابلس يشبه في موقعه موقع الرئيس عمر كرامي عند اغتيال الشهيد رفيق الحريري.

استقالة ميقاتي باتت حتمية إذا ما أراد الرئيس النجيب تجنب تحمل وقع الكارثة منفرداً

استقالة الرئيس ميقاتي باتت حتمية إذا ما أراد الرئيس النجيب تجنب تحمل وقع الكارثة منفرداً!

في طرابلس غرقت الماء في البحر، وغرقت الكهرباء في العتمة، وغرق الرغيف في الجوع، وغرق الدواء في المرض، وغرق البنزين في طوابير الانتظار، وغرق الدولار والأسعار وأموال الناس في الإفلاس.

غرقت الوعود الكاذبة على مدى سنوات، كما غرقت الوعود الكاذبة بمستقبل أفضل

في بحر طرابلس، غرقت الدولة وغرقت السلطة. غرق رجالاتها وأحزابها. غرقت الوعود الكاذبة على مدى سنوات، كما غرقت الوعود الكاذبة بمستقبل أفضل. غرقت الأنانية التي تخطت الوطنية. غرقت الآمال والأحلام. طرابلس مدينة السلام تنزف من جديد! 

تقترب الفوضى في لبنان  بعد اقتراب الموجة الثورية الأولى من نهايتها في مساء 15 أيار المقبل. في زمن سبت النور الشرقي وقيامة المخلص ما يزال حجر القهر والذل، يقفل على قلوب الزعماء التي تحولت الى مقبرة لأحلام الشباب اللبناني والى مقبرة لآمالهم.

تُرفع الصلوات في الفصح الشرقي والغربي وفي رمضان… ولكن قيامة لبنان ليست على جدول أعمال الأنبياء والقديسين بعد! وللأسف فإن السيناريو هو أقرب الى سدوم وعمورة منه الى فيض النور ونور القيامة!

السابق
شهادات أهالي ضحايا «بابور الموت» تحمل الجيش مسؤولية الكارثة..«نواح سياسي» وتنكيس اعلام!
التالي
بالفيديو: «بابور الموت» يُفجّر الشارع الطرابلسي.. ومواجهات مع الجيش