ايام قليلة تفصل لبنان عن الاستحقاق النيابي في 15 ايار المقبل، حيث سيشهد هذا اليوم منافسة قوية بين اهل السلطة والمعارضة او ما يسمى بقوى التغيير، في السياق، كتب الناشط عادل طاهر عن المعركة في دائرة الجنوب الثالثة، وجاء في منشوره على “فيسبوك” التالي:
في الجنوب الثالثة كما في كل الدوائر، هناك متقاعدون حُكم عليهم بقضاء الفصل الاخير من حياتهم بالعوز. وموظفون، ربما دخلوا عن طريق الواسطة، لكن الانهيار اصابهم مع عائلاتهم بالصميم. هناك ايضاً المودعون الذي جرى ذلهُم على ابواب المصارف في الثلاث سنوات الاخيرة، والعمل جاري الان على تصفية مدخراتهم.
كل هؤلاء الناس من المفترض ان لهم ثأر عند المنظومة ويتحينون الفرصة للإنقضاض عليها. دعونا اذن نمنحهم الفرصة او نمتحن صدقهم بأسوأ الاحوال او كما يقال بالانكليزية to call their bluff.
من اسهل الاشياء لوم مرشح على لوائح المعارضة لأنه تفوه بكلمة لا تعجبنا هنا او التقاط جملة نافرة في بيان هناك. وربما كان لنا رأي بسير المعركة كلها، وأنا من هؤلاء. لكن فلنتذكر جميعاً اننا لم نكن يوماً راضين ١٠٠/١٠٠ عن كل الخيارات التي قمنا بها، ومع هذا قمنا بها.
هل قتالك يا رفيق في أخر عشر سنوات في حربنا العبثية كنت راضٍ عنه ١٠٠/١٠٠؟! هل كنت راضٍ بالتحالفات؟! اعرف ان الجواب كلا. ومع ذلك اكملت القتال لأنه برأيك لم يكن من خيار اخر.
تخيل اذن انه كان من الممكن ان تدفع حياتك ثمناً لمعركة لم تكن راضٍ عنها. وهناك من دفع هذا الثمن فعلاً!
لذلك سأذهب نهار ١٥ ايار لأنتخب لائحة المعارضة وانا غير راضٍ عنها تماماً، وسيذهب صوتي التفضيلي لمرشح غير راضٍ عنه ايضاً بكثير من الأشياء. ولعمري هذا هو التحدي وامتحان التفوق على الذات في المحطات المفصلية والتي لطالما مارسناها ونمارسها في حياتنا.
