رسالة من لقمان (18): سؤال شرعي؟!

لقمان سليم
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

[مولانا: لديَّ استفتاء شرعي] استغربتُ كلامه، لم يعتد أن يؤجَّه إليَّ أسئلةً شرعيَّة، كونه يعيش حياته بشكل خاص، لا يمارس أيّاً من الطقوس الدينيَّة التي اعتاد ممارستها مَنْ يصطلح على تسميتهم بـ “المتدينيين” وهم كذلك…!!
ثمّ أردف قائلاً: [أعرف أنَّك لن تكن معي صريحاً في إجابتك، أو ستكون إجابتك دبلوماسيّة أكثر مما ستكون إجابةً كافيةً وافيةً..

هل بتقديرك يا مولانا أنَّه يجوز تسمية تنظيم سياسي “باسم الله”؟؟ ألا يشكّل ذلك إساءة للذات الإلهيّة؟ أي شرعيَّة لهذه التسمية؟ وهل يجوز نسبة حزب سياسي لله؟ ولماذا لم أعد أسمع أنّ أحداً من رجال الدين قد أبدى رأيّاً حيال هذا الأمر؟].

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي
لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي

وتابع: [أنا لا أريد أن أكون أحرص منكم على الدين، ولستُ كذلك، لكن أشعر أنّ الاستغلال في الدين قد بلغ ذروته، حتى وصل لاستعمال اسم الله!!].

وحينما وجدني مجرد مستمع له قال: [في الثمانينات كان علماء الدين أكثر جرأةً منكم اليوم، حينذاك تعالت العديد من أصوات العلماء الذين قالوا بحرمة هذه التسمية، طبعاً كانوا علماء أطهار ومقدَّسين، ورحلوا اليوم؛ لكن أبناء جبل عامل يعرفونهم، ومَنْ لديه ذاكرة غير ملوثة يعرف ذلك تفصيليّاً] ثمَّ ختم: [كما لا زال هناك عالم مجتهد في جبل عامل يصرّح بحرمة استخدام اسم الله لصالح أي تنظيم سياسي].

لم يقف الأمر على أنني لم أجب لقمان؛ لكنني كنتُ بغاية الخجل كيف أننا لا نقوم بما يمليه علينا ضميرنا الشرعي، فلا يجوز استغلال اسم الله في أي شيء؛ ومن خلال هذه المحادثة تأكدت لديَّ الأسباب الحقيقية التي جعلت البعض يخرج من الدين، ويعطي موقفاً سلبياً منه، كما عرفتُ لماذا في كلّ تاريخ البشرية أنّه متى ما حصلت إدعاءات بالنطق باسم السماء والله، وكلَّما ازدادت المتاجرة بالأديان؛ كلَّما ازداد عدد الذين يخرجون من الدين، وعندها تزداد نسبة الإلحاد؛ وهذا بفعل أداء “المتدينيين”.

السابق
المرشح «المزارع» عن دائرة بنت جبيل خليل ديب لـ«جنوبية»: الانتخابات محطة نضالية لمواجهة الفساد والميليشيات
التالي
خاص «جنوبية»: فضيحة «البند السابع» في ملف المرفأ..«قاض رديف مضارب» وجريمة بلا مجرمين!