قاسم قصير لـ«جنوبية»: العلامة الأمين داعية حوار على المستوى اللبناني والعربي والإسلامي

قاسم قصير
يقرأ الكاتب السياسي قاسم قصير مسيرة العلامة الراحل السيد محمد حسن الأمين بلغة العارف بكل محطات حياته، أي العلامة الانسان الذي كانت له صولات وجولات في مختلف الميادين الدينية والادبية والاجتماعية والسياسية اللبنانية والعربية.

ويرسم قصير مشهدية لأبرز القضايا التي تصدى لها السيد الأمين، وإلى جوانب شخصيته التي جعلت منه مرجعية ليس فقط على الصعيد الديني، بل أيضا على الصعيد الوطني والثقافي العربي والاسلامي.

يصف قصير شخصية العلامة السيد محمد حسن الامين “بالمميزة”، ويشرح ل”جنوبية” “أن هذا التميز ظهر سواء من خلال وعيه للمخاطر التي كانت يواجهها لبنان والمنطقة، أو من خلال رؤيته المتجددة على صعيد الفكر الاسلامي، أو من خلال شخصيته التي تجمع الجانب الديني والادبي والاجتماعي والحواري”، لافتا إلى أنه “كان شخصية جامعة خصوصا عندما كان في مدينة صيدا، حيث كان منزله ملتقى القوى الوطنية والاسلامية، ولعب دورا كبيرا في دعم المقاومة الفلسطينية والوطنية و الاسلامية”.

كان الامين شخصية جامعة ولعب دورا كبيرا في دعم المقاومة الفلسطينية والوطنية و الاسلامية

يضيف:”السيد محمد حسن الامين كانت تربطه بالعديد من الشخصيات العربية والاسلامية، علاقات وثيقة، وكان من المؤسسين للمؤتمر القومي العربي والاسلامي”، مشيرا إلى أنه “كان داعيا للحوار سواء على المستوى اللبناني أو العربي والاسلامي، إضافة إلى دوره الاجتماعي من خلال ترؤسه للمحكمة الشرعية في صيدا، أو من خلال ما كان يقوم به من عمل إجتماعي، أو بعد توليه صفة المستشار في المحكمة الشرعية في بيروت”.

يتابع:”السيد محمد حسن الامين كان شخصية أدبية تربطه مع الادباء والمثقفين علاقات مميزة، وحوّل منزله في بيروت إلى ملتقى لهم، من خلال ملتقى الثلاثاء الثقافي الذي إستمر لسنوات طويلة، بعد توقف الحرب الاهلية وإمتد إلى أواخر التسعينات”، لافتا إلى “أنه كان يتمتع بشخصية قادرة على التفاعل مع أي رؤية تجديدية في الفكر العربي والاسلامي، وبذائقة أدبية وشعرية التي تميز بها عبر قصائده التي كان يطلقها في المهرجانات المختلفة”.

إقرأ أيضاً: منيف فرج: سيدي محمد حسن الامين.. امثالك لا يموتون!

يقول القصير ان “العلامة الامين كان شخصا يرحب، بكل من يتعاون معه على المستوى الادبي والإجتماعي والثقافي، ومنزله كان عامرا بالشخصيات التي تستطيع أن تتحاور وتتعاون مع الجميع، سواء على مستوى الحوار اللبناني- اللبناني أو على مستوى الحوار العربي والاسلامي او التحديات فيها”، معتبرا أن “هذا النموذج من الشخصيات نفتقدها اليوم كما إفتقدنا السيد هاني فحص والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين والامام موسى الصدر، وغيرهم من الشخصيات التي كان لها دور في التأسيس لتجديد الفكر الديني، وإقامة نوع من العلاقات على المستوى الحواري في لبنان والمنطقة”.

نفتقد العلامة الامين كما إفتقدنا السيد هاني فحص والسيد فضل الله والشيخ شمس الدين والامام الصدر

ويأمل أن “تستكمل هذه المسيرة من خلال شخصيات أو مؤسسات تتولى إكمال هذا العمل الحواري والجامع في لبنان والمنطقة العربية”. ويختم: “تحية لروحه ولكل من يتابع هذه المسيرة”.

السابق
أنطوان حداد لـ«جنوبية»: نفتقد حضور العلامة الأمين المُشّع في زمن الشدائد
التالي
قاسم القادري لـ«جنوبية»: السيد الأمين رجل العقل والإيمان والمنطق والحكمة