ذات ليلة من ليالي الشهر المبارك

السيد محمد حسن الامين

كان علينا أن ننتظر رحيلك كي ننتبه

إلى حجم الفراغ من داخل محنة الخطاب

الديني المتوغل في قلب الفراغ وقد انفتح

في شهر التدبر والتفكير على مصراعيه

فامتلأ بثرثرة الغلو والخرافة وأدار ظهره

لأحزان المفجوعين بأوطانهم

اقرأ أيضاً: الشعر هو الحب الممزوج بمتعة الدهشة والمفاجأة

وبعدك يا أبا علي

ما أصعب الفراغ بلا ضوء

وما أبشع هذا الفراغ حين يمشي على

حبال الهرطقة والشعوذة باسم الدين ..!

ولَم يكن خوفي من الفراغ بل من مساكنه

المعتمة التي طالما أوجعت عيونك

في ليالي بيروت الحزينة إلى حد القلق

من السقوط الذي انتهى بأمتنا إلى

كراهية النور

من ذَا يصدق أنّ الواقع العربي يكره

النور بجميع ألفاظه الحسنى

ولَم يكن ثمة ما يقال عن هزيمتنا الحضارية

إلاّ أننا فقدنا الرؤية وفقدنا العقل الذي

غاب فاستبدت بِنَا الفتن

واستبدت بِنَا الشعارات والشكائم التي

تلجم العقل وتلجم النقد وتؤدي بِنَا دائماً

إلى طريق مسدود

وبعض العزاء أن صوتك كما صوت العلماء العلماء سوف يخترق الفراغ

ويضيئنا نحن الأمة المحاصرة بليل العتمة

والفراغ……

السابق
مصارف لبنانية تقاضي الدولة عن «الخطأ الجسيم» للقاضية عون
التالي
تجارة الـ«كبتاغون» تتجاوز 5 مليارات دولار في 2021