الجيش الروسي «يعترف» بفشله.. هل يكتفي بوتين بالقرم وبحر آزوف؟!

اوكرانيا روسيا
في الاسبوع السابع من الغزو الروسي لاوكرانيا، تشير كل الاخبار و التحليلات، الى فشل روسي في تحقيق الهدف الرئيسي وهو السيطرة على كييف والتخلص من نظام الرئيس زيلينسكي المدعوم من الغرب.

بقيت خرائط تقدم الجيش الروسي في الاسابيع الاخيرة على حالها، ناهيك عن صور و فيديوهات لارتال مدرعاته المدمرة في اوكرانيا، بفعل الصواريخ الذكية المضادة للدروع التي حصل عليها الجيش الاوكراني، من أميركا وبريطانيا تحديدا، اضافة لعدم جاهزية افراد الجيش الروسي لهذه الحرب، و قلة خبرة ضباط جيشه لخوض حرب برية واسعة كهذه، اضافة لمعاناة قطاعاته الغازية من الناحية اللوجستية لامداد الآليات بالوقود، و حتى الغذاء وهذا ما سبب خسارات كبيرة للجيش الروسي في الأرواح والمعدات. 

فشل جوّي 

اضافة للفشل البري الروسي، كان هناك فشل كبير لسلاحه الجوّي في فرض سيطرته الجوية على سماء اوكرانيا واسلوب عمله، ويمكن ملاحظة الفشل العسكري الروسي جواً، بتكتيك القصف من ارتفاع منخفض، وبإستخدام احدث الطائرات الروسية (سوخوي Su-34 و التي استخدمت في الاسبوعين الاولين للقصف من ارتفاع منخفض ما ادى لخسارة 2-4 طائرات و قد توقف الروس عن استخدامها بهذا الاسلوب)، فلم يستطع سلاح الجو الروسي، العمل بحرية في سماء اوكرانيا على الارتفاعات المتوسطة والعالية وتعرض لعدة خسارات بهذا الاسلوب ايضاً، لذلك فإن معظم القصف الروسي للعمق الاوكراني كان يتم بصواريخ جوالة وصواريخ بالستية، و بقيت المروحيات الهجومية و طائرات سوخوي Su-25 القديمة هي الداعم الاول للقوات البرية من ارتفاعات منخفضة مع مخاطرة كبيرة ان تتعرض لخسارات بهكذا اسلوب عمل. 

لم يستطع سلاح الجو الروسي العمل بحرية في سماء اوكرانيا على الارتفاعات المتوسطة للعالية و تعرض لعدة خسارات 

 وفيما أثبتت الطائرات المسيرة الحديثة،  فعاليتها في الحروب الاخيرة التي خيضت في جورجيا وسوريا، من قبل الأذريين والأتراك والاسرائيليين، دون ذكر الترسانة الاميركية منها التي تستخدمها في الاغتيالات البعيدة المدى، فإن سلاح الجو الروسي افتقر الى مسيرات حديثة و درونات انتحارية، رغم استخدام محدود جداً لها، وبعضها كان استخدامها فاشلا. 

ونتيجة لتوالي الفشل العسكري، ومع تكبدهم لخسائر فادحة غير متوقعة، يبدو ان الروس تحولوا كما اشارت التقديرات الغربية قبل اسبوعين، عن هدفهم باحتلال العاصمة الاوكرانية والمدن الكبرى، الى هدف متواضع وهو السيطرة على شرق اوكرانيا فقط، والتقديرات تشير فعلاً الى تخلي الروس عن كل من محور كييف وشيرنيهيف، و حتى تخليهم عن السيطرة على خاركيف، والاكتفاء بالسيطرة على شرق اوكرانيا وعلى سواحل بحر آزوف، وبمساعدة الروس في اقليمي دونباس لـ “تحرير” اراضيهم.

انسحاب عسكري وسياسي 

وينفذ الجيش الروسي منذ اسبوع، انـسـحابا مـنـظـما من محيط العاصمة  كييف، ويتوقع ان يشمل في الايام المقبلة جميع المناطق، داخل الدائرة الزرقاء في الخريطة المرفقة، هذا الانسحاب يترافق مع هجمات اوكرانية على المواقع المتمركزة و على الارتال المنسحبة. 

لكن السؤال، ما الذي سيحققه الروس سياسياً من سيطرتهم على اقليمي دونباس في المفاوضات الجارية، و هل سينهي وصول المفاوضات لاتفاق، العقوبات الغربية على موسكو؟

يسجل لبوتين قدرته على التراجع بعد وضوح خطأ قراره بالحرب 

و يسجل لبوتين قدرته على التراجع بعد وضوح خطأ قراره بالحرب، في حين ان دكتاتوريات اخرى استمرت بالعناد بصوابية قراراتها الخاطئة، فأدخلت دولها في حروب انهت وجودها كدول. 

ويقول احد المواقع الالكترونية المختصة بالشأن العسكري، الذي نقل عن عسكريين اميركيين تفاجؤهم بالتكتيكات الروسية القديمة في الميدان الاوكراني، وتنظيمه العامودي التقليدي الذي ما زال ساريا منذ الحرب العالمية الثانية، فيشرح ان الجيش الروسي اثبت في هذه الحرب انه بدون الاسلحة النووية الاستراتيجية، هو جيش تقليدي قديم ومترهّل، ويحتاج لأسلحة ذكية يفتقدها بشكل كبير. 

وبالنهاية، فان اعلان موسكو عن تراجع اهدافها في اوكرانيا، وحصره بالسيطرة على اقليمي دونباس، يؤشر الى عودة القادة العسكريين الروس للواقعية، بتقدير  قدرات جيشهم الحقيقية، اثر العراقيل  والصعوبات العسكرية التي واجهتهم، ومنعتهم من  التقدم بسبب تكبدهم خسائر فادحة، والاهم أيضا التقدير الواقعي لقدرات القوات الاوكرانية بعيداً عن وهم النصر السريع.

السابق
لا PCR في المطار؟
التالي
أرقام منخفضة بوفيات كورونا.. والإصابات فوق الـ٢٠٠