رسالة من لقمان (١٠): هل تصدق أنَّهم «أعدموني»؟

ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

تابع لقمان محادثته موجِّهاً لي سؤالاً استنكارياً وليس استفهامياً: [هل بتقديرك يا مولانا أنَّهم أعدموني الحياة؟! هل ما جرى – فيما عُرِف بواقعة العدوسيّة – هو دليل قوَّة للجهة المنفّذة؟!].

هذا سؤال طرحه عليَّ “لقمان”، وبالرغم من يقيني بأنّه لم يمت، وأن أخصامه الأوغاد هم “الموتى”، هم الذين يحبّون الموت والقتل والإجرام والإرهاب.. بخلاف لقمان الساعي إلى بث مفاهيم الحياة والحيويّة في مجتمع ميت بكلّ المعايير.

مع ذلك أخذتُ أتفكر في سؤاله، كما كنتُ أتأمَّل دائماً في كلامه، وكلامه عموماً يحتاج لتأمّل كي يفهم المرء أبعاده ومراميه..

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي

ففي الواقع؛ وجواباً عن سؤاله: الاقدام على قتل الأجساد هو دليل ضعف، دليل على انحدار المستوى، بل إنَّه دليل على إفلاس مطبق. وأمَّا الاعدام فهو حصل للجسد من دون الفكر، للمادّة من دون الروح..

ثمَّ تابع لقمان: [يا مولانا: يعجبني بك كرهك للسلاح، في الوقت الذي كان أبناء صنفك يقبلون على اقتناء السلاح وحمله؛ لكني كنتُ ألاحظ أنك لا تكترث لهذه الأمور.. كذلك كنتُ أستغرب كيف يعمد رجال الدين لحمل السلاح؟ ألا يفترض بهم أن يكونوا دعاة حبّ وسلام وطمأنينة؟

مولانا: السلاح يقتل حامله، ولو قام صاحب السلاح بقتل سواه؛ لكنّه بالعمق هو يقتل نفسه، يقضي على إنسانيته، يضرب الرحمة التي يفترض أن تلازم الكائن الإنساني، بل إنَّ استخدام السلاح واللجوء للعنف يجعل الكائن الإنساني ينسحب من الدوحة البشريَّة إلى الحظيرة الحيوانيّة، حيث إنّه تتلاشى المقوّمات الشخصيَّة الروحيَّة الجوهريّة للكائن الإنساني، إذ ذاك يتحوّل ليكون قلبه وحشياً وقالبه بشرياً].

لقمان سليم الشيح محمد علي الحاج العاملي

عدد لقمان مساؤئ السلاح وحملته الذين يستقوون على نظرائهم بطرق مبتذلة، واعتبر أنَّ الذي ينقص العالم هو “الأخلاق” و”الإنسانيَّة” وليس وسائل العنف والاجرام، وختم لقمان قائلاً: [في الحقيقة يا مولانا أنَّهم أعدموا أنفسهم ولم يعدموني؛ وستثبت الأيَّام القادمة صدق مقولتي].

يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ

السابق
هبوط كبير بعداد الاصابات والوفيات بكورونا.. كم سجّل نهاية الأسبوع؟
التالي
انخفاض طفيف للدولار مساءً.. كيف أقفل؟