«القرض الحسن» يفتح «طاقة» جديدة للإستثمار بأموال الفقراء.. وأوجاعهم!

القرض الحسن

  ما زالت مؤسسة “حزب الله” المالية، المسماة ب”القرض الحسن” تتحف اللبنانيين في كل يوم بمشاريعها الاستثمارية، والتي هي في واقع الأمر مؤسسة تستثمر بأموال الناس، وتخوض في المشاريع الربحية الكبرى من وراء الستار، وعلى طريقة القروض بصفر فائدة، التي كان مصرف لبنان المركزي يهبها للسياسيين اللبنانيين  ومن كل الألوان والأشكال، في الطبقة الحاكمة في السلطة اللبنانية الحالية  

البخل الايراني 

       أتت تجربة المازوت الإيراني، الذي عمد حزب الله لبيعه بالليرة اللبنانية، ليقوم بتجميع مبالغ ضخمة من الليرات اللبنانية في بنكه المركزي الموسوم بالقرض الحسن، ليعاود ويشتري الدولارات من رواتب ومخصصات عناصره بهذه المبالغ من العملة الوطنية، وليحافظ بذلك على مخزونه من الدولار والليرة اللبنانية في آن معاً، رغم كون المازوت الإيراني كانت تقدمه إيران للحزب من دون سعره الحقيقي، من باب الدعم لبيئة محور المقاومة والممانعة، فتساءل الناس: لماذا لم تعمد ايران الى توزيع المازوت مجانا على كل اللبنانيين، بدل توزيعة “بالقطارة” على بيئة حزب الله؟! وقد كان الاجدى ان تقف مع لبنان في ازمته، وتزوده بالمحروقات مجانا وليس بالتنازل عن ارباح بواخر المازوت الاربعة وباخرتي البنزين فقط لاغير! وهي الدولة الكبيرة المنتجة لملايين براميل النفط يوميا!! 

لماذا لم تعمد ايران الى توزيع المازوت مجانا على كل اللبنانيين بدل توزيعة “بالقطارة” على بيئة حزب الله؟! 

القرض الحسن والطاقة الشمسية 

   ويأتي اليوم القرض الحسن ليستثمر بأوجاع الناس، عبر مشروع الطاقة البديلة بعد إخفاق خطط الكهرباء المتتالية التي قدمها حلفاؤه في الحكومة اللبنانية، وجديد ذلك طرحه قروضاً بالدولار الأمريكي وليس بالليرة، لشراء معدات الطاقة الشمسية للمباني السكنية والمؤسسات، مستغلاً ظروف فلتان الدولار وتحليقه في السوق اللبنانية، وليرهن مالية الأهالي لمصرفه المركزي الخاص وللمدى البعيد، بعد توقعات ارتفاع العملة الصعبة لأرقام قياسية في قادم الأيام!  

قروض الطاقة الشمسية بعملة الدولار وليس بالعملة الوطنية

     وفي تفاصيل ذلك أطلق القرض الحسن مشروع الطاقة الشمسية  ليوافر قروضاً بقيمة 5000 دولار أمريكي للأفراد، و35 الف دولار أمريكي للبلديات، على أن تتم عملية تقسيط المبلغ في غضون ستين شهراً، دون تأمين حماية من تقلبات سوق الدولار واحتمالات ارتفاعه  في قابل الأيام لأرقام قياسية جديدة، في ظل الحديث عن تأسيبس شركات استيراد معدات الطاقة الشمسية، يمولها الحزب ويديرها ويستثمر فيها ليكون الربح بذلك مضاعفاً وعلى الحدّين والجهتين! 

    فأين خدمة البيئة المقاومة من هذا النهج المصلحي بامتياز؟ وأين احتضان أشرف الناس في زمن الأزمات وتفاقم المشكلات المعيشية والاقتصادية والنقدية؟ ومتى يكون حزب الله مضحياً بصدق وواقعية، ليرد جزءاً من الجميل لقاء ما بذله الناس، في سبيل الدفاع عن مشاريعه ورموزه ومخططاته الداخلية والخارجية؟ فهل هكذا يكون الاستثمار الحسن بالقرض الحسن وبأوجاع الناس، في زمن الشدائد والجوع والفقر والعوز؟

السابق
بعدسة «جنوبية»: مواكب «مرحبا يا رمضان» تجوب.. بلا زينة وفوانيس!
التالي
هذه مواعيد دفع رسوم السير لعام 2022