«أيار التيار».. من يحاسب؟!

انتخابات 2022 اقتراع صندوق

بنى التيار الوطني الحر حيثيته على الديماغوجية، التي أبدع العماد ميشال عون في ممارستها، مستفيداً من ظروف سيئة لرفع شعارات رنانة أدخلته دائماً إلى قلوب الكثيرين من الباب العريض. خطأ العماد عون مذ كان رئيساً للحكومة الإنتقالية، أنه في كل مرة كان يحاول تنفيذ تلك الشعارات لتدعيم سلطته، كان يزيد تلك الظروف سوءاً، حتى ارتبطت أحلك الأحوال التي مرّت على لبنان واللبنانيين، بوجوده في مركز القرار.

السلطة التي امتلكها “حزب الله” بسلاحه لم تُضاهِ قوة التيار في السلطة الذي أبدع في استثمار صداقاته وعداواته لتعزيز مكاسبه

لا نكتب بهدف التنكيل بالعهد والتيار الوطني الحر، المثخن بجراح “شغل يديه” فهذه الجماعة حصدت من السلطة ما لم تكسبه أي من القوى السياسية عبر التاريخين القديم والحديث للبنان، وحتى السلطة التي امتلكها “حزب الله” بسلاحه لم تُضاهِ قوة التيار في السلطة الذي أبدع في استثمار صداقاته وعداواته لتعزيز مكاسبه حتى التخمة، ولكن، ووفقاً لقاعدة معكوسة في العمل السياسي، كلما زادت سلطته تقلّصت شعبيته والعكس صحيح وذلك نتيجة سوء إدارة وعجز عن ترجمة نجاحاته في نيل المناصب إلى نجاح في تحقيق طموحات اللبنانيين وبدل التخفيف من معاناتهم زاد في طين آلامهم بلّة.

أي إنسان عاقل لا يجد حاجة للحديث، عن إخفاقات التيار في إطار خوض الإنتخابات النيابية للدلالة على وجوب محاسبة، من أخفق في تحقيق وعوده، حتى لا نقول أكثر من ذلك، فالإخفاق وحده كفيل بإسقاط هذه المنظومة التي يتربع التيار على قمة مسؤوليتها السياسية، ولطالما اشتهر الشعب اللبناني، بقدرته على مواجهة الأخطار والأطماع الآتية من خارج الحدود، ولكنه عجز حتى الآن، عن مواجهة ومحاسبة من أمعنوا، في أحواله سوءاً وتردّياً غير مسبوق، ويفوق ارتكابات وانتهاكات الإحتلالات، مترافقاً مع وقاحة غير معهودة، في تبرير وتبرئة التيار لنفسه من مآسي هذا الشعب.

أيار التيار، لا ينبغي أن يكون أقل من جردة حساب، لوضع العلامات على الأداء الفعلي

أيار التيار، لا ينبغي أن يكون أقل من جردة حساب، لوضع العلامات على الأداء الفعلي ونتاجه لا على الشعارات، لا يوجد بلد في العالم، قادر على احتمال هذه الشعبوية مرة واحدة، التي احتملها لبنان مرتين خلال ثلاثة عقود، هذه المواجهة لا يمكن أن تكون مسؤولية طرف واحد، ومطلوب من الشعب اللبناني القابع بين حضيض الدولة وحديد الدويلة، أن ينتفض ويثور ويغضب، ويدمّر هذه المنظومة الفاسدة في صناديق الإقتراع الشفافة، من أجل إعادة تكوين السلطة الشفافة، سبيله الوحيد لوقف الإنهيار أولاً،والبدء بمسيرة النهوض الشاقة ثانياً، وهذا يتطلب شجاعة يمتلكها اللبناني، إذا شاء فهو قادر.

السابق
مع قفزة الدولار عن الـ٢٤ الفاً.. كم سجّل دولار «صيرفة؟
التالي
ائتلاف «سهلنا والجبل» في البقاع الغربي.. إلى حاصلين أواكثر!