رسالة من لقمان (٣): أنتظركَ لا تتأخر.. عِنَّا شغل كتير

ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

لقمان: [غريب يا مولانا؛ لماذا كلّ هذا الحزن الذي اعترى الاصدقاء عليَّ! اطمأنوا، أنا بخير، هنا دار “الحق”، هنا لا يوجد ظلم، ولا سلاح، ولا إرهاب، هذا المكان الذي أنا فيه يشبهنا يا مولانا، كلّه نظام وعدالة.. أنتظرُكَ، ألمْ تتأخر؟!].
تابع: [بصراحة يا مولانا أنا قلق عليك في ذلك الكوكب الذي يعج بتلك الوحوش، لا تتأخر، مكانك هنا].

فأجبتُه مباشرةً: [أستاذ لقمان: أشعر أنّه ما زال لديَّ بعض الأشغال الضرورية التي ينبغي عليَّ إنجازها، سأحاول إنجاز ما يمكن منها بسرعة، ثمّ أوافيك.. وإن كنتُ لا أتوقع أن”المسافة” الزمنيّة بيننا طويلة، إن شاء الله نراك قريباً، اشتقتُ لك].

[ألو، ألو، مولانا: نسيت أتشكرك على عواطفك اتجاهي في ١١ شباط، يعطيك العافية، لكن بصراحة، آن لك يا مولانا أن تدرك أبعاد “دع الموتى يدفنون موتاهم”.

مولانا: رجاءً “عنّا شغل كتير”، “عنّا شغل كتير” كررها مراراً عليَّ، لا داعي للبكاء، ليس الوقت لتضييع البوصلة].

إقرأ أيضاً: رسالة من لقمان (٢): لا لمضيعة الوقت

وهكذا أصرَّ عليَّ “لقمان سليم” أن أجهّز نفسي للعمل، حيث إنّ ١١ شباط كانت بالنسبة لنا “ذكرى اسبوع لقمان” لكن بالنسبة له كانت محطةً ينبغي استثمارها في التوعية.
بعد ذلك دار حوار بيننا، استغرب كيف أننا نبكي عليه، قائلاً: [ليش، شو في هون يا مولانا غير العدل والحرية، أنتم في دار لا يوجد فيها معايير، ولدينا النظام والإنصاف، في عالمكم المكانة للقوي، وفي عالمنا المكانة للعباقرة والخلَّاقين.. غريب أمركم كيف تبكون عليَّ؛ بدل أن تبكوا على أنفسكم؟!].

وهكذا، صرّح لي عن حزنه علينا، وعلى وجودنا في مكان “دانٍ” من هذا العالم؛ حتى كاد أن يثني على “قاتله” الذي خلّصه من هذا المستنقع القذر، من تلك “الدار” الفانية التي تعج بالوحوش البشريّة.

السابق
في مأتمٍ مهيب.. بلدة أنصار تودّع الأم باسمة وبناتها الثلاث
التالي
سلاح «حزب الله» يُصوّب على صدور مزارعي زبقين.. وتوترات تعصف المنطقة!