الانتخابات اقتربت والوقت يضيق.. لا يحق للمعارضة التصرف كهواة في مواجهة صعبة!

الانتخابات النيابية

مع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي، كتب الناشط السياسي الجنوبي في ثورة 17 تشرين محمد فران عبر صفحته على “الفيسبوك” التالي:

عندما يتحدث الناس عن الانتخابات النيابية في دائرة انتخابية ما فإن اول تساؤل يستوضحه المرء هو عدد الحاصل الانتخابي في الدائرة، ويتبعه بسؤال متصل عن عدد الأصوات التي نالتها اللائحة المعارضة في الانتخابات الماضية. وبناء على الاجوبة المقدمة يرتفع مؤشر التفاؤل او التشاؤم لتخوض المعارضة معركتها الانتخابية بهمة ونشاط،او بيأس واحباط.
عدد الأصوات التي تنالها المعارضة ليس موضوع ثانوي او هامشي. عدد الأصوات مسألة مهمة اليوم وغدا وحتى في الانتخابات القادمة. وللحصول على أرقام مرتفعة ناهيك عن التمكن من الخرق لا بد من تجميع ما أمكن من المتضررين من ألطغمة الحاكمة. والمتضررون قد يكونوا عائلات سياسية تقليدية او مستقلين لهم حيثياتهم وطموحهم الشخصي، او لهم موقعهم الاجتماعي المميز. ومع اننا توافقنا على هذه الوجهة من البداية، الا ان مجريات الأمور تنحرف شيئا فشيئا عن هذه الوجهة لتصبح اللائحة المعارضة عبارة عن مرشحين يغرفون من ذات النبع ويتواصلون مع ذات الجمهور. فمن الخطأ أن يكون بين المرشحين أفراد لا يعرفهم احد سوى جمهور الانتفاضة ، وليس لهم داعمين حتى في قراهم او حتى ضمن عائلاتهم. ومن الخطأ أيضا أن يكون لأي جهة اكثر من مرشح في دائرة محددة، لأن ذلك يؤشر إلى قصور في فهم طبيعة الصراع وتفريط بقوة لها تأثيرها الانتخابي من أجل حل مشاكل داخلية واسترضاء تكتل ما. ليس هناك أسوأ من اللذين يصرون على المضي في ترشحهم وهم يعلمون جيدا هشاشة وضعهم وضعف تمثيلهم. التعفف عن التحالف مع من لا يشبهنا مائة بالمائة بحجة الحفاظ على ( نظافة) سمعتنا تنم عن نقص في الثقة في النفس وجهل بالتمييز بين التحالف الانتخابي والتحالف السياسي والانتماء الحزبي. في المعارك الانتخابية،فإن نفوذ المرشح وعدد الاصوات التي يمكن أن يضيفها وحجم المساهمة في الماكينة الانتخابية والمساهمة المالية هي عوامل تؤخذ بالحسبان ، إضافة إلى السمعة والخطاب السياسي. تجنب وجود اكثر من لائحة معارضة واحدة يتطلب تنازلات لا يقدم عليها الا الحريصين على المصلحة العامة وليس على حب البروز بأي ثمن. بإمكان الجميع بذل جهودهم وتقديم ما عندهم دون أن يكون لهم مرشحين.
منتدى صور الثقافي على سبيل المثال يبذل ما بوسعه ليكون للدائرة الثانية في الجنوب لائحة واحدة بمواجهة لائحة السلطة دون أن يكون له مرشح خاص.فنجاح اللائحة في الخرق او في الحصول على عدد أصوات مرتفع يعتبره انتصارا له، وكذلك الأمر فعلت اطراف أخرى. فلينسحب الاضعف من لائحتنا لصالح الاقوى من لائحة معارضة اخرى، فالوقت يضيق ولا يحق لنا التصرف كهواة في مواجهة صعبة سندفع جميعا ثمنا لطموحات غير مشروعة للبعض منا.
احيانا أشعر أن البعض يخاف من الربح اكثر من خوفه من الفشل، ارجو ان اكون مخطئا”.

السابق
«ذوو الإحتياجات» متروكون لمصيرهم.. قلب تالا «يعتصر» وينتظر أصحاب «القلوب البيضاء» ووالدها يناشد عبر «جنوبية»: إنقذوا طفلتي!
التالي
كيف اقفل دولار السوق السوداء مساء اليوم؟