بري بعد نصرالله لا يقيم للعائلات وزناً: بنت جبيل نموذجاً؟

النائب علي بزي

ماذا يدور وراء ستارة الترشيحات لخوض السباق الانتخابي في 15 أيار المقبل على مستوى الثنائي الشيعي، الذي يفضّل ان تطلق عليه تسمية “الثنائي الوطني”؟

ما هو معلن حتى الان، أن الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله حسم بنفسه أمر الترشيحات، فاذاع بنفسه أسماء مرشحي الحزب ال 13، في خطوة بدت إستثنائية ، مقارنة بمراحل سابقة كانت شأن يتولاه سواه، كحال الانتخابات عام 2018 التي كان موكلا بها نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم.

بدوره ، بادر امس رئيس حركة “أمل” الرئيس نبيه بري، بصورة غير مباشرة ، الى الإعلان عبر صحيفة ” الشرق الأوسط”، الى إذاعة مرشحي الحركة ال 17، وبينهم من هو غير حركي وينتمون الى طوائف أخرى غير الطائفة الشيعية.

اقرأ أيضاً: من يريد تأجيل الانتخابات وكيف؟

ربما كان موضوع ترشيحات الثنائي في انتخابات 2022 ليمرّ مرور الكرام، لولا ظهور إحتجاجات ما زالت في بدايتها ضمن ما يسمى “البيئة الحاضنة”، على تبديلات ظهرت في الترشيحات على ضفتيّ الحزب والحركة . وقد حصلت “النهار” على معلومات تتصل بهذه الاحتجاجات، يمكن ان تتبلور أكثر فأكثر في الأسابيع التي تفصلنا عن منتصف أيار المقبل.

في هذه المعلومات، ان مرشح الحزب عن  دائرة البقاع ـ زحلة: رامي أبو حمدان، الذي أذاع إسمه نصرالله، وهو بديل عن نائب الحزب حاليا في هذه الدائرة أنور جمعة، لم يأت في سياق الاخذ بالاعتبار ما تختاره عائلة أبو حمدان نفسها، وهو أمر سيؤدي ، كما حصل مع النائب جمعة في انتخابات عام 2018، ليصل بفضل “التكليف الشرعي” وليس بأرادة العائلات. وفي هذا السياق، تقول أوساط بارزة في المعارضة الشيعية للثنائي في البقاع، أن هناك تغييرات كثيرة حدثت ، ما يجعل ” التكليف الشرعي” ، أداة “حزب الله” المهمة في حشد المقترعين لمرشحيه سابقا، موضع تساؤل هذه السنة.

على ضفة حركة “أمل”، كان الرئيس بري في الآونة الأخيرة يجوجل مرشحيه، فيبقي من يبقي ، ويبدّل من يبدّل، حتى إستقر به المطاف عند تبديل ثلاثة من كتلته الحالية، وهم:  أشرف بيضون (الذي حل مكان النائب علي  بزي)، الوزير السابق مروان خير الدين ( بدلا من النائب أنور الخليل)، ناصر جابر (حل مكان النائب ياسين جابر)

هل كانت جوجلة الرئيس بري لمرشحيه، أمرا روتينيا، لا يستدعي التوقف عنده؟

في المعلومات، أن مروحة التبديل الأولية كانت تشمل أيضا النواب علي عسيران وعلي خريس وغازي زعيتر، لكن تم صرف النظر عن هذه التبديلات الثلاثة، وفق معطيات تشير اقله، الى أن “حزب الله” كان متدخلا، خصوصا بالنسبة للنائب عسيران.

ماذا عن اسماء النواب الذين تقرر إستبدالهم؟ لا جدال ، في أن النائب أنور الخليل، قد قرر هو شخصيا الابتعاد عن البرلمان المقبل ، لإسباب تعود اليه. أما قيل عن قرار مماثل إتخذه النائب ياسين جابر، فهناك علامات إستفهام ما زالت قائمة، على الرغم من  ان عارفي الأخير يقولون انه ومنذ وقت طويل يسعى الى النزول من قطار كتلة الرئيس بري. ومن بين هذه العلامات، ما قيل ان النائب جابر ، تردد إسمه مرارا في الفترة الأخيرة ليكون بديلا للرئيس بري ، إذا ما تقرر هذا التبديل لإسباب شتى. وهذا التبديل، لو قيّض له ان يحصل، فهو ينطلق من أرض صلبة نتيجة الكفاءات التي يتمتع بها النائب جابر،  والمكتسبة عبر عقود من العمل البرلماني والوزاري، والتي أثبت فيها الاخير جدارة لافتة. إضافة الى ان النائب جابر هو من مدينة النبطية نفسها التي تمثل الثقل الأساسي في الانتخابات، في حين ان من سيكون بديلا منه، ناصر جابر، هو من بلدة ميفدون بقضاء النبطية.

ونأتي الى تبديل النائب علي بزي، بأشرف بيضون. وهنا، وفق المعلومات من بنت جبيل ، المدينة الرئيسية في جبل عامل، كما هي النبطية، فإن عائلة بزي التي تمثل أكبر عائلات المدينة عددا ، والتي هي من العائلات القليلة في لبنان، التي لا  فروع لها خارج بنت جبيل، كانت منذ الاستقلال ، مركز الثقل، حتى في مواجهة نفوذ الزعامة الاسعدية على مستوى الجنوب برمته، وهو ما أدى أيام الشهابية الى فوز الدكتور علي بزي في الستينيات من القرن الماضي على رأس لائحة مقابل لائحة قادها الرئيس كامل الاسعد الذي خسر الانتخابات.

وتقول أوساط في عائلة بزي ل”النهار” انه منذ بروز نفوذ حركة “أمل” بزعامة الرئيس بري، بدءا من انتخابات عام 1992، جرى إختيار نائب المدينة على قاعدة صلته بأسرة بزي. فبين عاميّ 1992 و2000 ، إنتخب حسن علوية نائبا إنطلاقا، من خوؤلته من آل بزي. ومنذ العام 2000، ومن دون توقف جرى تمثيل العائلة بعلي بزي. فهل حدث طارئ ، كي يتم الان إستبدال الأخير بأشرف بيضون؟

يتردد ان من بين الأسباب التي أدت الى هذا التبديل، هو ضعف حجم التصويت في المدينة لمرشح الحركة، أي علي بزي، الذي نال 1300 صوتا تفضيليا، بينها 700 صوت منحها “حزب الله”، وما تبقى ، أي 600 صوت أتت من حركة “أمل”. ولولا ، أصوات الحزب لما فاز مرشح الحركة. ولذا، يتردد ان الرئيس بري، قرر “معاقبة” العائلة التي لم تتبن خياره؟

وتشير الأوساط نفسها، الى ان هناك مشكلة عمرها 30 عاما، هو “مونة” زعيم حركة “أمل” في تمثيل العائلة الأكبر في بنت جبيل، من دون الاخذ بالاعتبار بمن يمثلها فعلا. وكما أتى الرئيس بري بالنائب علي بزي حامل الجنسية الأميركية، يقوم اليوم بإختيار مرشح جديد( أشرف بيضون) وهو يحمل أيضا الجنسية الأميركية. كما تشير أيضا، الى ان عائلة بزي، جنحت منذ بداية حركة الامام موسى الصدر لتأييده ، منذ ان كان عميدها ، الدكتور علي بزي وزيرا للداخلية في عهد الرئيس فؤاد شهاب، وانحاز للامام في مواجهة الرفض الذي كان يقوده الرئيس كامل الاسعد لمنح رجل الدين الشاب مساحة من العمل على المستوى السياسي. وفي السياق نفسها، كان الوزير بزي من اركان الجبهة الوطنية للمحافظة على الجنوب، الى جانب الرئيس عادل عسيران ورفيق شاهين ومحمد صفي الدين.

ويتردد أيضا، ان المرشح الجديد لتمثيل بنت جبيل، موظف في مجلس النواب ، وتربطه علاقة خاصة بنجل المستشار السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، والذي مهد لعلاقة خاصة بين هذا المرشح وبين باسل بري نجل الرئيس بري.

هذا غيض من فيض من ترشيحات الثنائي الشيعي. فهل سيؤدي ذلك الى تغيير ما في المعادلة الانتخابية المقبلة؟ لا احد يستطيع الان المجازفة ، خارج الثنائي ، بتقديم جواب.    

السابق
تقرير اميركي يكشف: بن سلمان وبن زايد رفضا مكالمات من بايدن: والسبب؟!
التالي
إرتفاع «نووي» بسعر الدولار.. كم بلغ اليوم؟