درباس لـ«جنوبية»: من يراهن على أصوات «المستقبل» لا يخاصم قياداته.. والشعارات «دكنجية» لا إنتخابية!

رشيد درباس
بالرغم من كل الضجيج الذي يرافق إنطلاق قطار الانتخابات النيابية في لبنان، إلا أن الضبابية هي سيدة الموقف في كثير من الساحات ومنها الساحة السنية. خروج الرئيس سعد الحريري، فتح شهية الكثير لملء الفراغ الذي خلفه لكن أحدا لا يمكن الجزم بتوجهات الجمهور الازرق الانتخابية.

ليس من المبالغة القول أن اللبنانيين يعيشون على وقع تطورين، الأول هو الحرب الروسية- الاوكرانية وتداعياتها على يومياتهم وسُبل عيشهم، والثاني هو الانتخابات النيابية التي يشاهدون فصولها بين القوى السياسية التي تتعارك على تفاصيل إنتخابية (الميغاسنتر مثالا) وتدق طبول الحرب علّها تنجح في إستقطاب المزيد من الناخبين، خصوصا أن الكثير من اللبنانيين لا يخفون نقمتهم على الطبقة السياسية، التي جرتهم إلى جهنم التي يعيشون فيها، ويتوعدون بمحاسبة هذه الطبقة في الانتخابات. 

اقرا ايضا: خاص «جنوبية»: ١٧٦ مرشحا.. أحزاب تتريث و«الميغاسنتر» نحو التسوية!

ومن الحري، القول أن الساحة السنية هي من الساحات التي تزدهر فيها هذه المحاولات، بعد إنسحاب الرئيس الحريري من المشاركة في الإنتخابات النيابية، ومحاولات العديد من الشخصيات ملء هذا الفراغ وعدم تكرار المقاطعة المسيحية للإنتخابات في العام 1992، خصوصا أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، أعلن بوضوح بضرورة المشاركة في الانتخابات، وتثبيت الحضور السني فيها مهما كانت الظروف. لذلك من المفيد قراءة المشهد الانتخابي المقبل، إنطلاقا المشاركة السنية فيها والنتائج التى ستسفر عنها كونها تفتقد لثقل زعيم شعبي كسعد الحريري. 

كل الاطراف تتمنى أن لا تحصل الانتخابات لأن أحدا لا يضمن نتائجها إلا حزب الله

يرى الوزير السابق رشيد درباس أنه “علينا أن نتأمل بظواهر الامور مع التشديد على أنه لا يتحدث بإسم الطائفة، لافتا ل”جنوبية” على أنها “تدل على أن الرئيس سعد الحريري خرج  من اللعبة الانتخابية، ولكنه عمليا شريكا فيها من دون إرادته لأن كل الافرقاء الاخرين يريدون يحاولون مصادرة جمهوره بطريقة أو بأخرى”، ويعتبر أنه “في هذه الخانة يمكن وضع محاولات الرئيسين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي ومنبر رؤساء الحكومة السابقين، وحتى كلام سماحة المفتي الذي يقول أنه لا يجب مقاطعة الانتخابات، كي لا يتم تزوير التمثيل السني عبر إدارة الظهر للإنتخابات، لأن ترك الساحة السنية خالية، سيتيح دخول شخصيات لا تمثل ثقلا شعبيا ولا يمثل المزاج العام للطائفة السنية”.

ويشدد على أن “المشهد الانتخابي السني، هو أننا أمام إستحقاق لا بد منه، وعندما تظهر  النتيجة يُبنى على الشيء مقتضاه، ولا يمكن التكهن بنتائج الانتخابات للمقاعد السنية، وما حصل في معرض الكتاب حول صورة قاسم سليماني، يدل على أن أي حادثة تحصل يمكن أن تغيّر الامزجة، والقصة مرهونة ببراعة وحصافة الاشخاص الذين يديرون اللعبة الانتخابية”، معتبرا أنه “من يراهن على الحصول على أصوات جمهور المستقبل، عليه أن لا يبدأ حملته الانتخابية بالخصام مع قيادات المستقبل، وعليه مخاطبتهم بالقول أنه يفهم موقف الرئيس سعد الحريري ونحترمه، ولا نريد تحميله وزرنا، ولكننا لا يمكننا التخلي عن المشاركة عن الانتخابات، خاصة أن الرئيس الحريري لم يطلب من جمهوره الانكفاء عن المشاركة في الانتخابات”. 

ويستنتج بأن “هناك مرشحين يسيرون على هذا الدرب وآخرون يخطئون في التصرف والتعبير”.

ماذا عن المشهد الإنتخابي عند باقي القوى ؟ 

يجيب درباس:”كل الظروف التي تحيط بلبنان تجعل من الانتخابات حالة قلقة ومُقلقة، هي قلقة لجهة الوقت الضيق لأنه تمّ هدر وقت كبير قبل حسم القرار بإجراء الانتخابات ودعوة الهيئات الناخبة وكانت هناك حالة مراوحة حول هل ستجرى الانتخابات أم لا “، لافتا إلى أنه “في الوقت نفسه قانون الانتخابات هو عبارة عن توليفة لسيئات القانون الاكثري والنسبي والفردي، وهناك عقل عبقري جمع سيئات هذه القوانين وأنتج منهم قانون إنتخاب”، ويعتبر أن “ما يحصل، ما خلا الثنائي الشيعي، فإن باقي الافرقاء يرفعون الشعارات السياسية في الانتخابات، ولكن عمليا هم يخوضون الانتخابات وفقا لمعيار “الدكنجية” أي كم سيعطيه الطرف الاخر وكم سيأخذ منه”، ويشير إلى أن “التحالف يكون أحيانا بين أطراف متنافرة سياسيا، لكن المصلحة الانتخابية تقتضي التفاهم في ما بينهم، لذلك هم غير قادرين على رفع شعارات إنتخابية وترجمتها بعد الانتخاب، ولذلك نرى أن من يسمي نفسه فريق السياديين، هم  في الحقيقة مجموعة من كل وادي عصا وكل واحد منهم يضمر لأخيه شرا وهدرا”.

ذاهبون إلى الانتخابات مرغمين ومكرهين ولكن في الوقت نفسه لا نعرف نتائجها

يضيف:”الانتخابات مُقلقلة لأن أيا من الاطراف يستطيع حسم حصته النيابية، ولذلك أقول أن كل الاطراف تتمنى في قرارة نفسها أن لا تحصل الانتخابات لأن أحدا لا يضمن نتائجها إلا حزب الله”، مشيرا إلى أن “تأجيل الانتخاب يمكن أن يتم لو أن هناك ورشة سياسية من قبل الحضرة السياسية،  لنقل البلد نحو الافضل، ولكن هذه الحضرة ستنقل البلد إلى مكان أسوأ، إذا تم تاجيل الانتخابات والعيون التي تراقبنا في الداخل والخارج لن تسمح بهذا الامر”.

ويقول:”إننا ذاهبون إلى الانتخابات مرغمين ومكرهين، ولكن في الوقت نفسه لا نعرف نتائجها، وهناك أطرافا ستتفاجأ، و أُخرى عقدت على الانتخابات آمالا أكثر مما هي في الحقيقة”. 

ويختم:”الانتخابات لن تغيّر الاحوال في لبنان، بل هي عبارة عن إعلان توجهات للشعب اللبناني بأنهم يقبلون بهذا الامر ولا يقبلون بالأمر الاخر، و لكن يجب المشاركة في الانتخابات حتى لا يزوّر التمثيل”.

السابق
بالصورة.. مقتل عنصرين بالحرس الثوري بقصف اسرائيلي على سوريا..و«والا» تتوقع ردّا انتقاميا!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم الثلاثاء 08/03/2022