بعد غيابه وتعثُّر تنظيمه ثلاث سنوات بسبب ظروف البلاد الاقتصادية والصّحية والسياسية القاسية، ها هو معرض الكتاب العربي والدولي في دورته (٦٣) من (٣ حتى ١٣ اذار مارس)، ينطلق في بيروت، بزخم وحيوية.ويمتد وينتشر على الواجهة البحرية للعاصمة ، في “سي سايد ارينا”، (البيال – سابقا).
اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: «زحمة» قضاة فرنسيين على خط لبنان.. ابحث عن كارلوس غصن وزياد تقي الدين!
وبالطبع ينظم المعرض “النادي الثقافي العربي” بالتعاون مع “نقابة الناشرين”. وافتتح المعرض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحضور حشد سياسي ونيابي وجماهيري وثقافي. ويشارك بالمعرض مئات دور النشر اللبنانية والعربية والدولية.ويشهد المعرض أنشطة ثقافية على مدى أيّامه، أمسيات وندوات ثقافية، حفلات فنية وموسيقية، وتواقيع كتب لكثير من الكتّاب..
وكان انتقل مكان المعرض في العام ١٩٩٦ إلى ساحة الشهداء سعيًا إلى مساحة أرحب، ثم انتقل بعد ذلك إلى قاعة “اكسبو” في منطقة عين المريسة إلى العام ٢٠٠٣، أي من المعرض الحادي والأربعين إلى السابع والأربعين، إلى ان استقر أخيراً وبدءً من العام ٢٠٠٤ في قاعات المعارض في البيال (أي في الواجهة البحرية الجديدة لبيروت).
استمر المعرض بالانعقاد سنويّا منذ نشأته، على الرغم من الظروف الأمنية التي كان يشهدها لبنان بسبب الحرب الأهلية، العداون الإسرائيلي المتكرر على لبنان، ولم يتوقف طوال معظم تلك الفترة.
غير انه يمكن الإشارة إلى توقفه لثلاث سنوات (٢.١٩–٢٠٢١)
بسبب حالة الغليان في البلد التي واكبت انطلاق ثورة ١٧ تشرين والوضع الصحي الذي فرضه فيروس كورونا على البلاد والعباد.
افتتاح معرض الكتاب اليوم في بيروت، يشكّل حدثاً مميزاً، يمكن اعتباره حدثاً مُيسراً يُقارع العُسر، ذلك أن البلاد والعباد في ضائقة كبرى وعلى كافة الصعد، وخصوصاً على الصعيد الاقتصادي المتعثر والذي بلغ حد الانهيار.
أن تنتشر رفوف الكتب في هذا المعرض وسط حضور شعبي، عاجز عن شراء كتاب بسبب غلائه وشحّ بالعملة الوطنية وارتفاع سعر الدولار (مع الأسف!) لا شك انها بمثابة (مُعجزة) وتحدٍ كبير للأزمة التي تعصف بالوطن، وبارقة أمل كبيرة ترتفع فوق أنف المأساة، ولا خشية.
