حين يسقط قناع «الممانعة» اللبنانية أمام «المقاومة» الأوكرانية!

اوكرانيا روسيا

تجهد “الممانعة اللبنانية” بقادتها وعناصرها وجيشها الالكتروني، بتبجيل وتمجيد الغزو الروسي لأوكرانيا، وبلغت بها “الثقة” و”الوعي” درجة عالية من الغرور المرضي، ولا يتردد هؤلاء الأشاوس بالظن أنهم هم من يسيّرون بوتين في غزوته.

لا يتردد هؤلاء بالتباهي وكأنهم هم من يدفعون ويخططون لحرب بوتين، بل بلغت ظنونهم مشارف الهوس، إذ يعتبرون وكأنهم نجحوا بإقناع بوتين بغزوته، كأن بوتين ينفذ سياسة جماعة “٨ اذار”، بل تأثر بهم الغازي المحتل وما عليه الا تنفيذ ما يملون عليه من مخططات وأوامر وأفكار ، على غرار سياستهم العدوانية في غزو المدن، كما فعلوا وهتكوا بالعاصمة بيروت.

وفي هذا السياق المحموم ، يتلقى الرئيس الاوكراني فلوديمير زيلينسكي الشتائم.. ثم يلعنونه ثم يلومونه ثم يعيبون عليه “أبطال الممانعة”، أنه ينتمي بالولادة إلى الطائفة اليهودية، ويتباهون بانتشاء ويمدحون الرئيس الروسي بوتين بإيمانه المسيحي عبر الترويج لصورة تجمعهما، يبدو فيها الأول بالقلنسوة اليهودية أما الثاني، مقبلاً أيقونة اورثوذوكسية في إحدى الكنائس.

هو قائد يمارس بالفعل لا بالقول دور القائد المقاوم

هؤلاء “الابطال” ومعهم إيران وجيشها الالكتروني والعسكري والملالي، يعيبون على رئيس دولة طائفته اليهودية، وهو قائد يمارس بالفعل لا بالقول دور القائد المقاوم، فهو من نزل بشجاعة قل نظيرها، الى ميدان المعركة بلباسه العسكري، متقدماً صفوف الجنود ليدافع عن مدينته التي تتعرّض للغزو من دولة عظمى. وليواجه اسراب طائراتها الحربية التي تغطي سماء الاوكرانيين، وتلقي الرعب في قلوب الأطفال والعزّل.

يكفي هذا الرئيس عزّةً انه لم يلجأ الى أقرب سفارة، عند تحليق اول طائرة معادية فوق مقره الرئاسي، ويكفيه فخراً أنه لم يختبىء في حفرة تحت الأرض او في ملجأ محصن بالباطون المسلح، دافعاً شبابه الى ملاقاة حتفهم في حروب وبطولات وهمية.

سوف يأتي اليوم الذي يكتب فيه عن قائد، علّم قادة العالم كيف تكون الشجاعة

سوف يأتي اليوم الذي يكتب فيه عن قائد، علّم قادة العالم كيف تكون الشجاعة، وكيف تكون وقفة الأبطال دفاعاً عن كرامة وحرية شعوبها.

ثم وأيضاً ، أن يلجأ أهل الممانعة الى تعيير زيلينسكي أنه ممثل على الدوام، ويستمر هذا التعيير كلازمة متكررة عند مؤيدي الغزو البوتيني، وهذا أيضا يهين الممثلين و فن التمثيل والاداء التراجيدي.
لن يفهم المعييرون ذلك النبل والاداء المسؤول في الفن والتمثيل، فالممثل يبذل من ذاته الشيء الكثير والنادر، حتى يوصل إلى الجمهور زبدة المشاعر في لحظة قياسية، يكثفها كأنه يضغط التاريخ في لحظة. وزيلينسكي رئيس منتخب، وأن يكون ممثلا فذلك شرف كبير له، وهو الآن في محل ممثل مدافع عن بلاده.

بين “حنا الممانعة وديماغواجية المخانعة” تسير المقاومة الأوكرانية.

السابق
بالصورة: برّي يُعلن ترشحه لانتخابات ٢٠٢٢.. بعد ٣٠ عاماً من توليه رئاسة المجلس!
التالي
خاص «جنوبية»: الحدت تحت رحمة العصابات.. والأهالي يلوحون بالامن الذاتي!