تغطية الرأس عند اليهود وطقوس أخرى…

حجاب اليهود
"إنّ عدم تغطية المرأة لرأسها يبيح الطلاق" ... هكذا أوصت "المشنا" اليهودية ، إذ أنّ تغطية الرأس كان أمراً شائعاً بين اليهود في العهد القديم ، فكانوا يغطون الرأس بعصابة (1 مل 20: 38 و 41). ويبدو من التكوين (24 : 65) ونشيد الأنشاد أنّ العروس عند زفافها كانت تضع برقعاً أو نقاباً على وجهها من قبيل الإحتشام.

ويعتبر غطاء الرأس في التقليد اليهودي علامة التواضع أمام الله، لكن الممارسة ليست مفروضة بحسب معظم السلطات الدينية. لكن غطاء الرأس أصبح عادة أثناء الصلاة ويعتمدها الكثير من الرجال في كل الأوقات. وتسمى طاقية الصلاة المتخذة من قبل غالبيتهم ״كيباة״ (بالعبرية) أو ״يرمولكا״ (بلغة الييديش: أي اليهودية الألمانية).

اقرأ أيضاً: معطيات مُذهلة عن عنصرية المجتمع الإسرائيلي

كانت النساء تستر شعرهن من باب التواضع في العصور التوراتية والتلمودية وقد أصبحت هذه الممارسة عادة لدى اليهود الأرثوذكس. ولا تغطي البنات شعرهن عادة حتى يتزوجن. وتغطي بعض الأرثوذكسيات شعرهن بالشعر الاصطناعي (الباروكة) ولا تغطي اليهوديات غير الأرثوذكسيات الشعر، لكن كثيرا من النساء يرتدين القبعات في المعبد. ولقد بدأت النساء من الحركات الليبرالية اتخاذ عادة لباس الطاقية في أثناء أداء الصلاة.
أما اليهود الحريديم، وكلمة “حريديم” هي جمع لكلمة حريدي، وتعني التقي.. وهم الذين يرنون في تفكيرهم ومعتقداتهم الى الأصول الفكرية اليهودية القديمة، باعتبارها الأنقى في فهمهم. “الحريديم” مأخوذة من الفعل حرد، بمعنى غضب، وبخل، واعتزل الناس، وتجنبهم بخلا وغضبا، وهذا بالضبط، ما تعنيه الكلمة العبرية… وهم يرفضون أيديولوجيا الاعتراف بإسرائيل كدولة.

حجاب يهودي
يعيش اليهود “الحريديم” حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية.. ويحافظون بدقة متناهية، بل بصرامة، على كافة الانظمة والقوانين الواردة في التوراة، ويعارضون بشدة، أي تغيير فيها.. يحاول “الحريديم” فرض شرائع التوراة على المشهد الحياتي في اسرائيل، وهؤلاء عموماً، لا يخدمون في الجيش، وكل محاولات ادخالهم الجيش، باءت بالفشل .. يتميزون بارتداء القبعات السوداء غير المشغولة، والملابس السوداء. وترتدي النساء اللباس المحتشم فقط بالإضافة الى غطاء الرأس الذي أمرت به التوراة ووبخ أحبار اليهود كل من يتقاعس عنه حتى قالوا: “لعن الله الرجل الذي يترك شعر زوجته مرئيا”.
وتقام الصلوات اليهودية ثلاث مرات في اليوم.. وهي تشتمل على أدبيات معقدة من الشعر والنثر والأدعية الرسمية. بعض هذه المواد مأخوذ مباشرة من التوراة وبعضها من إنشاء الحكماء والحاخامات. يوجد بعض الانحناء في الصلاة، لكن تؤدى معظم الصلوات بالوقوف أو الجلوس. لا يسجد اليهود بالكامل في الصلاة.
إلا في أعياد الأيام المقدسة أي عيد رأس السنة (روش هاشانا)، وعيد يوم الغفران (يوم كيبور). وبالرغم من احتمال كون اليهود القدماء يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى أماكن العبادة، فإن هذه العادة انقطعت..
يبقى أنّ المجتمع اليهودي يشتمل على مجموعات تختلف بعضها عن بعض من حيث أسلوب الحياة وممارسة الفرائض الدينية وتتراوح هذه المجموعات بين المغالاة في التديّن حتى العلمانية.

السابق
حزب الله فاز في حرب سوريا
التالي
توظيفات «القوى المهيمنة» تمدّد أزمة الجامعة اللبنانية وتهدّد مستقبل الطلاب