«حزب الله» على خطى «الأخطبوط الفارسي»!

حزب الله

قبل نحو ستّة أعوام، نشر موقع “تقاطع” أحد أهم المواقع الناطقة بالفارسية، مقالاً للباحث والكاتب الإيراني مجيد محمدي، كشف فيه عن دور الحرس الثوري الإيراني في تجارة المخدرات. وقد طرح الباحث حينها عدداً من التساؤلات منها: هل الحرس الثوري بحاجة لتجارة المخدرات، وهل ثمة موانع عقائدية للحرس تحول دون قيامه بتجارة المخدرات، هل الحرس الثوري يمتلك الإمكانيات التي تؤهله للقيام بتجارة المخدرات. وأخيرا هل توجد أدلة وشواهد تكشف ضلوع الحرس في هذه التجارة القذرة؟ 

وأشار الباحث الإيراني في مقاله إلى “امتلاك الحرس الثوري الإيراني لموانئ وأرصفة بحرية غير مرخّصة رسميا، ولا تخضع لإشراف أي جهاز حكومي بالإضافة إلى أمن المطارات الإيرانية، مما يسمح للحرس الثوري بالتصرف فيها بكل حرية، خصوصاً في مجال تجارة المخدرات، كما للحرس الثوري شعب مختلف في كافة الحارات والجامعات والمدراس والمساجد والحسينيات والدوائر الحكومية، ويسيطر الحرس الثوري على الجبال والغابات والسهول والصحاري في إيران”. 

لو استمرت البلدان الغربية في تحدي إيران في مجال الطاقة الذرية بإمكان إيران أن تسمح بعبور المواد المخدرة

وتأكيداً على ذلك، وعلى ضفّة الأدلّة التي تُدين إيران بتجارة المخدرات، اعترف مدعي عام إيران الأسبق “دري نجف آبادي” العام 2008، في مقابلة صحفيّة أنه “لو استمرت البلدان الغربية في تحدي إيران في مجال الطاقة الذرية، بإمكان إيران أن تسمح بعبور المواد المخدرة ليس عبر الأراضي الإيرانية بل عبر البحر ونقاط أخرى لأنه لا داعي لكي نكافح نحن تهريب المخدرات ونقدم الشهداء في الوقت الذي تزرع أفغانستان آلاف الهكتارات من خشخاش الأفيون”.

ويقول عارفون بتركيبة “حزب الله” وعالمون بخبايا أفكاره، أنه لن يترك طريقاً إلّا ويسلكه، في سبيل تخريب وتدمير علاقات لبنان مع الدول العربية، في مُحاولة منه لنزع هويّته العربية عنه، واستبدالها بهويّة تتماشى مع المشروع الفارسي في المنطقة، القائم بالدرجة الأولى على توسيع “أمبراطوريته”، من خلال تدمير الشباب العربي وتدمير ثقافتهم، من خلال مُحاولات بثّ السموم فيهم، تماماً كما هو حاصل اليوم عبر عمليات تهريب المُخدرّات إلى الدول العربيّة، كخطوة أولى على طريق إحتلال العقول قبل الكيان.

في السياق، تكشف مصادر خاصّة لـ”جنوبيّة” أن مُحاولات “حزب الله” وحلفاءه، إدخال المُخدرات إلى الدول العربيّة وإستهدافها، بهذا الكمّ الهائل من عمليّات التهريب التي لم تتوقّف منذ أشهر، إنّما الهدف منها ليس المال فحسب، بل هدفها تدمير عقل الشباب العربي وتعطيله وسلب إرادته وكسر طموحاته”.

الإيراني مُستعد لتخصيص مليارات الدولارات في سبيل تدمير المجتمعات العربية

وتردف: “هذا كلّه يصبّ في خدمة المشروع الإيراني، الذي يبدو أنه قرّر تحويل معركته مع الدول العربية، من العسكري والأمن والسياسية، إلى حرب تدمير المُجتمعات بحد ذاتها، والإيراني مُستعد لتخصيص مليارات الدولارات، في سبيل تحقيق هذا الهدف، والظاهر أنه بدأ يُخطّط لمشروعه هذا من الأن ولغاية السنوات العشرة المقبلة”.

وكما تكشف المصادر أن “عمليات التهريب يقف وراءها جنرالات كبار في “الحرس الثوري الإيراني”، وهي كانت إستخدمت في زمن الحرب بين إسرائيل و”حزب الله” في جنوب لبنان، حيث تمكّن الحزب في تلك الفترة، عبر إيعاز إيراني، من اختراق الحدود أكثر من مرّة من خلال المخدرات التي كان يُغدق بها على بعض الضبّاط والجنود الإسرائيليين على الحدود، وقد اعترفت إسرائيل نفسها بهذا الأمر أكثر من مرّة”.

وتشير المصادر الخاصّة، إلى أن “ما ينتظر الدول العربية في السنوات المُقبلة، بما يتعلّق بمُحاولات إيرانية لتمدير مُجتمعاتها وثقافاتها وإنسانها وبٌنيتها الإقتصادية والعسكرية، يوازي كل المشاكل التي واجهها العرب منذ نشأت دولهم حتّى اليوم، ولذلك فإن الخطر الإيراني وأذرعته في المنطقة لن يتوقّف إلا بمواجهة موحّدة، بدل أن يبدأ “الأخطبوط” الفارسي بفرض سيطرته على طريقة “القضم” البطيء”.

السابق
ميقاتي يوقع مرسوم احالة مشروع موازنة ٢٠٢٢.. ماذا عن ملف النفايات؟
التالي
ضربة موجعة للصرافين.. تعميم ١٦١ باقٍ والدولار الى ما دون الـ٢٠ الف!