عن اللبنانيين المقيمين تحت «خيمة كراكوز»!

الانهيار اللبناني

“الصيغة اللبنانية”، قد تصح وتنطبق على مرحلة (لبنانية) مضت، وربما أكل وشرب الدهر عليها، أما ما نحن فيه اليوم، فتبدو الصيغة فاغرة وعاجزة عن تلبية تحقيق معناها، على الأقل. اليوم تبدو الصيغة مضلعة او مثلثة او مربعة  الى ما شاءت التسميات والمصطلحات (والترجمات). 

في ختام مسرحية شوشو “خيمة كراكوز” (١٩٧٤) للكاتب الرؤيوي فارس يواكيم: يسترسل شوسو في مونولوغ الختام: “اتنين اتنين متل كل شي بهالبلد، كل واحد بيعملوه اتنين، بتقول له مرحبا بيقول لك مرحبتين، أهلا بتصير اهلين وسهلين، والبونجور بونجورين، والدخان تنين: ريجي وتهريب، والكهربا تنين: اشتراك ودولة، كأنو في دولة! والميّ ميتين ميّة الشركة وميّة سيتيرن…ميتَين ونحن ” ميتين” من العطش! العيد عيدين: عند الموارنة وعند الروم، وعند الشيعة وعند السنّة …. البنوكي تنين: ليرة ودولار، والدولار تنين: رسمي وسوق سودا ..والسودة تنين: غنم ومعزة !….

“معقول كل عمرنا هيك، وكل عمر دولتنا “خيمة كراكوز” !!!أما في حاضرنا وفي مستقبلنا الآني “المتحور”، لا يختلف المشهد كثيراً عن مونولوغ شوشو، سوى بإضافات على تلك الثنائية، لتحل الثلاثية بزخم طائفي مناطقي فوضوي، مثل:

(ثلاثية جيش وشعب ومقاومة)، (الترويكا)،(ثلاثية الأمن والاقتصاد والاستقرار)، (ثلاثية الليرة والدولار والمال)،(ثلاثية ورباعية وخماسية سعر الدولار )،(ثلاثية كهرباء الدولة وكهرباء الاشتراك وكهرباء الخاصة) ، وهلم..ربما لم تعد الثنائية ولا الثلاثية (اللبنانية) ملائمة لواقع الحال المُزري الذي نعيشه اليوم.

ثلاثة ب ثلاثة ، معادلة لبنانية مُستحدثة  أوجدها نظام المحاصصة والجشع أثبتت فشلها في كل شيء، إلّا بشيء واحد، هو انها “طالق بالثلاثة”.

السابق
هل دخل لبنان مرحلة ما بعد ميشال عون؟!
التالي
بالفيديو: برو لـ«جنوبية»: الأسعار لم تتراجع أمام الدولار.. والسلطة تحمي احتكار التجار!